أظهر استطلاع رأي، أجرته شركة أبحاث "ميتروبول" التركية، تحولا ملحوظا في تفضيلات السياسة الخارجية للشعب التركي، تجاه العلاقات مع روسيا والصين بدلا من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
وتساءلت شركة الأبحاث التركية في استطلاع جديد: "هل يجب أن تعطي تركيا الأولوية للاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة في علاقاتها الخارجية، أم روسيا والصين؟
وأعطى 37.5 بالمئة من آراء المستطلعين ترجيحهم للولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، فيما فضل 39.4 بالمئة التوجه إلى روسيا والصين، فيما بلغت نسبة أولئك الذين قالوا "ليس لدي فكرة" حوالي 23 بالمئة.
ونقلت صحيفة "حرييت" في تقرير للكاتب سادات أرغين، عن مؤسس "ميتروبول"، أوزر سنجار أن استطلاعات الرأي في كانون الثاني/ يناير 2021، كانت مختلفة بشكل كبير، مشيرا إلى أن 40.9 بالمئة أعطوا الأولوية للعلاقات مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، فيما رأى 27.6 بالمئة التوجه في العلاقات مع روسيا والصين.
اللافت هو أنها للمرة الأولى منذ سنوات عدة، تظهر استطلاعات "ميتروبول"، تجاوز التفضيلات في العلاقات الخارجية مع روسيا والصين، عن تلك التي مع الولايات المتحدة والغرب.
ويقول سنجار: "هذه هي المرة الأولى التي نواجه فيها مثل هذا الموقف، في السابق كانت الترجيحات تجاه الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بالمقدمة".
وذكرت "حرييت"، أن المثير للاهتمام هو أن الدعم للثنائي الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة قد انخفض من 40.9 بالمئة إلى 37.5 بالمئة.
وأشارت إلى أن التغير في التوجهات لا يقتصر على خط سياسي معين في تركيا، بل أيضا داخل الأحزاب التركية لاسيما "العدالة والتنمية" و"الشعب الجمهوري" اللذين تباينت آراءهما بهذا الاتجاه بشكل مختلف عن العام الماضي.
اقرأ أيضا: كيف كانت العلاقات بين أنقرة وواشنطن في العام 2021؟
وأظهرت آراء المستطلعين لدى أنصار حزب العدالة والتنمية، أن 27.1 بالمئة يفضلون العلاقات مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، فيما ارتفعت النسبة إلى 49.4 بالمئة لدى أولئك الذين يدعمون روسيا والصين.
في استطلاع الرأي الذي عقد في كانون الثاني/ يناير 2021، فضل 35.8 بالمئة من حزب العدالة والتنمية ثنائي الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، فيما فضل 30.8 بالمئة روسيا والصين.
ووفقا للاستطلاعات، فإنه يكون حزب العدالة والتنمية على رأس الأحزاب من حيث التحول من الغرب إلى الشرق في قواعد ناخبيه.
أما بالنسبة لحزب الشعب الجمهوري المعارض (أكبر أحزاب المعارضة) فإن 45.8 بالمئة يعطون الأولوية لثنائي الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، فيما بلغت نسبة الذين يفضلون روسيا والصين 34.4 بالمئة.
وفي العام الماضي كانت هذه المعدلات ما بين 40.5 و30.9 بالمئة على التوالي لدى قواعد حزب الشعب الجمهوري، والملاحظ في الاستطلاع الجديد أن كلا التفضيلين يزداد داخل الحزب المعارض.
وتشبر هذه المعدلات إلى وجود تيار قومي وأوراسي قوي (بنسبة 34.4 بالمئة) داخل قواعد حزب الشعب الجمهوري.
وبالنظر إلى حزب الجيد المعارض الذي تقوده ميرال أكشنار، فإن التفضيلات تجاه ثنائي الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة تبلغ 45.2 بالمئة، وهي نسبة قريبة من تلك التي لدى قواعد حزب الشعب الجمهوري، فإن أولئك الذين يفضلون العلاقات مع روسيا والصين ارتفع إلى 41.1 بالمئة.
في العام الماضي، كان التفضيل تجاه ثنائي الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة 43 بالمئة، أما لروسيا والصين فهو 36.3 بالمئة لدى قواعد حزب الجيد.
ويمكن القول وفقا للاستطلاع الجديد، إن الترجيحات في العلاقات متساوية تقريبا داخل حزب الجيد القومي.
أما حزب الحركة القومية الذي يقوده دولت بهتشلي، فإن 38.7 بالمئة من قواعده لديه ميول تجاه الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، لكن 50.7 بالمئة يفضلون العلاقات مع روسيا والصين.
وأظهر استطلاع الرأي العام الماضي، أن 33.6 بالمئة يفضلون الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، فيما بلغت نسبة أولئك الذين يميلون إلى روسيا والصين 34.9 بالمئة.
وتظهر البيانات الجديدة، أن ردود الفعل تجاه الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في حزب الحركة القومية، مهدت الطريق لإعطاء الأولوية باتجاه روسيا والصين.
ومن المعروف أن حزب الشعوب الديمقراطي الكردي المعارض، هو الهيكل الوحيد الذي تتزايد فيه الترجيحات تجاه الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بشكل كبير على مستوى قواعده.
ولكن في الاستطلاع الجديد، يرى 75.8 بالمئة من قواعد الحزب الكردي ترجيح العلاقات مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، لكن 26.5 بالمئة يرجحون العلاقات مع روسيا والصين.
اقرأ أيضا: أردوغان: ندرس تطوير التعاون مع روسيا بالصناعات العسكرية
المثير للانتباه، أنه في استطلاعات الرأي التي أجريت العام الماضي أظهر 70.3 بالمئة من قواعد حزب الشعوب الديمقراطي ميوله للعلاقات مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، لكن هذا العام تم تسجيل انخفاض ملحوظ.
وبالمثل، أظهر استطلاع العام الماضي، أن خيار روسيا والصين كان في حدود 10 بالمئة لدى قواعد الحزب الكردي، لكن هذا العام أظهر زيادة كبيرة.
حزب الديمقراطية والتقدم برئاسة علي باباجان، أظهرت قواعده ترجيحا أكبر تجاه روسيا والصين عن تلك التي لدى حزب العدالة والتنمية في الاستطلاع الجديد.
وبينما يرى 37.5 بالمئة من قواعد حزب باباجان تفضيل العلاقة مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، فإن 53.1 بالمئة من القواعد ترجح العلاقة مع روسيا والصين.
وبناء على المعطيات المقارنة يمكن القول إن الشعب التركي يميل بشكل واضح نحو إعطاء الأولوية للصين وروسيا بدلا من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة اعتبارا من مطلع عام 2022، بحسب الصحيفة التركية.
وهذا التوجه محسوس بقوة أكبر لدى حزبي "العدالة والتنمية" و"الحركة القومية"، اللذين يشكلان "تحالف الجمهور"، إلا أنه أقل نسبيا لدى حزبي "الشعب الجمهوري" و"الجيد" مكونا "تحالف الأمة".
ويمكن القول إن الشعب التركي ينقسم إلى هيكلين رئيسيين في تفضيلات السياسة الخارجية تجاه الغرب والشرق، ومما لا شك فيه أن هناك العديد من العوامل التي ساهمت بهذا التغيير، لاسيما مواقف الجهات الدولية الفاعلة تجاه تركيا وردود الفعل الناجمة عنها، وانعكاس هذه التطورات في السياسة الداخلية التركية والمناخ السائد في البلاد.
خبير تركي يستبعد احتلال روسيا لأوكرانيا.. ما دور "المسيرات"؟
أمريكا تتبنى موقف تركيا وتسحب دعمها لمشروع "إيست ميد"