ليبيا منقسمة أمام رئيسين للوزراء بعد أن منح مجلس النواب الليبي الثقة له في ظل رفض رئيس الوزراء الحالي عبد الحميد الدبيبة.
اقرأ أيضا: أزمة تغيير حكومة ليبيا تتواصل.. وباشاغا أمام خيارات صعبة
أوقف عام 2020 عن العمل كوزير للداخلية وسط احتجاجات في العاصمة طرابلس، وأعيد إلى العمل بعد تحقيق إداري على صلة بإطلاق النار على تظاهرات شهدتها طرابلس.
ومع فشل الدبيبة في إدارة ملف الانتخابات، صوت مجلس النواب الليبي في شباط/ فبراير الحالي بالإجماع على اختيار فتحي باشاغا رئيسا للحكومة الجديدة خلفا لحكومة الدبيبة مع إبقاء المجلس الرئاسي المكون من 3 أعضاء هم محمد المنفي وموسى الكوني وعبد الله اللافي في السلطة التنفيذية، وهو القرار الذي اعتبر توافقا نادرا بين مجلسي النواب والدولة.
ونظرا إلى أن الساحة الليبية باتت تشهد تقلبات في التحالفات بناء على المصالح، فقد رحب بالحكومة الجديدة، كل من القائد العسكري في شرق ليبيا حفتر (عدو الأمس)، ورئيس مجلس نواب طبرق عقيلة صالح.
هذا الترحيب من حفتر لم يأت مصادفة فقد سبق أن قام باشاغا أواخر العام الماضي بزيارة مدينة بنغازي والتقى حفتر في أول لقاء يجمع بينهما.
وتناولت وسائل إعلام عديدة الزيارة بوصفها "أمرا لافتا"، خاصة في ضوء أن باشاغا كان وزيرا للداخلية في حكومة السراج عندما تعرضت العاصمة طرابلس لحملة عسكرية قوية من قبل قوات حفتر عام 2019.
واتهم باشاغا قوات حفتر حينها بالتحرك نحو طرابلس بعد تلقيها "ضوءا أخضر لتدمير العاصمة" من دولة عربية لم يسمها، كما نقلت عنه تصريحات وصف فيها حفتر بـ "المجرم"، وطالب فرنسا بـ "التوقف عن دعمه" وتحدث عن ضرورة "كسر الحاجز الأخير"، من أجل مستقبل ليبيا.
ويرفض رئيس الحكومة الليبية المعترف بها دوليا عبد الحميد الدبيبة التنازل عن السلطة إلا بعد إجراء انتخابات وتشكيل حكومة منبثقة عنها.
الدبيبة يتصرف بوصف حكومته مستمرة في عملها، فهو لن يسمح بـ"مرحلة انتقالية جديدة"، كما "لن يسمح للطبقة السياسية المهيمنة طوال السنوات الماضية بالاستمرار لسنوات أخرى". بحسب قوله.
متهما "الإخوان" و"العسكر" بالتآمر على حكومته لإخراجه من المشهد السياسي بعد تعثر إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية كانون الأول/ ديسمبر الماضي والتي حملت حكومته، وهو شخصيا، مسؤولية فشلها ومن ثم تأجيلها.
ويعد باشاغا منافسا سياسيا للدبيبة في أكثر من موقع، مثل انتخابات ملتقى الحوار السياسي عام 2021. كما أنهما طرحا اسميهما كمرشحين في الانتخابات الرئاسية التي كان من المقرر إجراؤها في البلاد نهاية العام الماضي.
تكمن خطورة دولة الحكومتين في أن الدبيبة وباشاغا كلاهما من مدينة مصراتة ويحظيان بدعم جماعات مسلحة في طرابلس لا تزال مؤثرة للغاية في الغرب الليبي وأجزاء من وسط ليبيا.
الدبيبة يواجه ضغوطا دولية وإقليمية للانسحاب من السلطة، والتأييد الدولي له تآكل مع الوقت وبات الحديث عن ضرورة تجاوز الانقسام وبأن "الوقت تجاوزه".
رغم ذلك فإن منتقدي باشاغا يرون أن التحرك لتعيينه رئيسا للوزراء لن يساعد كثيرا في تمهيد الطريق للانتخابات، ولن يؤدي إلا إلى حدوث دورة جديدة من الفوضى السياسية.
لكن كل ذلك يبقى في غرفة الانتظار، فأطراف ليبية كثيرة، بدلت البندقية من الكتف إلى الكتف الأخرى، والتحالفات الجديدة التي تنسج، محليا ودوليا، ستجدد المسار الجديد.
الدبيبة يجهز للانتخابات ومشاورات لباشاغا.. حرب باردة بليبيا
المشري: جاهزون للتعاون مع البرلمان بشأن الحكومة الجديدة
برلمان ليبيا يعقد جلسة لاختيار رئيس الحكومة الجديدة