مصادر: روسيا تجند سوريين للقتال بأوكرانيا بمساعدة النظام

لم يعد الحديث عن بدء روسيا تجنيد السوريين من مناطق سيطرة النظام السوري للقتال بجانب قواتها في أوكرانيا، مجرد أنباء فقط، حيث أكدث مصادر خاصة لـ"عربي21" ومنظمات حقوقية أن روسيا شرعت بتسجيل أسماء المقاتلين في محافظات سورية مختلفة.

وقال المحلل العسكري، عبدالله الأسعد، إن عمليات التجنيد في سوريا من قبل القوات الروسية، بدأت قبل المناورات البحرية التي أجرتها موسكو في البحر المتوسط منتصف شباط/ فبراير الماضي، حيث افتتحت روسيا معسكرا تدريبيا لـ"الفرقة 25" و"الفيلق الخامس" في قوات النظام بمنطقة سهل الغاب وسط سوريا.

وأكد في حديثه لـ"عربي21" أن المخابرات الجوية والعسكرية التابعة للنظام السوري، تسجل أسماء عناصر في منطقة باب توما بالعاصمة دمشق، كما أنها تقدم إغراءات مالية للعناصر لدفعهم إلأى طلب القتال بأوكرانيا.

وأضاف: "التجنيد الآن في سوريا لصالح روسيا على قدم وساق، لا سيما أن بشار الأسد يعتبر أنه معني بالمعركة بدرجة أولى".

وشدد على أن المعارضة السورية يجب أن تستغل فرصة انشغال القوات الروسية بمعركة أوكرانيا، خاصة أن قاعدة حميميم أرسلت العديد من الطيارين إلى جبهات أوكرانيا، ما يضعف الغطاء الجوي الذي كانت تمنحه القوات الروسية لصالح قوات النظام والمليشيات الإيرانية.

من جانبه، قال المحلل العسكري أحمد رحال لـ"عربي21"، إنه لا يوجد أي معلومة أو شهادة موثقة بخصوص موضوع التجنيد في سوريا، إلا أن الأنباء الواردة من مناطق سيطرة النظام السوري، تؤكد أن روسيا وأجهزة استخبارات النظام تعمل على تجنيد المقاتلين، في "الفيلق الخامس" والمليشيات الإيرانية.

اقرأ أيضا: الأسد مستعد لمساعدة روسيا ويتجاهل معاناة السوريين

وحسب الناشط الإعلامي مهران الفراتي، بدأت محافظة دير الزور (شرقاً) تشهد عمليات تجنيد واسعة للمقاتلين الذين شاركوا في العمليات العسكرية.

وفي حديثه لـ"عربي21"، أشار الفراتي إلى الدعم الرسمي والإعلامي من جانب النظام للحرب الروسية في أوكرانيا، وهو ما يشكل دافعاً للعديد من المقاتلين للقبول بالانتقال للقتال في أوكرانيا.

ونقلاً عن مصادره يؤكد الفراتي، أن روسيا نقلت مقاتلين سوريين من ليبيا إلى بيلاروسيا، قبل أيام من بدء الغزو الروسي لأوكرانيا.

المعارضة تنفي إرسال جنود

وفي السياق ذاته، نفى مسؤول المكتب الإعلامي لجيش "مغاوير الثورة" عبد الرزاق الخضر، في قاعدة التنف (المنطقة 55) التابعة لـ"التحالف الدولي" بقيادة واشنطن، الأنباء عن إرسال الجيش لجزء من قواته إلى أوكرانيا.

وقال الخضر لـ"عربي21"، ننفي إرسال مجموعات إلى أوكرانيا، وعملنا فقط في سوريا.

يأتي ذلك، ردا على ادعاء الاستخبارات الروسية أن "قاعدة "التنف" التي تسيطر عليها القوات الأمريكية في سوريا، باتت معسكرا لتدريب مسلحي "داعش" قبل إرسالهم إلى دونباس شرق أوكرانيا لمؤازرة النازيين الجدد"، على حد تعبير روسيا.

لكن الخضر أكد أنها "ليست المرة الأولى التي تتهم فيها روسيا قاعدة التنف"، مبيناً أنه "في كل حادثة يتم إدخال قاعدة التنف".

اقرأ أيضا: ما علاقة زيارة وزير الدفاع الروسي لسوريا بالأزمة الأوكرانية؟

وكان رئيس الاستخبارات القومية الأمريكية الأسبق، جيمس كلابر، قد تطرق إلى التقارير التي تفيد بنية الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين إرسال 1000 عنصر مرتزق للقتال في أوكرانيا.

وقال في مقابلة مع شبكة "سي إن إن"، إن "هؤلاء (المرتزقة) أكبر سنا وأكثر خبرة وقساة، واعتقد أن الرسلة هنا هو أن هناك نوعا من اليأس من طرف بوتين يدفعه للقيام بذلك في هذه النقطة".

وتابع قائلا: "على ما يبدو اعتقد الروس أنهم سيدخلون أوكرانيا والأوكرانيون سيخضعون بسهولة، والبدء بإرسال مرتزقة وأحد الأمور التي تقلقني بذلك هو الاستخدام المحلي للأسلحة الكيماوية ضد السكان المدنيين".

وأضاف: "بالطبع صديق بوتين المقرب، بشار الأسد قام بذلك في سوريا وعليه فإن هذا أمر مثير للقلق.. الوضع الذهني لبوتين هو أحد المعضلات التي تواجهها الاستخبارات فلطالما كانت غامضة بالنسبة لنا.. وبالنسبة لي هو هتلر القرن الـ21".

وفي السياق ذاته، أفادت منظمة "سوريون من أجل الحقيقة والعدالة" عن قيام ضباط روس بالطلب من بعض الأجهزة الأمنية السورية البدء تسجيل أسماء مقاتلين ذي خبرة عالية في حرب الشوارع، للقتال في أوكرانيا.

وعرضت المنظمة شهادات لمقاتلين سجلا لدى الأجهزة الأمنية السورية من أجل الذهاب إلى أوكرانيا والقتال إلى جانب القوات الروسية، موضحة أن أحدهما أقدم على الخطوة بعد فشله في العثور على عمل بريف دمشق حيث يقيم، عقب انتهاء خدمته الإلزامية والاحتياطية في جيش النظام.

أما المقاتل الثاني، فعزا موقفه إلى الوفاء لروسيا، مشيراً إلى أنه "في حال تحول القتال إلى قتال شوارع فإن لدى السوريين خبرة جيدة".

في المقابل، تحدثت المنظمة عن شائعات حول قيام تركيا بإعطاء أوامر لفصائل المعارضة بتجنيد المقاتلين لإرسالهم إلى أوكرانيا، لمساندة الأخيرة ضد الاجتياح التركي، لكنها نفت نقلاً على لسان قيادي في المعارضة ذلك، مؤكدة أن هناك رغبة لدى بعض الفصائل بمقاتلة روسيا في أوكرانيا.