شهدت دولة الاحتلال مؤخرا تبادلا للاتهامات حول فشلها في مواجهة حركة المقاطعة، "بي دي أس"، وعدم القدرة على تنظيم جهودها الدبلوماسية والسياسية ضدها، فيما تواصل الحركة نجاحاتها حول العالم، وتحقق إنجازات رسمية وشعبية، رغم الحرب الشعواء التي يشنها الاحتلال ضدها.
وتتركز الاتهامات ضد سياسة وزير الخارجية يائير لابيد الذي أعلن بنفسه قبل أيام أن التحركات العالمية ضد إسرائيل آخذة بالتفاقم، لكن جهوده الداخلية للتشبيك بين الوزارات ذات العلاقة تتعثر، وبات الإسرائيليون يطلقون على إصلاحاته وصف "الفاشلة"، والنتيجة أن المعركة ضد حركة المقاطعة تتلاشى.
أريئيل كهانا الكاتب في صحيفة إسرائيل اليوم، ذكر في تقرير ترجمته "عربي21" أنه "بعد نصف عام من قرار الحكومة رسميا دمج وزارة الشؤون الاستراتيجية مع وزارة الخارجية، وهما اللتان كانتا مكلفتين بخوض الصراع ضد حركة المقاطعة، فقد توقفت معظم الإجراءات التي تم اتخاذها قبل قرار الدمج، وخفضت الميزانيات بشكل كبير، وتراجع أداء الحكومة أمام حركة نزع الشرعية عن إسرائيل، حتى إن الميزانية السنوية بعشرات الملايين المخصصة لوضع أنظمة استخباراتية وبحثية ومعلوماتية لمكافحة الظاهرة، تقلصت".
وأضاف أن "الوزير السابق غلعاد أردان، السفير الحالي في الأمم المتحدة، قاد العمل ضد BDS في السنوات السابقة، لكن مجيء لابيد بتوجه لدمج عمل الوزارتين ذات العلاقة، بحجة توفير المال والبيروقراطية، ما أسفر فعلياً عن تراجع النشاط ضد الحركة، فتوقف العمل البحثي، ولم تعد تنشر تقارير جديدة عنها، وتراجع التشبيك مع منظمات المجتمع المدني، واليوم يتوقع أن توافق الحكومة على مشروع بقيمة 25 مليون شيكل فقط، بعد أن كان العام الماضي 35 مليون شيكل".
اقرأ أيضا: محكمة ألمانية: حملات "BDS" تعبير عن الرأي يكفله القانون
لا تخفي أوساط لابيد أن أهم حافز كان لدمج الوزارتين حالة التنافس الشرس بينهما، والقائمة منذ سنوات، وبعض موظفي الخارجية ينتقمون ممن يرونهم منافسين لسنوات، ما دفعه لقرار الدمج لزيادة الموارد التي تخصصها إسرائيل بشكل كامل لمحاربة نزع الشرعية، وليس للنفقات التشغيلية، والإدارة البيروقراطية بين الوزارتين، خاصة بالتزامن مع التحديات الكبيرة التي تواجه إسرائيل.
مع العلم أن دولة الاحتلال باتت تعتبر حركة المقاطعة العالمية ضدها من التهديدات الحقيقية العاملة في مواجهتها، بصورة قد لا تقل عن باقي التهديدات الأمنية والعسكرية، لا سيما في ضوء النجاحات الميدانية المتلاحقة التي تحققها الحركة، خاصة على الصعيدين الأمريكي والأوروبي، وهما الساحتان اللذان تنشط فيهما الدبلوماسية الإسرائيلية.
في الوقت ذاته، فإن الخلافات الإسرائيلية الداخلية حول طبيعة العمل المتوقع في مواجهة حركة المقاطعة من شأنها أن تمنحها مزيدا من الفرص المتاحة لمحاصرة دولة الاحتلال من جهة، والضغط عليها من جهة أخرى، طالما أنها منشغلة في إجراءاتها الروتينية، وتبايناتها الإدارية الوزارية، لا سيما مع قدرتها على تحشيد المزيد من الأنصار والمؤيدين لها في أوساط القارتين الأمريكية والأوروبية، اللتين شكلتا مساحة عمل دبلوماسية ودعائية لإسرائيل حتى وقت قريب.
"معاريف": حماس تتحضر لمواجهة قادمة بغزة وتصعد بالضفة
تقرير: نسبة الفقر ترتفع وتطال 20 بالمئة من الإسرائيليين
وزيرة إسرائيلية تؤكد تعطيل صفقة النفط مع الإمارات