قالت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية؛ إن جهودا رسمية تبذل من أجل ضمان سلامة الجالية الفلسطينية الموجودة في أوكرانيا، مشيرة إلى محاولات حثيثة لإجلاء الطلبة الفلسطينيين.
وتتواصل الحرب الروسية الأوكرانية، عقب بدء الجيش الروسي عملية عسكرية واسعة الخميس الماضي، ما خلف آلاف الضحايا والمصابين، ودمارا واسعا، وهروب أكثر من مليون شخص من الحرب، بينهم عدد كبير من أبناء الشعب الفلسطيني.
خلايا أزمة
وقال السفير أحمد الديك، المستشار السياسي لوزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي؛ إن "تعداد الجالية الفلسطينية تقترب من ألفي مواطن فلسطيني في أوكرانيا، غالبيتهم من الطلبة الذين تزوجوا وأقاموا هناك، وهم جزء لا يتجزأ من النسيج المجتمعي الأوكراني".
وأضاف في تصريح خاص لـ"عربي21": "لدينا أيضا 600 طالب فلسطيني، منهم 400 يحلمون جواز سفر فلسطيني والباقي وثائق سفر من دول عربية شقيقة"، منوها إلى أن "الخارجية الفلسطينية منذ وقت مبكر، وقبل بدء الحرب، أصدرت تعليمات لأي مواطن فلسطيني ليس له أي عمل ضروري، بضرورة المغادرة الفورية، وكذلك تعليمات أخرى للطلبة الذين يتمكنون من الدراسة الإلكترونية بأن يغادروا أوكرانيا ولا داعي لوجودهم هناك".
وأكد الديك، أن "أعدادا من الطلبة والجالية الفلسطينية عبروا عن رغبتهم بالمغادرة، وفعلا غادروا قبل أن تبدأ الحرب، علما بأننا نتعامل مع من يعبر عن رغبته بالمغادرة، ولا نجبر أحدا على المغادرة".
وذكر أن "الوزارة على الفور شكلت 4 خلايا أزمة مركزية لمتابعة هذا الملف، الأولى في مقر وزارة الخارجية، وهي تشرف على كامل العملية، الثانية في أوكرانيا بالشراكة ما بين سفارة دولة فلسطين ورؤساء الجالية الفلسطينية ومسؤولي الاتحاد العام لطلبة فلسطين، وهؤلاء يغطون جميع المدن والقرى والمناطق في أوكرانيا، حيث يوجد طلبتنا وجاليتنا".
مستلزمات الحياة
وأما خلية الأزمة الثالثة، قال الديك :"هي ميدانية في أوكرانيا وهي فقط لحالة الطوارئ؛ حال ورود طلبات إغاثة، حيث تتمكن من الوصول لصاحب هذه الاستغاثة وتقديم المساعدة له، والخلية الرابعة تتكون من سفراء دولة فلسطين في دول الجوار، بالشراكة التامة مع الخلية المركزية في وزارة الخارجية".
وقال: "نواصل العمل على مدار الساعة منذ بدء الحرب من أجل إجلاء طلبتنا ومن يرغب من جاليتنا، وحتى هذه اللحظة هناك نحو 1000 فلسطين؛ بين طالب ومقيم، تم إجلاؤهم حتى الليلة الماضية (الخميس-الأربعاء)، أما بالنسبة لمن بقي في أوكرانيا، نحن لا زلنا نوجههم بضرورة البقاء في أماكنهم وعدم التحرك والتزود بمستلزمات الحياة والصمود، كي يحافظوا على سلامتهم".
اقرأ أيضا: انفجارات بكييف.. وأوكرانيا تتهم روسيا باستخدام قنابل عنقودية
وأفاد الدبلوماسي الفلسطيني، أن "هناك مشكلة حقيقة، تتمثل بوجود أعداد من أبناء شعبنا في مدينة سومي الحدودية ما بين أوكرانيا وروسيا، لأنها محاصرة ولا يوجد بها ممر آمن، وكذلك الحال بالنسبة لمدينة خاركوف"، منوها إلى أنه "تم إجلاء أعداد كبيرة في وقت مبكر من خاركوف وبقي لدينا 11 طالبا، ونحاول إخراجهم".
وذكر أن "الخارجية الفلسطينية تنسق مع بعض الأشقاء العرب والأصدقاء في المنطقة والعالم، ونواصل التحرك على مستوى منظمة الصليب الأحمر وعديد الدول في العالم، لتوفير ممر آمن لإخراج طلبتنا من مدينة سومي".
حرق الملابس
وعن الاتصالات من السلطات الروسية والأوكرانية لضمان سلامة المواطنين الفلسطينيين، قال: "نحن نتواصل مع جميع الجهات، وكانت هناك معاناة كبيرة لعدد من طلبتنا على المعبر الحدودي مع بولندا في ظل تساقط الثلوج، ما دفع بعضهم لإشعال النار في ثيابهم؛ لأجل التدفئة وإنقاذ أنفسهم من شدة البرد".
وأضاف: "في 3 اجتماعات متواصلة، تواصلنا مع حرس الحدود الأوكراني والمسؤولين هناك ووزارة الخارجية الأوكرانية، من أجل تسهيل عملية عبور الطلبة الفلسطينيين والعرب عبر المعابر الحدودية إلى الدول المجاورة، ونحن نتواصل مع جميع الأطراف من خلال سفارات دولة فلسطين لتوفير ممر آمن لطلبتنا في سومي على سبيل المثال".
وعن وجود اتصالات مع بولندا، أضاف الديك: "نعم، لدينا هناك خلية أزمة مركزية في بولندا، بقيادة سفارتنا هناك، وعموم الدول المجاورة الأربعة؛ المجر، رومانيا، تشيكوسلوفاكيا وبولندا، وفي أثناء الأزمة تم تقديم مساعدات وتسهيلات لدخول الفلسطينيين، ويكفي المواطن الفلسطيني أن يكون لديه جواز سفر أو وثيقة سفر سارية المفعول وإقامة كذلك سارية المفعول في أوكرانيا، كي يتمكن من الدخول عبر المعابر".
ولفت في حديثه لـ"عربي21" إلى أن "بعض الأشخاص فقدوا جواز سفرهم أو انتهى، وفي حالة فقدان الجواز، نزوده بوثيقة من سفارات دولة فلسطين تثبت شخصيته بذات المعلومات في الجواز، وفي حال كان منتهيا نقوم فورا بتجديده".
وأكد السفير، أن "مآسي حقيقية واجهها من غادر أوكرانيا على المعابر في بداية الأزمة، أما الآن، فغالبية الدول الحدودية تقوم بتسهيل العملية والإسراع بدخولهم إلى المعابر، وتسيير حافلات لنقلهم من المعابر إلى حيث يريدون، وهذا سهل عليها الأمر".
ونوه إلى أن هناك مخاوف كبيرة على حياة الطلبة الفلسطينيين في مدينة سومي، مطالبا "جميع الجهات بتوفير ممر آمن، كي نتمكن من إجلاء طلبتنا من أوكرانيا".