أعلنت
قوات يمنية تدعمها دولة الإمارات، استكمال عملية تحرير مديريات بيحان في محافظة شبوة
(جنوب شرق البلاد) بالإضافة إلى مديرية حريب في محافظة مأرب (شمال شرق البلاد)، وإعادة التموضع ونقل
ألويتها إلى قواعدها، ما يفتح الباب واسعا أمام تساؤلات عدة، منها: ماذا يعني هذا الإعلان؟
ويوم
الجمعة، أعلنت ألوية العمالقة، المدعومة من أبوظبي، في بيان لها، عن إعادة تموضع قواتها
في محافظة شبوة، بعد تأمينها، بالإضافة إلى نقل وحداتها إلى عرينها، وفق ما ورد في
البيان.
ويطرح الإعلان أسئلة أخرى عن خلفيات هذا القرار، وهل يأتي متأثرا من القصف الحوثي للإمارات
التي تدعم هذه الألوية؟ وبالتي، تحقيق أحد أهداف الضربات الحوثية على أبوظبي؟
"غموض
وتهدئة"
وتعليقا
على هذا الأمر، قال الناشط السياسي والقيادي السابق في المقاومة الشعبية عادل الحسني،
إنه تواصل مع قادة في قوات العمالقة، وأكدوا أن قواتهم لا تزال متواجدة في مديرية حريب
جنوب محافظة مأرب ( شمال شرق البلاد)، وفي المديريات الغربية من محافظة شبوة (جنوب شرق البلاد البلاد).
وأضاف
الحسني في تصريح لـ"عربي21" أن ألوية العمالقة ليس لديها مصادر إعلامية رسمية،
خصوصا تلك التي تنتمي للتيار السلفي، إذ تنظر إلى الإعلام على أنه "جزء من الرياء
في العمل الذي يقومون به من قتال للحوثيين".
وتابع القول إن كل ما يصدر باسم ألوية العمالقة على الإعلام، ربما يحظى بتأييد بعض قادتها، وأبرزهم أبو زرعة المحرمي، القائد العام لتلك الألوية والمقرب من أبوظبي.
وأشار
القيادي في المقاومة الجنوبية سابقا إلى أنه بعد التواصل مع قادة في قوات العمالقة،
فقد أكدوا أن من يدير المركز الإعلامي لألوية العمالقة غير تابع لهم، ولا يأخذ بمشورتهم،
فميوله انفصالية، وأقرب إلى المجلس الانتقالي منه إلى ألوية العمالقة.
وأردف
قائلا بأن كل ما يصدره، لا يعبر عن الحقائق التي تتبناها قوات العمالقة في المجمل.
وأوضح
الناشط السياسي اليمني أن اثنين من ألوية العمالقة التابعة للمجلس الانتقالي، نفذا
انسحابا من مديرية بيحان وغادرا شبوة نحو مدينة عدن، جنوبا، فيما ما زالت القوة الأكبر
متواجدة في مديريتي عين وحريب، مؤكدا أن القوة مؤلفة من 12 عربة، و23 مركبة (طقم) و
4 عربات كاتيوشا، وأسلحة مدفعية من عيار 23".
ومن
اللافت، أن المشاهد التي ظهرت لتلك القوة المنسحبة، هي أنها تحمل علم الانفصال، وهو
ما يدل أن هذه الوحدات التي دخلت مع ألوية العمالقة، في الأسابيع الماضية، هي تابعة
للمجلس الانتقالي، بحسب ما ذكر المتحدث ذاته.
كما
أنه لفت إلى أن سير المعارك، يلفه الغموض.
لكنه
استدرك قائلا: "هناك تسريبات بأن وساطة تدخلت بين الإمارات وجماعة الحوثي للتهدئة، وإيقاف
الأخيرة ضرباتها الصاروخية على الدولة الخليجية مقابل إيقاف أبوظبي العملية العسكرية
ودعمها لها".
وبحسب
القيادي الحسني فإن المعلومات المسربة، تفيد بأن المعركة ستوكل إلى قوات جديدة ربما
يسمونها "عمالقة مأرب" يجري تشكيلها، وقد تم تعيين شخصية مأربية في أحد ألوية
العمالقة.
وقال: "العملية ستتبناها السعودية، ضمن مشهد جديد وهو إخراج قوات الشرعية من المشهد في محافظتي
شبوة ومأرب، وبالأحرى قوات الجيش المحسوبة على حزب الإصلاح، واستخلافها بقوات تابعة
للتحالف مباشرة وفيها شخصيات من حزب المؤتمر وأخرى سلفية".
وبحسب
المتحدث ذاته، فإن هذا السيناريو سيجري، وبرضا تام من حزب الإصلاح، الذي خُيّر بين
الكرت الأحمر والأصفر، فاختار الأخير، وفق تعبيره.
اقرأ أيضا: إندبندنت: لماذا امتدت الحرب اليمنية إلى الإمارات؟
"لقنت
الحوثي الدرس"
من جهته،
علق الكاتب والسياسي الإماراتي، عبدالخالق عبدالله، على إعلان قوات العمالقة انسحابها
وإعادة التموضع والعودة لقواعدها بـ"التحية لها ولما حققته من انتصارات".
وقال
عبدالله عبر "تويتر": "بعد أن حققت انتصارات مدهشة وأنجزت مهامها على
أكمل وجه ولقنت الحوثي درسا لن ينساه أبد الدهر، تعلن ألوية العمالقة الجنوبية المدعومة
إماراتيا وقف عملياتها العسكرية وإعادة تموضعها والعودة لقواعدها".
وتابع:
"تحية لأبطال الجنوب انتصارهم على مرتزقة إيران باليمن"، مؤكدا أن من يضع
يده مع الإمارات يربح.
"سياسي
وعسكري"
من جانبه،
يرى الخبير الاستراتيجي اليمني في الشؤون العسكرية والأمنية، علي الذهب أن ما أعلن
عنه من قبل العمالقة، يحتمل تفسيرين اثنين الأول "سياسي"، والآخر "عسكري".
أما
السياسي، فيؤكد الذهب لـ"عربي21" أنه يهدف إلى خلق حالة من التهدئة إزاء
تصعيدين، داخلي وخارجي.
فيما
هو من الناحية العسكرية "يعد شكلا من أشكال المناورة بالقوى والوسائل، بدافع عملياتي
(عسكري)، وسياسي معروف".
وقال
الخبير اليمني إن بيان ألوية العمالقة واضح، وهو إعلان انتهاء المهمة التي سماها
"إعصار الجنوب" ولم يعلن إنهاء وجوده.
وأضاف
الذهب أن الظرف الراهن، والتصعيد الحوثي سرع من الإعلان، فيما العمليات لا تزال مستمرة.
وبحسب
الخبير الاستراتيجي اليمني فإنه حتى الآن لا تزال شبوة تحت طائلة التهديدات من قبل الحوثيين
الذين ما زالوا مسيطرين على مديرية العبدية، جنوبي مأرب، وهو ما يجعل مديرية عين، غربي
شبوة، المحاذية لها، مهددة، هذا من ناحية..
فيما
لا تزال المنطقة الحدودية بين محافظتي شبوة والبيضاء غير مؤمنة، إذ لا يزال الحوثيون
يسيطرون على مديريتي مسورة والصومعة (جنوب شرقي مدينة البيضاء)، وهو ما يضع مديريتي
مرخة العليا والسفلى تحت تهديد مسلحي الحوثي من ناحية أخرى.
ووفقا
للخبير الذهب فإن بعض القضايا السياسية والتصعيد الداخلي والإقليمي فرضت أن يكون هذا
الإعلان مبكرا من قبل ألوية العمالقة المدعومة من الإمارات.
ولفت
إلى أن هناك تشكيلا جديدا للعمالقة يحمل سمات محلية من أبناء قبيلة مراد بمأرب، وهو ما
يشير إلى استمرارية الحرب.
وفي
الأيام القليلة الماضية، أعلن الجيش اليمني استعادة السيطرة على مديرية حريب، في المدخل
الجنوبي من مدينة مأرب الغنية بالنفط، بعد أسابيع من المواجهات مع الحوثيين، وبعد ما
يزيد على الثلاثة أشهر من السيطرة عليها في أيلول/ سبتمبر من العام 2021.
قراءة في دلالات هجوم الحوثيين على أبوظبي وسر التوقيت
ماذا وراء الدعوة لتجنيد مليشيات بوادي حضرموت شرق اليمن؟
التحالف العربي يعلن بدء عملية عسكرية باليمن ومحللون يشككون