الكثير منا يحتاج إلى الحديث الإيجابي والهادف، يحتاج إلى أن ينمي دوافعه الداخلية وإظهار قوته الكامنة، ويريد من يدله على خطوات ليرتقي بحياته العلمية والعملية، وبحاجة إلى فهم ذاته وميوله وكيف يطورهما.
ماذا إذا قلت لك إن كل هذا فعله الدكتور إبراهيم الفقي، رائد
التنمية البشرية، بالكثير من الأشخاص، وأنا أقول عنه إنه شمس لا تغيب وزهور لا تموت.
الدكتور إبراهيم والد لكل إنسان يائس تغلبت عليه مشاعره السلبية وأصبح يفكر بشكل لا واع في اتخاذ قراراته، ليأخذ بيده نحو حياة إيجابية مليئة بالنور والسعادة، ووالد لكل شخص ناجح وصل لمبتغاه، ليصل به نحو القمة وليساعد غيره حتى يثبت ذاته.
كتاباته تجعل منك طيرا لترى قمما لم ترها في نفسك، مثل كتاب أيقظ قدراتك واصنع مستقبلك، تجعلك أكثر اهتماما بنفسك وبالآخرين وتشحنك بقوة غير عادية، تجعل منك بستانا مليئا بزهور الإرادة والثقة والحب والأمل، وتتحدى الفشل والألم لتصبح ناجحا واثقا ومنتصرا وذا عزيمة وإصرار، فإما أن تنجح، أو تنجح مثل
كتب الطريق إلى النجاح وحياة بلا توتر وغيرها الكثير.
هناك من يقول إن مؤلفات الدكتور إبراهيم تعتبر مسكّنا للمشاعر السلبية ووهما وخيالا، وواقعيا لا يمكن تحقيق ما قاله، فالواقع صعب. باختصار، "احنا عايزين نعيش وكلامه ده ما بأكلش عيش والتنمية البشرية كلها مش داخلة دماغي".
كثيرا ما أسمع مثل تلك التناقضات ودائما لي رد واحد، وهو أن الدكتور إبراهيم ماذا كان قبل أن يكون خبيرا ورائدا في التنمية البشرية؟ كان عاملا في أحد المطاعم بكندا ينظف المقاعد والصحون، وماذا أصبح؟ أصبح مؤثرا عالميا وقرر أن ينقل خبرته وتجاربه للعالم بأكمله، كتب عن النجاح لأنه شخص ناجح وكتب عن الثقة بالنفس والقيادة والتفكير لأنه كذلك.
عاش حياة قاسية وصعبة ولم يستسلم، ويريدك كذلك، فعلم الدكتور وهمٌ لمن يتحدث عنه ولا يعمل به لأن يأسه أقوى من إرادته.
فصوت الدكتور حياة والأخذ بنصائحه عمر آخر. وأذكرك بحكمة دائما كان يرددها: "عش كل لحظة كأنها آخر لحظة بحياتك عش بالإيمان عش بالأخلاق، بالأمل والتفاؤل بالإستمرارية والمرونة، عش بالحب وقدر قيمة الحياة".
والدكتور إبراهيم شمس لا تغيب، ليس فقط لأنه ترك لنا علما يرشدنا ويجعلنا أكثر دافعية لتحقيق المراد، بل لأنه أوصى تلاميذه أن يسيروا على خطاه ويحملوا رسالته أينما كانوا. وأخص بالذكر تلميذه وصديقه الدكتور أشرف العيسوي، إستشاري التنمية البشرية، حيث أنشأ مركزا في مدينة غزة يحتوي على قاعة بإسم الدكتور إبراهيم وصورته مبتسما بجانب القاعة. والدكتور أشرف مثال قوي على العطاء والوفاء، ورأيت فيه جمال بسمة وحكمة الدكتور إبراهيم، فحفظه الله وأعانه على حمل الرسالة.
ختاما: إذا أردت أن تصل لمبتغاك ولا تستسلم للفشل اسمع واقرأ للدكتور إبراهيم ولو ساعة في اليوم، فربما تلك الساعة تحدث تغييرا جذريا لحياتك ولتكون ساعاتك القادمة مليئة بالحماس والإنجازات.
فرحم الله الدكتور إبراهيم الفقي وأنار قبره وجعله روضه من الجنة.