رفضت واشنطن، الأربعاء، في ردّها الخطّي على موسكو التعهّد بإغلاق باب حلف شمال الأطلسي أمام أوكرانيا، ضاربة بذلك عرض الحائط بأحد الشروط الأساسية لروسيا، لتخفيف التوتر مع جارتها أوكرانيا، لكنّ الإدارة الأمريكية اقترحت في الوقت نفسه "مساراً دبلوماسياً"؛ لتجنّب حرب جديدة.
والرسالة التي طال انتظارها سلّمها السفير الأمريكي في موسكو جون سالفيان إلى وزارة الخارجية الروسية، وتضمّنت ردّ بلاده على لائحة المطالب الأمنية التي تقدّمت بها موسكو لحل الأزمة الأوكرانية، وفي مقدّمتها انسحاب حلف شمال الأطلسي من أوروبا الشرقية.
وكانت روسيا أعلنت، في كانون الأول/ ديسمبر، عن مقترحات لاحتواء ما تعتبره تزايداً لنفوذ الولايات المتحدة وحلف الأطلسي في جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق ودول شرق أوروبا.
اقرأ أيضا: واشنطن تتوقع هجوما روسيا ضد أوكرانيا منتصف الشهر المقبل
وفي مسودة الوثائق الأمنية، طلبت موسكو من الحلف الذي تقوده الولايات المتحدة، عدم ضمّ أعضاء جدد أو إقامة قواعد في جمهوريات سوفياتية سابقة.
ولم تكشف موسكو عن فحوى الردّ الأمريكي، لكنّ وزير خارجية الولايات المتحدة، أنتوني بلينكن، أكّد أنّ الرسالة حدّدت لموسكو "مساراً دبلوماسياً جاداً" لحلّ النزاع بشأن أوكرانيا، مشدّداً على أنّ أوكرانيا حرّة في اختيار حلفائها.
وقال بلينكن للصحافيين إنّ الرسالة لن تُنشر؛ "لأنّنا نعتقد أنّ الدبلوماسية لها أفضل حظوظ النجاح".
وأضاف: "هناك مبادئ جوهرية، نحن ملتزمون بالمحافظة عليها والدفاع عنها، تشمل سيادة أوكرانيا، وسلامة أراضيها، وحقّ الدول في اختيار الترتيبات الأمنية والتحالفات الخاصة بها".
كما أكّد الوزير الأمريكي أنّه سيتحدّث مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في الأيام المقبلة؛ للحصول على ردّ موسكو على الموقف الأمريكي.
على جانب آخر، أعلن أمين عام حلف الشمال الأطلسي (الناتو) ينس ستولتنبرغ، الأربعاء، أن الحلف سلم روسيا ردا خطيا على مقترحاتها بشأن الضمانات الأمنية المتبادلة مع أوروبا.
وقال ستولتنبرغ، في مؤتمر صحفي، إن "الناتو هو حلف دفاعي، ولا نسعى للمواجهة، لكنا لا يمكن ولن نتنازل عن المبادئ بشأن أمن تحالفاتنا وأمن أوروبا وشمال أمريكا".
وأضاف أنه يجب على روسيا الامتناع عن استخدام القوة القسرية والخطاب العدواني والأنشطة الخبيثة الموجهة ضد الحلفاء والمنظمات"، داعيا روسيا إلى سحب قواتها من أوكرانيا وجورجيا ومولدوفا.
وفي رده اليوم على مسودتي الاتفاقيتين التي سلمتها روسيا للولايات المتحدة الناتو، كانون الأول/ ديسمبر الماضي، رفض الناتو مطالب روسيا بسحب جنوده وأسلحته من أوروبا الشرقية، ومنع دمج أوكرانيا بالحلف.
كما دعا حلف الناتو روسيا لخفض التوتر مع أوكرانيا والدخول في حوار لحل الأزمة.
ودعا الناتو روسيا، في الرد الخطي، لإعادة إنشاء مكاتب في موسكو وبروكسل بعد قطع العلاقات الدبلوماسية العام الماضي، وإنشاء قنوات اتصال جديدة، بما في ذلك خط ساخن مدني لحالات الطوارئ.
وبحسب أمين عام الناتو، فإن الحلف حث أيضا روسيا على بدء "محادثات جادة بشأن الحد من التسلح، بما في ذلك الأسلحة النووية والصواريخ الأرضية المتوسطة وقصيرة المدى".
واشنطن تتوقع هجوما روسيا ضد أوكرانيا منتصف الشهر المقبل
مناورات روسية قرب أوكرانيا.. وأمريكا تشهر سلاحها الاقتصادي
واشنطن تحذر بيلاروس من مساعدة موسكو لغزو أوكرانيا