نشرت صحيفة "فايننشال تايمز" تقريرا حذرت فيه من تزايد الجوع في العالم بسبب الغزو الروسي على أوكرانيا.
وقالت الصحيفة في التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن الجيش الروسي يحاول تجويع سكان مدينة ماريوبول وتركيعهم في عمل بربري، ومن المؤكد أن هذا يمثل جريمة حرب، لكن الصدمة الكبرى لحرب فلاديمير بوتين في أوكرانيا هي التهديد بالجوع بل وحتى المجاعة لملايين الناس وبعيدا عن مسرح الحرب.
وتعتبر روسيا وأوكرانيا منتجين كبيرين للطعام، حيث تصل نسبة مشاركتهما في تصدير المواد الغذائية إلى 30 بالمئة من تصدير القمح والشعير.
وتصدر روسيا وحدها نسبة 15 بالمئة من الأسمدة على مستوى العالم، أما بيلاروس التي فرضت عليها عقوبات مماثلة، فهي منتج مهم للبوتاس المهم في إنتاج حبوب الصويا التي تتحول إلى غذاء للحيوانات.
وإن لم يعد لدى المزارعين حول العالم أسمدة كافية، فيمكن أن تنهار المحاصيل الزراعية في البرازيل والأرجنتين وغيرها من القوى الزراعية العالمية.
وفرضت السفن الروسية حصارا على تصدير القمح الأوكراني. ولم يعد لدى المزارعين في أوكرانيا الوقود للتراكتورات ولا الحبوب الكافية للزراعة. وزادت أسعار الحبوب بمعدل الثلث عما كانت عليه قبل بداية الحرب وبنسبة الثلثين عما كانت عليه في العام الماضي.
اقرأ أيضا: هكذا تؤثر الأزمة الأوكرانية على اليمن.. مزيد من الجوع
وبالنسبة للسكان في العالم الثالث، فصدمة الطعام ستضع ضغوطا متزايدة على فواتير البقالة، والذين يعانون من عقود التضخم. أما الدول الفقيرة التي تعاني من فيضان التأثيرات الاقتصادية بسبب كوفيد وزيادة أسعار الطعام قد تحمل معها ملامح الكارثة.
وهناك ملايين الناس في الدول التي تأثرت بالنزاع بما فيها اليمن وإثيوبيا وجنوب السودان والتي تسير نحو هاوية المجاعة.
ويواجه مستوردو الطعام من الهند إلى أندونيسيا فواتير عالية، وتدعم مصر الخبز، الطعام الأساسي لـ 70 مليون شخص مما يزيد الضغوط على الميزانية.
ويتذكر قادة دول في وضع مماثل الاضطرابات الاجتماعية بما فيها الانتفاضة العربية والتي تعقب زيادة أسعار الطعام. وفي ضوء المثال السيء للعالم في التعامل مع توزيع اللقاحات المضادة ضد الفيروس، فإن النذر بشأن توزيع الطعام والتعامل مع أزمته ليست جيدة. وسيضطر برنامج الغذاء العالمي الذي يعاني من أزمة مالية مزمنة إلى تخفيض الحصص لملايين البشر لأنه سيقوم بتخصيص الطعام للجوعى وليس للذين يعانون من مجرد الجوع.
وترى الصحيفة أن أسرع طريقة للحل هي إنهاء الحرب في أوكرانيا. ويجب على العالم أن يخفف من اعتماده على الطعام والأسمدة الروسية، على المدى البعيد. ويجب أن يستثمر أكثر في زيادة المحاصيل الزراعية في أفريقيا التي تملك أراضي صالحة للزراعة لم يتم استثمارها بعد، وتخفيف الكميات التي يتم تضييعها من مخلفات الطعام في العالم المتطور.
وعلى المدى القصير، فهناك قضية مهمة للدول الغنية لزيادة التمويل، فالعقوبات ضد روسيا هي مبررة لكن يجب على الدول الغنية أن تساعد الدول الفقيرة التي وجدت نفسها وسط النيران. وواحدة من الطرق هي إعادة النظر في تخصيص حقوق السحب الخاصة، وهي 650 مليار دولار، الآلية التي خلقها صندوق النقد الدولي العام الماضي كجزء من خطة الرد الدولية على الوباء. ومعظمها ذهب إلى الغنية، في وقت تعوقت فيه خطط إقراض جزء منها للدول الفقيرة.
ويمكن للدول التبرع بالإنابة عن نفسها. وعليها أن تفكر بعمل هذا. ويجب البحث عن طرق للتأكد من استخدام آلية تخصيص السحب الخاصة لمساعدة الدول التي تعاني من مشاكل دفع الفواتير. ولو ثبت هذا بأنه مشكلة، فقد يحتاج صندوق النقد الدولي لإنشاء مصادر طارئة للمساعدة على دفع الفواتير المتزايدة.
وفي العصر الحالي، فالمجاعات هي من صناعة البشر، فكما قال أماريتا سن، الحائز على جائزة نوبل إن المجاعات لا يمكن أن تحدث في ديمقراطيات نظرا لتدفق المعلومات بطريقة حرة والغضب العام الذي يترك تداعياته. ومع ذلك فالديمقراطيات تتعرض للتهديد، وبوتين هو آخر معتد عليها، وطالما لم يتم وقفه فسيزيد الجوع.
NYT: الروس غاضبون من بوتين بسبب تأثير الحرب على الاقتصاد
WP: مصير النظام العالمي يعتمد على نتائج الحرب الأوكرانية
بوليتيكو: حسابات بايدن خاطئة ولم يفهم طريقة تفكير بوتين