دعت صحيفة "أوبزيرفر" البريطانية، في مقالها الافتتاحي، الأحد، كل الدول الغربية إلى بذل المزيد من الجهود وتقديم الدعم الكافي لأوكرانيا، لإيقاف روسيا وهزم بوتين.
وقالت الصحيفة، في مقالها الذي ترجمته "عربي21"؛ إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ارتكب العديد من الجرائم المخيفة بحق المدنيين في أوكرانيا، كما فعل في كل من سوريا والشيشان، مشيرة إلى أن الغرب لم يتحرك بالشكل المطلوب تجاه ذلك.
وأكدت أنه يجب على كل الدول الغربية، فعل المستحيل لهزيمة روسيا وبوتين، وإيقاف المذابح التي يرتكبها الجيش الروسي في أوكرانيا، منوهة إلى أن الأوكرانيين علقوا في حرب أبدية من أجل حريتهم وتحررهم ويجب أن نقف بجانبهم.
وأشارت إلى أن بوتين لم يظهر في تصريحات يوم السبت، الداعية لتفكيك الدولة الأوكرانية، أي علامة على التنازل، منوهة إلى أن جرائم الحرب التي يرتكبها الزعيم الروسي في العالم تزداد كل يوم.
وأضافت: "شاهدنا على مدى الأسبوع الماضي كيف تم استهداف المدنيين بالقصف الشامل، وكيف تعرضت المدن ذات الكثافة السكانية لقصف دائم، مما أجبر الناس على الاختباء في الطوابق الأرضية والملاجئ وسط نقص في الطعام والمياه الصحية".
ونوهت إلى أن الجيش الروسي، دمر المستشفيات وفتح النار على المدنيين في أوكرانيا بكل دم بارد، لافتة إلى أن مئات العائلات المدينة نزحت هربا من القصف الكثيف.
وأردفت: "تسقط القنابل كل خمس دقائق على المدنيين في مدينة فولنوفاكا، والجثث تملأ الشوارع"، مضيفة أن بوتين أمر بمحاصرة المدن المهمة مثل ماريوبول، وبدا كمن يمنح التنازلات من أجل بناء ممرات إنسانية في ماريوبول وفولنوفوكا لكي يتخلى عن شروطها ويعاود القصف من جديد.
اقرأ أيضا: اعتقال طيار روسي في أوكرانيا.. ظهر بصورة مع الأسد وبوتين
وشددت الصحيفة البريطانية، على أن تصرفات بوتين الأخيرة، ماهي إلا محاولات لكسر معنويات الشعب الأوكراني، وترهيبه حتى يستسلم، مؤكدة أن الغرب لم يتحرك بالشكل الصحيح، إلا أن الوقت مازال أمامه لتصحيح الأخطاء.
وأوضحت أن السؤال الأهم الآن، هو "كيف يمكننا دعم الأوكرانيين ورئيسهم المنتخب زيلنسكي في حربهم وما يمكننا عمله لتخفيف مدى الكارثة الإنسانية؟".
واستنكرت الصحيفة، تردد الحكومة البريطانية في إقرار عدد من الإجراءات التي يمكن القيام بها ضد بوتين، مشيرة إلى أن العقوبات الاقتصادية على الأثرياء المقربين من بوتين (الأوليغارش) قد يكون لها تأثير محدود في المدى القصير فقط.
وطالبت بعدم الاكتفاء بالعقوبات الاقتصادية على الأوليغارش الروس، مشيرة إلى أنه لا يوجد أي مبرر لعدم ملاحقة ومحاسبة هؤلاء الأشخاص، الذين انتفعوا بشكل مباشر من نظام بوتين.
وأشادت "أوبزيرفر"، بمصادرة السلطات الإيطالية، السبت الماضي، ليخت وعقار بقيمة 140 مليون يورو، من ثري روسي مدرج على قائمة عقوبات الاتحاد الأوروبي، لافتة إلى أن بطء التعامل البريطاني مع مثل هؤلاء ربما سيكون مكلفا وسيسمح لهم بالإفلات من العقوبات.
كما رأت أن التحركات التي يجب على الغرب القيام بها واضحة ولاتحتاج للتفكير، مشيرة إلى أن السؤال الأصعب هو كيفية دعم الناتو للقوات الأوكرانية من أجل تقليل الضحايا المدنيين داخل أوكرانيا نفسها.
ونوهت إلى أن الناتو لا يمكنه إعلان حرب ضد روسيا؛ لأن ذلك سيكون تصعيدا متهورا لحرب مع قوة نووية، مضيفة: "يبقى هناك أسئلة على الغرب تعلمها في مواجهته مع روسيا، فيما يتعلق بفعالية الدعم العسكري والإنساني".
وأكدت على ضرورة تقديم المزيد من الدعم لإجلاء المدنيين من المدن المحاصرة، وخاصة كبار السن والأطفال، فضلا عن تقديم المساعدات الإنسانية والحفاظ على البنى التحتية الأساسية، مثل اللاقطات الفضائية والمولدات، منوهة إلى أنه لا يمكن الاعتماد على الضمانات الروسية بشأن الممرات الإنسانية.
اقرأ أيضا: تعرف إلى ما يحمله الجندي الروسي بجعبته العسكرية؟ (شاهد)
وفي نهاية المقال، شددت صحيفة "أوبزيرفر" البريطانية، على ضرورة توثيق جرائم الحرب، ليس فقط من أجل استخدامها لتحقيق العدالة عندما تنتهي الحرب، بل والاعتماد عليها في المفاوضات لإيصال المساعدات الإنسانية.
وأوضحت أن شجاعة الأوكرانيين ستذكرها الأجيال القادمة، مشيرة إلى أن كل الناس من مختلف المستويات حاولوا مقاومة وصد القوات الروسية.
وأكدت أنه من المبكر للغاية الحديث عن تداعيات الغزو الروسي على أوكرانيا وأثره على النظام العالمي، منوهة إلى أن الصين المتهمة بالإبادة داخل حدودها، تراقب عن كثب كيف سترد دول الناتو على التهديد الروسي.
وختمت قائلة: "اختار الأوكرانيون الدفاع عن وجود أمتهم وما ستختاره بريطانيا وأوربا من أجل مساعدتهم سيشكل التاريخ".
صندي تايمز: بوتين وضع نفسه في مأزق رغم أنه سياسي بارع
مجلة: بوتين ارتكب 5 أخطاء استراتيجية دفعته لغزو أوكرانيا
هيرست: لماذا يتفاوض بوتين مع الغرب من خلال فوهة البندقية؟