مسلمون في
الهند ينتخبون المتطرف
مودي ليزيد من حربه عليهم، تلك الحقيقة الصادمة يغفل عنها كثيرون وهم يتناقلون بحزن الأوضاع المأساوية التي يعيشها المسلمون في بعض المقاطعات الهندية، بينما لا يجرؤ زعماء وقادة
المسلمين في المقاطعات الأخرى على الانتصار لإخوانهم المستضعفين أو بيان حقيقة ما يجري لهم خشية التنكيل بهم والانتقام منهم.
كيف يفعلون وحكام أكبر الدول العربية والإسلامية لا يفعلون شيئا يذكر لنصرتهم، حتى بإجراءات رفع العتب، مثل طلب اجتماع مجلس الأمن أو دعوة الجمعية العامة للأمم المتحدة أو بيانات الشجب والاستنكار، ناهيك عن استدعاء السفراء؟
ينقل الثقاة أن عددا لا بأس به من فقراء المسلمين يبيع صوته في الانتخابات لصالح حزب مودي المتطرف العنصري، مقابل دولار واحد للصوت لا أكثر، ما يدل على اجتماع ضيق ذات اليد والجهل معا، وسط أمة مليارية أهملت مئات الملايين من أبنائها في الهند (أكثر من 300 مليون) وتركتهم رهن سياسات حكومة المتطرف مودي، فضلا عن دعم عدد من حكام العرب له في أكثر من مناسبة.
ما يجري في الهند عرَض لمرض متجذر أصلا في واحدة من الحقب الأكثر بؤسا في تاريخنا، بفعل أيدينا وتكاسل كثيرين منا عن القيام بدورهم، ولو حتى ضمن دائرة القوانين التي تسمح بها دولهم.
الكثيرون يفضلون الخروج بنزهة عائلية على حساب مظاهرة جامعة؛ قد يكون بوجودهم مع أبنائهم فيها أثر كبير عليهم وعلى زيادة نضجهم ووعيهم لقضايا أمتهم.
أذكر مرة أن دولة عربية سمحت بوقفة شموع صامتة للتضامن مع قضية مركزية للأمة، ولكن حتى مثل هذه الوقفة لم نعد نراها، رغم حجم الظلم الكبير الذي يرزح تحته المسلمون في بعض المقاطعات الهندية!
وهو ظلم بالمناسبة يمس أقليات أخرى من المسيحيين والسيخ، فحالة التطرف لدى أنصار مودي فاقت كل وصف.
ومن الإساءات التي تعرض لها مسلمون في الهند مؤخرا:
- تصريح للمتطرف يتي نرسنغانن: "يجب علينا أن نحول ٢٠٠ مليون حيوان (المسلمين الهنود) إلى الإنسان بتغيير ديانتهم من الإسلام الى
الهندوسية". وقد زعمت السلطات التحقيق معه بعدها.
- تصريح المتطرفة بوجا شكون باندي: "إذا أصبح 100 منا جنوداً مستعدين لقتل مليوني مسلم، فسننتصر.. نحمي الهند، ونجعلها أمة هندوسية".
- مدرسة تمنع الطالبات المحجبات من دخول الغرف الصفية ليراقبن الحصة الدراسية من النوافذ، بدعوى منع الحجاب داخل القاعة والسماح به خارجها.
- أسبوعيا نشاهد اجتماع مجموعات هندوسية متطرفة بالضرب والعنف على مسلم أعزل ضعيف بحجج واهية.
وغير ذلك الكثير من الأمثلة، ولكن مسلمي الهند لا بواكي لهم بل الأمة كلها لا بواكي لها.. "وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم..".