تجددت الاتهامات بالكذب لرئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون؛ مع الكشف عن وثائق رسمية تؤكد أنه منح إذنا خاصا لإنقاذ قطط وكلاب من أفغانستان، بعدما نفى سابقا أنه منح مثل هذا الإذن، قائلا إنه أعطى الأولوية لإخراج الأشخاص المعرضين للخطر.
وكانت عملية نقل نحو 200 قطة وكلب تخضع لرعاية جمعية يديرها ضابط البحرية السابق بن فارثينغ في أفغانستان، عبر طائرة خاصة استأجرتها الحكومة البريطانية، قد أثارت انتقادات واسعة لحكومة جونسون، مع اتهامات لبريطانيا بالتخلي عن متعاونين أفغان في ظل الفوضى التي صاحبت عملية الإجلاء من كابول بعد سقوطها بيد حركة طالبان في آب/ أغسطس الماضي.
وفي كانون الأول/ ديسمبر الماضي وصف جونسون اتهامات المعارضة بشأن موافقته شخصيا على هذه الرحلة؛ بأنها "عارية عن الصحة"، لكن نائبا معارضا نشر حينها رسالة من أحد مساعدي جونسون يؤكد صدور إذن من رئيس الوزراء.
والأربعاء، نشرت لجنة برلمانية خاصة تحقق في طريقة الانسحاب من أفغانستان؛ رسالتين من البريد الالكتروني لوزارة الخارجية البريطانية تؤكدان اتهامات المعارضة، ما يضيف متاعب جديدة لجونسون الذي يواجه اتهامات بشأن تضليل البرلمان حول حفلات أقيمت في مقر رئاسة الوزراء في ظل الإغلاق العام بسبب كورونا في 2020.
وبحسب صحيفة الغارديان، فإن الرسالة الالكترونية الأولى صادرة بتاريخ 25 آب/ أغسطس 2021 من موظف في وزارة الخارجية يعمل بالمكتب الخاص للورد زاك جولدسميث؛ يحاول إقناع المسؤولين بالسماح برحلة ثانية لمساعدة جمعية أخرى للحيوانات، لأن رئيس الوزراء سمح قبل ذلك برحلة لجمعية ناوزاد التي يشرف عليها بن فارثينغ.
وجاء في الرسالة: "جمعية ناوزاد المشابهة، التي يديرها ضابط البحرية السابق، حازت على تغطية كبيرة، ورئيس الوزراء أذن للتو بإجلاء فريقها (الجمعية) وحيواناتها"، وفق الرسالة الموجهة من الموظف إلى زميل له في الوزارة يتولى مسؤولية جمع الحالات الخاصة التي تحتاج للإجلاء من أفغانستان.
أما البريد الالكتروني الثاني فهو أيضا متبادل بين موظفي وزارة الخارجية في ذات اليوم، ويكرر النقطة ذاتها.
وتقول الرسالة: "على ضوء قرار رئيس الوزراء في وقت سابق اليوم لإجلاء فريق جمعية ناوزاد، فإن (تم إخفاء الاسم) تطلب الموافقة على دخول فريق (تم إخفاء الاسم)، وجميعهم من الأفغان".
وكانت رئاسة الوزراء قد قالت في كانون الأول/ ديسمبر الماضي إن "رئيس الوزراء لم يتدخل في أي مرحلة من المراحل" في هذه العملية، مضيفة: "أولويتنا دائما هي للأشخاص وليس للحيوانات".
وعاد مكتب رئيس الوزراء الأربعاء للتأكيد على هذه النقطة، قائلا: "يبقى الحال أن رئيس الوزراء لم يعط التعليمات للمسؤولين لاتخاذ مسار عمل محدد".
ورد وزير الدفاع في حكومة الظل، جون هيلي، قائلا: "مرة أخرى، يتم ضبط رئيس الوزراء وهو يكذب بشأن ما يفعله ويقرره. كان ينبغي عليه ألا يمنح الأولوية لنقل الحيوان من أفغانستان بينما الأفغان الذين عملوا لصالح قواتنا المسلحة تم التخلي عنهم".
وكان وزير الدفاع البريطاني بن والاس قد قال في آب/ أغسطس إنه سيكون من الخطأ "إعطاء الأولوية للحيوانات الأليفة على الناس"، فيما كان الآلاف خارج مطار كابول ينتظرون إجلاءهم.
لكن والاس عاد لاحقا ليؤكد أنه سيسمح لفارثينغ بنقل حوالي 200 كلب وقطة في رحلة للطيران العارض من كابول، عبر طائرة مستأجرة من الحكومة البريطانية.
وكان مراسلات قد كشفت سابقا أن فارثينغ مارس ضغوطا على الحكومة البريطانية، مهددا باللجوء إلى وسائل الإعلام لتحقيق غرضه.
اقرأ أيضا: انتقادات حادة بعد انتهاء عمليات الإجلاء البريطانية من كابول
تصاعد أزمة حكومة جونسون بعد فصل وزيرة بسبب إسلامها
اشتباه بريطاني بوجود جاسوسة لصالح الصين داخل البرلمان
ملكة بريطانيا تجرد نجلها من ألقابه بسبب اتهامات جنسية