بات تغيير بيئة العمل، من العالم الحقيقي إلى
البيئة الافتراضية، أمرا واقعيا في عالم ميتافيرس، عبر خلق مساحات عمل تشبه التي نمارسها على أرض الواقع.
وقالت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية إن
الخبراء تصوروا تصميمات مكاتب العمل الافتراضية في المستقبل بواسطة تقنية
"ميتافيرس" التي أعلن عنها العام الماضي مؤسسة شركة "ميتا"،
مارك زوكربيرغ.
ومنذ إعلان "فيسبوك" عن تغيير اسم
علامتها التجارية لتصبح "ميتا" في أكتوبر الماضي، اجتذب هذا العالم
اهتمام العلامات التجارية. وخلال الأشهر الثلاثة الماضية وحدها، أطلقت كل من
"نايكي"، و"سامسونغ"، و"رالف لورين" والكثير غيرها
مشاريع في عالم "ميتافيرس" لبيع البضائع الرقمية، كما تسعى شركات ناشئة
أخرى لتطوير مكاتب العمل الافتراضية.
ويشير تقرير وول ستريت جورنال إلى أن الاجتماع
مع الزملاء أو العملاء مستقبلا "سيكون أكثر من مجرد دردشة. سيشعر المشاركون
بأنهم في الغرفة ذاتها.. سنرى بعضنا البعض في شكل صور رمزية متطابقة تقريبا مع
ذواتنا الحقيقية".
وباستخدام قفازات متخصصة في أيادينا الحقيقية،
سنتمكن من لمس الإصدارات الافتراضية من البضائع مثل الآلات أو الأقمشة والتعامل
معها.
وستصبح الأجهزة المستخدمة مثل السماعات
والنظارات "أخف وزنا وأرخص ثمنا وأكثر تقدما"، تماما مثلما حدث مع أجهزة
الكمبيوتر والمحمول التي تطورت مع انتشارها.
في هذا العالم، سيكون بمقدور الموظفين الاجتماع
من أي مكان وفي أي لحظة، أي أنه لن تكون هناك حاجة للسفر أو حتى المشي في أروقة
الشركة.
ستكون مواقع الموظفين أقل أهمية، مما سيزيد
الاتجاه نحو العمل في أماكن بعيدة عن أصحاب العمل، وهو ما سيمنح الباحثين عن العمل
وكذلك الشركات المزيد من الخيارات.
وسيتمكن الموظفون من التعاون معا في تصميم
الألعاب أو الأثاث أو المباني باستخدام أدوات ثلاثية الأبعاد، وأثناء الاستراحة،
يمكنهم لعب البولينغ معا في زقاق افتراضي أو التجمع حول مبرد مائي افتراضي.
ويتوقع خبراء تغير الوظائف المتاحة حاليا بشكل
جذري وخلق وظائف جديدة، بعضها غير معروف حتى الآن، تماما مثلما حدث عند إنشاء
"الويب".
وعلى سبيل المثال، ستحتاج المتاجر الافتراضية
الجديدة وأماكن الترفيه والفصول الدراسية إلى موظفي دعم "مباشر" وأشخاص
لبناء هذه الأماكن في المقام الأول.
يقول كورت أوغلو، كبير مسؤولي التكنولوجيا في
شركة "أتش بي" إنه قبل ظهور الإنترنت، "هل كنت تتوقع يوما ما أنه
سيكون هناك أشخاص يُطلق عليهم مؤثرو وسائل التواصل الاجتماعي؟".
وستتغير الوظائف الموجودة حاليا، مثل وكلاء
العقارات الذين سيطرحون نسخا افتراضية مماثلة للعقارات، والمرشدين السياحيين الذين
سيكون بمقدورهم تقديم معاينات افتراضية لأماكن قضاء العطلات.
وفي هذا العالم، سيمكن مراقبة اهتمام الموظف
بالاجتماعات من خلال متابعة حركية عينيه، ويمكن من خلال أجهزة قياس حرارة الجسم
ونبضات القلب معرفة حالته العاطفية.
وعلى غرار التنبيهات التي تتيح اقتراحات
بالمنتجات، أو تذكيرا بإعادة ملء وصفة طبية، سيمكن الحصول على تنبيهات بأن شخصا ما
في الاجتماع ذكر شيئا على صلة بمشروعاتك الخاصة.