مع تأزم الوضع الأمني في دولة الاحتلال، وتنامي الأعمال المسلحة على حدودها المختلفة، تتزايد الخشية الإسرائيلية من تطور هذه الأعمال إلى أن تصل حد تصعيد إقليمي، وهذا سيناريو رئيسي تعمل بموجبه المعاهد البحثية الإسرائيلية من خلال إجراء محاكاة ميدانية، والتعرف على ردود فعل مختلف اللاعبين على هذا التطور، والفرص أمام إسرائيل.
وتنشغل الأوساط السياسية والدبلوماسية والأمنية الإسرائيلية بإجراء هذه المحاكاة، المصممة لفحص فرص تصاعد التوترات الميدانية بين إسرائيل من جهة، والقوى المعادية لها من جهة أخرى، سواء داخل الساحة الفلسطينية، أم على الحدود المجاورة مع لبنان وسوريا، وقد تمتد إلى ساحات أخرى.
أودي ديكل ونوعا شوسترمان، الباحثان في معهد دراسات الأمن القومي بجامعة تل أبيب، نشرا مقالا مطولا ترجمته "عربي21"، جاء فيه: إن "التخوف من تداعيات الأحداث الميدانية على استقرار إسرائيل، دفعهما لإجراء هذه المحاكاة التي تفترض اندلاع مواجهات مسلحة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ما قد يتسبب بشعور إسرائيل بعزلة سياسية كبيرة داخل المجتمع الدولي، بينما تبقى الولايات المتحدة المعقل الوحيد الذي يدعمها".
اقرأ أيضا: خبراء إسرائيليون: نواجه تهديدات خارجية بوجود ثغرات داخلية
وأضافا أن "اندلاع مثل هذا الصراع المسلح قد يفسح المجال أمام روسيا التي تخوض استقطابا مع الدول الغربية لإطلاق مبادرة سياسية لاستعادة مكانتها الرفيعة في المجتمع الدولي، فيما تركز الصين على تحقيق تطلعاتها الخاصة برؤية "الحزام والطريق" لتوسيع قبضتها الاقتصادية على العالم، أما الدول الأوروبية، فهي مهتمة بتصحيح الوضع الذي لا يستطيع فيه الفلسطينيون ممارسة حقهم بتقرير المصير، وإنقاذ إسرائيل من الانزلاق لواقع دولة واحدة.
وتشكل مثل هذه المحاكاة نموذجا عن طبيعة عمل دوائر صنع القرار الإسرائيلي، بمختلف مستوياتها: السياسية والأمنية والعسكرية، وجميعها تبدي تخوفا متزايدا من فرضية عزل إسرائيل، في ظل احتمالية اندلاع موجات متكررة من التصعيد متعدد المجالات، وفي هذه الحالة يمكن اتهامها بأنها فشلت في استيعاب النظام الدولي، الذي بات يضج من عدم تحقيق الاستقرار في الساحة الفلسطينية، ومقاومة إسرائيل لرغبته بتهيئة الظروف التي تسمح بمفاوضات فعالة لتسوية شاملة.
في الوقت ذاته، فإن اندلاع مثل هذه الأحداث الميدانية والتصعيد الأمني، وفق المحاكاة الإسرائيلية، قد تلفت الانتباه العالمي إلى الساحة الإسرائيلية الفلسطينية، بعد أن فقد معظم الفاعلين الدوليين والإقليميين الاهتمام بها، وأظهرت إسرائيل عجزا حقيقيا أمام الترويج لأي مخطط سياسي مع الفلسطينيين، رغم أن أعضاء المجتمع الدولي، بما في ذلك الولايات المتحدة، يعتقدون أن هناك حاجة لتحرك سياسي، كجزء من الجهود المبذولة لمنع التصعيد، لكن إسرائيل لا تفهم أبدًا هذه التوجهات.
خبيرة إسرائيلية: هذا هدف الأردن من تقوية علاقته بنا
خلافات إسرائيلية حول الهجوم على إيران باعتباره خطأ استراتيجيا
كشف تفاصيل جديدة عن شبكة التجسس الإسرائيلية لصالح إيران