تفاقمت الأزمة السياسية في لبنان، بين التيار الوطني الحر الذي يترأسه وزير الخارجية الأسبق جبران باسيل، وبين حركة "أمل" التي يتزعمها رئيس مجلس النواب نبيه بري.
ومع إصرار حركة أمل على رفض مثول النائب الحالي والوزير السابق علي حسن خليل أمام القضاء، للتحقيق معه في قضية انفجار مرفأ بيروت، ومطالباتها مع حزب الله بضرورة عزل قاضي التحقيق طارق بيطار، فقد أطل جبران باسيل بخطاب هو الأكثر حدية له في هذا الموضوع.
وقال باسيل مهددا حزب الله بفض التحالف بينهما الذي نشأ إبان حرب تموز مع الاحتلال الإسرائيلي عام 2006: "نحنا عملنا تفاهم مع حزب الله مش مع حركة أمل".
وتابع: "لمّا منكتشف إنّه الطرف الآخر يلّي صار بيقرّر مقابلنا بالتفاهم هو حركة أمل، بيصير من حقنا نعيد النظر".
وألمح باسيل بالنقد المباشر إلى حزب الله، قائلا: "هيك صار باستقالة حكومة دياب وبتعيين رئيس حكومة جديد، هيك صار بقانون الكابيتال كونترول وبقانون استعادة الأموال، هيك صار بحاكم مصرف لبنان وبالقاضي بيطار، هيك صار بتوقيف الحكومة وتعطيلها وهيك صار بالمجلس الدستوري وبالطيّونة وبتحقيق المرفأ، وهيك عم يصير بكل شي. مقبول الثنائية الشيعيّة تصير أحاديّة بالقرار وتختزل قرار طائفة على حساب مصلحة البلد؟".
وانتقد باسيل سياسات الثنائي الشيعي في الداخل والخارج، مضيفا: "هلّق بيقول السيد حسن، يلّي إلو عندي مكانة خاصة بالقلب وبالعقل الله وحده بيعرفها، هيدا الكلام بينحكى بالغرف المغلقة. صحيح معو حق، ولكن حاولنا وحكينا كتير بحوار عميق لتفعيل وتطوير وثيقة التفاهم، وعملنا لجنة مشتركة اجتمعت مرّة واحدة، وكأن ما في جديّة كافية".
ونوه أخيرا إلى أن التيار الوطني حريص على التحالف مع حزب الله لكنه يريد تطوير الاتفاقية بينهما، بسبب عدم جدواها حاليا.
اقرأ أيضا: بري يتحدث عن أسبوع حاسم.. واستمرار الأزمة يهدد مليون طفل
رد أمل
رد النائب علي حسن خليل على تصريحات باسيل، قائلا في تصريحات تلفزيونية إن "اللبنانيين عاشوا التعطيل لسنوات كرمى لعيون الصهر" (في إشارة إلى أن باسيل صهر الرئيس عون)، متوجّهاً إلى باسيل بالقول: "أنتم من عطّلتم جلسات مجلس الوزراء".
وقال خليل "نردّ على الاتهامات الوقحة لباسيل، ونحن أمراء الدفاع عن لبنان ولا نعرف إن كان عون من ضمن أمراء الحرب الذي أشار إليهم باسيل".
وأضاف: "الكل عاش تجربتكم في تعطيل المؤسسات التي كلّفت اللبنانيين سنوات في تعطيل الإدارات من أجل حجز مصدر التمويل في وزارة الطاقة لكم، والكلّ يشهد من مرّر الصفقات والقرارت".
فيما هاجم تلفزيون "إن بي إن" التابع لحركة أمل، جبران باسيل بشدة، ووصفته المذيعة أمل الحاضر بالفاشل، وبـ"رئيس تيار السقوط"، ووسمته بكلمات ساخرة، مطلقة اسم "الفهلوي" عليه.
وأوضحت القناة أن باسيل يحاول "دق إسفين" داخل "بيت المقاومة"، في إشارة إلى "أمل" و"حزب الله".
ومن المتوقع أن يتطرق حسن نصر الله إلى هذه التطورات في خطابه الاثنين، والذي سيخصصه للحديث عن ذكرى اغتيال قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني.
"القوات" يواصل الهجوم
من جهته واصل حزب القوات اللبنانية بزعامة سمير جعجع، هجومه على أطراف الأزمة، إذ ذكر في موقعه الرسمي أن باسيل لا يختلف عن عون.
وتابع بأن "باسيل الوافد حديثاً إلى نادي مهاجمة حزب الله بعضوية مؤقتة وفترة تجريبية تمتد حتى الانتخابات يراهن بما لم يعد يملك بعدما بدّد إرثه على صخب الحياة، ومظاهر البذخ السياسي والمالي، وبات جزء من رصيده يكمن في نسيان الناس لا في ذاكرتهم، والجزء الآخر يعتمد على خوفهم من التغيير".
وأضاف: "لا كهرباء في عهدكم ولا كبرياء، لا سدود مضبوطة ولا حدود مضبوطة، لا شراكة إلا في الحرام، الهدر سمة هذا الحاقد، أطاح كل ما لمسته يداه ورأته عيناه واشتهته نفسه، فأباح واستباح وكل ما ورد في كلمته بأنه “ما بيمرق” “مرق” طيلة خمس عشرة سنة منها خمس سنوات من عمر هذا العهد، مُكره باسيل ومكروه لا بطلا".
وتابع: "الحق يقال إن الشراكة اليوم في أحسن حال، شراكة فساد من فوق ومعاناة بين عامة الشعب، وحده رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع أعاد الشراكة الحقيقية التي دامت عشرة أشهر منذ اتفاق معراب وحتى انتخاب عون رئيساً للجمهورية برفضه فرض الرئيس من الشريك المسلم".
يشار إلى أنه ومنذ 13 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، لم تجتمع الحكومة؛ جراء رفض وزراء "حزب الله" و"حركة أمل" المشاركة في أي جلسة ما لم تكن مخصصة لبحث قضية انفجار مرفأ العاصمة بيروت، حيث تطالبان بعزل المحقق في القضية، القاضي طارق البيطار، وتتهمانه بـ"التسييس".
وقبل أسبوع، دعا الرئيس عون (مؤسس التيار الوطني الحر)، في كلمة متلفزة، إلى أن يجتمع مجلس الوزراء في أسرع وقت، معتبرا أن "تعطيل الحكومة يشكل شللا للإدارة في البلاد".
صحيفة لبنانية: "التيار" أسقط الخطوط الحمر ولا مراعاة لحليف
وزارة الثقافة اللبنانية ترد على استخدام عبارة "احتلال فارسي"
أزمة جديدة في لبنان.. خلاف بين "أمل" و"التيار الوطني"