هددت الولايات
المتحدة الأمريكية بفرض مزيد من العقوبات على قادة الجيش السوداني في حال استمرار العنف، في وقت تشهد فيه البلاد
تصاعدا في موجات الاحتجاجات ضد السلطات العسكرية التي تحكم قبضتها على السلطة منذ 25 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
وأكدت مساعدة وزير الخارجية الأمريكية للشؤون
الأفريقية "مولي في"، الثلاثاء، أن الولايات المتحدة لوحت للقادة العسكريين
السودانيين بأن البيت الأبيض على استعداد لاتخاذ إجراءات إضافية ضد الجيش في حال
استمر العنف بالبلاد.
وقالت مساعدة الوزير في اجتماع مع لجنة العلاقات
الخارجية بمجلس الشيوخ: "نعكف الآن على مراجعة مجموعة كاملة من الأدوات
التقليدية وغير التقليدية المتاحة لنا لتقليص الأموال المتاحة للنظام العسكري
السوداني على نحو أكبر".
وأردفت: "لقد أوضحت علنا وسرا أن العنف
الذي تمارسه الأجهزة الأمنية في مواجهة المتظاهرين السلميين منذ 25 أكتوبر يجب أن
ينتهي".
وردا على سؤال من الرئيس الديمقراطي للجنة
العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، السناتور بوب مينينديز، حول إحراز تقدم في إقناع الجيش السوداني بإنهاء
ممارسته لاستخدام القوة المميتة والاعتقال التعسفي، علقت "في" بالقول
إنها تعتقد بأنه "من السابق لأوانه معرفة ذلك".
وأوضحت أن إدارة الرئيس بايدن تبحث جديا عن طريقة للضغط
على الشركات التي تسيطر عليها قوات الأمن السودانية في مختلف القطاعات.
اقرأ أيضا: دعوات لمظاهرات بالسودان.. ومطالب بالإفراج عن معتقلي الرأي
تعهدات عسكر السودان
والشهر الماضي، تلقت مساعدة وزير الخارجية
الأمريكي للشؤون الأفريقية مولي في، خلال زيارتها الأخيرة للسودان،
تعهدات من القادة العسكريين بالالتزام بالحوار وإنشاء بيئة سلمية للسماح للعملية
السياسية بالمضي قدما، ولكن مع تواصل القمع والانتهاكات يبدو أن الموقف الأمريكي
سيكون أكثر تشددا تجاه القادة العسكريين.
وذكرت وكالة رويترز أن العنف بالسودان خلف مقتل ما لا يقل عن 79 مدنيا وإصابة أكثر من ألفين في حملات قمع الاحتجاجات، موضحة أن معظم القتلى سقطوا جراء الإصابة بطلقات نارية والتعرض لقنابل الغاز المسيل للدموع.
وأوقف انقلاب تشرين الأول/ أكتوبر ترتيبات تقاسم
السلطة بين التيار العسكري والمدني التي جرى الاتفاق عليها في 2019 بعد الإطاحة بالرئيس
السابق عمر البشير.
ومنذ 25 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، يشهد السودان احتجاجات ردا على إجراءات استثنائية اتخذها قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، أبرزها فرض حالة الطوارئ وحل مجلسي السيادة والوزراء الانتقاليين، وهو ما تعتبره قوى سياسية "انقلابا عسكريا"، في مقابل نفي الجيش.