خرج العشرات من الكوادر الطبية في العاصمة السوادنية الخرطوم، الأحد، في مظاهرات حاشدة على خلفية اتهامات لقوات الأمن السوادنية للمشافي، واختطاف المصابين المشاركين في الاحتجاجات التي تشهدها البلاد.
وتظاهر مئات من الأطباء والكوادر الصحية أمام مستشفى الخرطوم، وكلية الصيدلة، بشارع القصر وسط العاصمة، قبل التوجه إلى مقر النيابة العامة لتنفيذ وقفة احتجاجية؛ تأكيدا على "سلمية الثورة، وانتزاع مؤسسات الدولة لصالح الشعب". بحسب "الأناضول".
اقرأ أيضا: "الحرية والتغيير" بالسودان ترحب بمبادرة بعثة الأمم المتحدة
وأوضحت الوكالة أن المتظاهرين رددوا شعارات مناهضة لإجراءات قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، كما حملوا صورا لضحايا لقوا حتفهم في الاحتجاجات خلال الفترة الماضية، ورفعوا لافتات مكتوب عليها شعارات تندد باقتحام المستشفيات، وقذفها بعبوات الغاز المسيل للدموع، واعتقال المصابين منها.
من جانبها، اتهمت "تنسيقية لجان مقاومة الخرطوم"، السبت، قوات أمنية سودانية "باختطاف عدد من مصابي الاحتجاجات ومرافقيهم خلال "الهجوم" على إحدى مستشفيات العاصمة.
وقالت
التنسيقية في بيان حول الحادثة: "قامت اليوم عناصر قوات الانقلاب بالاعتداء
والهجوم على مستشفى رويال كير الخاص بمنطقة بري في الخرطوم، واختطفت عددا من
المصابين والمرافقين لهم بشكل بربري وهمجي لا يراعي الظرف الصحي للمصابين".
وأضاف البيان"من
قام بهذه الجريمة عناصر بملابس مدنية وسيارات دون لوحات"، مشيرة إلى أنه
"جرى اقتياد المختطفين إلى مكان مجهول، والسلطة الانقلابية ما زالت تواصل
انتهاكاتها غير الإنسانية في حق شعبنا، ولا تزال تمارس عنفها وصلفها بشكل خاص على
الشباب الثائر في تعدٍ سافر على الحريات العامة وعلى حقوق الإنسان".
ونقل موقع الراكوبة المحلي عن شهود عيان قولهم، إن من بين من تم اختطافهم الناشط محمد آدم الشهير بـ"توباك"، والذي كان
يتعالج من اصابتين بطلق ناري في رجله، في حين بث شريط مصور لعائلة الشاب توضح
فيها ظروف اختطافه، كما تطالب الأجهزة الأمنية بالكشف عن مصيره.
من جانبها، دعت السفارة الأمريكية في الخرطوم، الأحد، رعاياها إلى توخي الحذر عشية مظاهرات مرتقبة الإثنين، في عدة ولايات سودانية.
وقالت السفارة في بيان: "من المتوقع أن تجري مظاهرات في 17 كانون الثاني/يناير في الخرطوم وربما في ولايات أخرى، والمواقع والأوقات الدقيقة غير معروفة"، مطالبة الرعايا الأمريكيين بتجنب السفر غير الضروري، وتجنب الحشود، وتوخي الحذر والبعد عن أماكن التجمعات الكبيرة.
ومنذ 25 تشرين
الأول/ أكتوبر الماضي، يشهد السودان احتجاجات ردا على إجراءات استثنائية اتخذها
قائد الجيش عبدالفتاح البرهان، أبرزها فرض حالة الطوارئ وحل مجلسي السيادة
والوزراء الانتقاليين، وهو ما تعتبره قوى سياسية "انقلابا عسكريا"، في
مقابل نفي الجيش.
واقترحت قوى
"الحرية والتغيير" بالسودان، الأحد، إنشاء آلية دولية رفيعة المستوى،
لإنجاح المبادرة الأممية لحل الأزمة في البلاد.
وقال القيادي
بالحرية والتغيير، وجدي صالح، في مؤتمر صحفي حضرته "الأناضول":
"صباح اليوم التقينا بالبعثة الأممية (يونيتامس) وسلمناها رؤية قوى الحرية
والتغيير حول مشاوراتها والدعوة التي أطلقتها البعثة بخصوص العملية السياسية في
البلاد، ونتعاطى إيجابيا مع دعوة الممثل المقيم للأمين العام للأمم المتحدة بالسودان
(فولكر بيرتس) للتشاور مع التحالف وقطاعات أخرى من قوى الشعب السوداني بغية الوصول
لاستعادة المسار الديمقراطي".
والثلاثاء،
طرحت الهيئة الحكومية للتنمية في شرق أفريقيا "إيغاد"، مبادرة
"لتسهيل الحوار بين كافة الأطراف لإيجاد حل جذري للأزمة السودانية"،
وذلك غداة إعلان بعثة "يونيتامس"، بدء مشاورات "أولية" منفردة
مع الأطراف كافة لحل الأزمة.
ووقع البرهان
وعبدالله حمدوك، في 21 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، اتفاقا سياسيا تضمن عودة
الأخير إلى رئاسة الحكومة الانتقالية، وتشكيل حكومة كفاءات، وإطلاق سراح المعتقلين
السياسيين.
وفي 2 كانون
الثاني/ يناير الجاري، استقال حمدوك من منصبه، في ظل احتجاجات رافضة لاتفاقه مع
البرهان ومطالبة بحكم مدني كامل.
قتيل بالسودان ودعوات للتصعيد.. والجيش: لن نفرط بالأمن