في مثل هذا اليوم من كل عام تمتلئ صفحات مواقع التواصل الاجتماعي بهذه العبارة "لقد كان عاما مليئا بـ.."، ليكتب كل شخص عما يدور بخاطره عن العام المنقضي في حالة تعكس كل عام اختلاف التجارب وتباين المشاعر وقسوة الأعوام عاما بعد الآخر.
عالميا، لقد كان عاما مليئا بالأخبار العاجلة والحروب وتغير القادة وفضائح الساسة. أبرز ما عاشه العالم في العام كان رحيل المجنون الذي كان يحكم البيت الأبيض، كانت بداية العام إيذانا برحيل دونالد ترامب من المشهد الرئاسي والسياسي الأمريكي والعالمي أيضا، بعد خسارته الكبيرة أمام منافسه جو بايدن، وهي الخسارة التي لم يقبلها ترامب ليتحفنا العام الحالي بمشاهد لم نرها في الولايات المتحدة قبل ذلك، وهي مشاهد اقتحام الكونجرس من قبل بعض الأشخاص الغاضبين من نتيجة الانتخابات تضامنا مع ترامب.
أخبرني مجموعة نشطاء من مسلمي الإيغور أنه كان عاما مليئا بمعسكرات التعذيب والتطهير العرقي الذي تمارسه الصين بحق أكثر من مليوني مسلم من أقلية الإيغور، كان عاما مليئا بالتعذيب والقتل والإجبار على تغيير الاسم والخروج من الإسلام؛ داخل معسكرات وصفتها محكمة بريطانية غير رسمية منتصف الشهر الجاري بأنها معسكرات تهدف إلى القضاء على نسل الإيغور، في ما يعرف بجريمة التطهير العرقي.
للعام الثاني على التوالي، كان عاما مليئا بوباء كورونا، بمتحوراته دلتا وأوميكرون.. لقاحات أعطتنا الأمل بقرب الخلاص من هذا الوباء العظيم، ورسائل من وزارات الصحة ومنظمة الصحة العالمية تدعو الجميع لأخذ اللقاحات فورا، وسط مناوشات بين أنصار اللقاح ورافضيه حتى وصلنا إلى نهاية العام، وقد أصابتني كورونا ثلاث مرات في عام واحد ويا له من عام.
لقد كان عاما مليئا بالراحلين عن هذا العالم.. في يناير رحل لاري كينج، المذيع الأمريكي الشهير، وفي نيسان/ أبريل رحل الأمير فيليب، زوج الملكة إليزابيث، وفي حزيران/ يونيو رحل وزير الدفاع الأمريكي السابق دونالد رامسفيلد. ولن تحكي لنا جيهان السادات أسرارا جديدة عن حرب أكتوبر بعد أن رحلت في تموز/ يوليو. وكان أيلول/ سبتمبر على موعد مع رحيل جنرالين من أعتى جنرالات العسكر في المنطقة؛ في الجزائر رحل الرئيس الجزائري السابق عبد العزيز بوتفليقة وفي مصر رحل المشير محمد حسين طنطاوي، ولكن كانت حالة الفقد الأكثر إيلاما هي لمن رحلوا عنا داخل السجون المصرية وهم يشتكون ظلم السيسي وعسكره، ولعل أبرزهم الدكتور حمدي حسن.
إقليميا، كان عاما مليئا بمراجيح مولد النبي، وهو مصطلح دارج بالعامية المصرية كنا نطلقه على احتفالات مولد النبي في مصر، ويعني الصخب الشديد وتغير المواقف، وهذا ما جلبه لنا العام الحالي.. تصالحت مصر مع قطر بعد سنوات من القطيعة والسباب والتخوين والاتهامات، فالتقى السيسي بأمير قطر وتبادلا الضحكات، وتصالحت تركيا مع مصر وأغلقت تركيا قنوات المعارضة المصرية في الخارج ومنعت مذيعيها الأشهر من التدوين أو الكتابة أو الظهور الإعلامي، وتوقف الإعلام المصري عن سباب تركيا والرئيس أردوغان.
بعد سنوات من التصعيد الشديد على خلفية جريمة اغتيال جمال خاشقجي، تقاربت تركيا والسعودية للمرة الأولى، وخفُت الحديث عن خاشقجي وقاتليه، واستقبل أردوغان ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، وتبادلا توقيع الاتفاقات التجارية بعد وقت قليل من عرض مسلسل تركي بعنوان المنظمة؛ فيه تلميح كبير لدعم ابن زايد لمحمد دحلان ودورهما الخبيث في تخريب تركيا.
خرج الأمريكان من أفغانستان، وسيطرت طالبان على الحكم، وبدأت للحكومات الغربية في إجلاء رعاياها والحديث عن مخاطر حكم طالبان، وتغير الرئيس الإيراني، واستقال وزير الإعلام اللبناني بعد مقابلة تلفزيونية أجراها في برنامج مسجل اسمه برلمان شعب.
لقد كان عاما مليئا بمواقع التواصل الاجتماعي وتأثيرها الكبير على أرض الواقع.. في هذا العام وعلى الرغم من امتلاء مواقع التواصل الاجتماعي بأخبار وصور وفيديوهات زيجات وأفراح أبرز البلوجرز والانفلونسرز، كانت مواقع التواصل الاجتماعي على موعد مع ثورة الكترونية وحرب حقيقية ضد العدون الاسرائيلي على الشيخ جراح ثم الحرب على قطاع غزة؛ ما فعله نشطاء التواصل الاجتماعي و"الانفلونسرز" الفلسطينيين تحديدا رجالا ونساء على إنستجرام وتويتر أحدث فارقا في المعادلة على الأرض، وأعطى رسالة أمل بأن هذا العالم لم يكن فقط مليئا بالأحداث السيئة.
للأسف لم تعد الإجابة تونس في هذا العام، فقد كان عاما مليئا بقيس سعيد وخطاباته الجوفاء وانقلابه العبثي وقراراته الديكتاتورية، لقد كان عاما مليئا بالقطيعة بين المغرب والجزائر لأسباب ظاهرها التطبيع وباطنها الوقيعة بين الجارين العربيين والشعبين الشقيقين.
لقد كان عاما مليئا بالسيسي وابن زايد وابن سلمان، بوعود بايدن التي لم يتحقق منها شيء، بتسريحات شعر بوريس جونسون وخطابات ماكرون العنصرية، برحيل أنجيلا ميركل عن السلطة في ألمانيا، باستمرار الحرب في اليمن، بعودة سيف الإسلام القذافي وترشح حفتر للرئاسة في ليبيا.
نعم لم يكن هذا العام هو الأفضل، ولكنه ترك لنا محطات ربما تكون أفضل من سابقاتها، كان عام المصالحة الخليجية بعد قطيعة لسنوات، كان عام كأس العرب بكل مشاهده الإيجابية بين الجماهير العربية، كان عام فلسطين وعودتها لقيمتها ومكانتها كبوصلة الهوى والتفكير العربي لأجيال وأجيال.
لقد كان عاما مليئا بأننا لم نهزم بعد ولو حاولوا إقناعك بذلك.
twitter.com/osgaweesh
عالميا، لقد كان عاما مليئا بالأخبار العاجلة والحروب وتغير القادة وفضائح الساسة. أبرز ما عاشه العالم في العام كان رحيل المجنون الذي كان يحكم البيت الأبيض، كانت بداية العام إيذانا برحيل دونالد ترامب من المشهد الرئاسي والسياسي الأمريكي والعالمي أيضا، بعد خسارته الكبيرة أمام منافسه جو بايدن، وهي الخسارة التي لم يقبلها ترامب ليتحفنا العام الحالي بمشاهد لم نرها في الولايات المتحدة قبل ذلك، وهي مشاهد اقتحام الكونجرس من قبل بعض الأشخاص الغاضبين من نتيجة الانتخابات تضامنا مع ترامب.
أخبرني مجموعة نشطاء من مسلمي الإيغور أنه كان عاما مليئا بمعسكرات التعذيب والتطهير العرقي الذي تمارسه الصين بحق أكثر من مليوني مسلم من أقلية الإيغور، كان عاما مليئا بالتعذيب والقتل والإجبار على تغيير الاسم والخروج من الإسلام؛ داخل معسكرات وصفتها محكمة بريطانية غير رسمية منتصف الشهر الجاري بأنها معسكرات تهدف إلى القضاء على نسل الإيغور، في ما يعرف بجريمة التطهير العرقي.
للعام الثاني على التوالي، كان عاما مليئا بوباء كورونا، بمتحوراته دلتا وأوميكرون.. لقاحات أعطتنا الأمل بقرب الخلاص من هذا الوباء العظيم، ورسائل من وزارات الصحة ومنظمة الصحة العالمية تدعو الجميع لأخذ اللقاحات فورا، وسط مناوشات بين أنصار اللقاح ورافضيه
للعام الثاني على التوالي، كان عاما مليئا بوباء كورونا، بمتحوراته دلتا وأوميكرون.. لقاحات أعطتنا الأمل بقرب الخلاص من هذا الوباء العظيم، ورسائل من وزارات الصحة ومنظمة الصحة العالمية تدعو الجميع لأخذ اللقاحات فورا، وسط مناوشات بين أنصار اللقاح ورافضيه حتى وصلنا إلى نهاية العام، وقد أصابتني كورونا ثلاث مرات في عام واحد ويا له من عام.
لقد كان عاما مليئا بالراحلين عن هذا العالم.. في يناير رحل لاري كينج، المذيع الأمريكي الشهير، وفي نيسان/ أبريل رحل الأمير فيليب، زوج الملكة إليزابيث، وفي حزيران/ يونيو رحل وزير الدفاع الأمريكي السابق دونالد رامسفيلد. ولن تحكي لنا جيهان السادات أسرارا جديدة عن حرب أكتوبر بعد أن رحلت في تموز/ يوليو. وكان أيلول/ سبتمبر على موعد مع رحيل جنرالين من أعتى جنرالات العسكر في المنطقة؛ في الجزائر رحل الرئيس الجزائري السابق عبد العزيز بوتفليقة وفي مصر رحل المشير محمد حسين طنطاوي، ولكن كانت حالة الفقد الأكثر إيلاما هي لمن رحلوا عنا داخل السجون المصرية وهم يشتكون ظلم السيسي وعسكره، ولعل أبرزهم الدكتور حمدي حسن.
إقليميا، كان عاما مليئا بمراجيح مولد النبي، وهو مصطلح دارج بالعامية المصرية كنا نطلقه على احتفالات مولد النبي في مصر، ويعني الصخب الشديد وتغير المواقف، وهذا ما جلبه لنا العام الحالي.. تصالحت مصر مع قطر بعد سنوات من القطيعة والسباب والتخوين والاتهامات، فالتقى السيسي بأمير قطر وتبادلا الضحكات، وتصالحت تركيا مع مصر وأغلقت تركيا قنوات المعارضة المصرية في الخارج ومنعت مذيعيها الأشهر من التدوين أو الكتابة أو الظهور الإعلامي، وتوقف الإعلام المصري عن سباب تركيا والرئيس أردوغان.
إقليميا، كان عاما مليئا بمراجيح مولد النبي، وهو مصطلح دارج بالعامية المصرية كنا نطلقه على احتفالات مولد النبي في مصر، ويعني الصخب الشديد وتغير المواقف، وهذا ما جلبه لنا العام الحالي
بعد سنوات من التصعيد الشديد على خلفية جريمة اغتيال جمال خاشقجي، تقاربت تركيا والسعودية للمرة الأولى، وخفُت الحديث عن خاشقجي وقاتليه، واستقبل أردوغان ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، وتبادلا توقيع الاتفاقات التجارية بعد وقت قليل من عرض مسلسل تركي بعنوان المنظمة؛ فيه تلميح كبير لدعم ابن زايد لمحمد دحلان ودورهما الخبيث في تخريب تركيا.
خرج الأمريكان من أفغانستان، وسيطرت طالبان على الحكم، وبدأت للحكومات الغربية في إجلاء رعاياها والحديث عن مخاطر حكم طالبان، وتغير الرئيس الإيراني، واستقال وزير الإعلام اللبناني بعد مقابلة تلفزيونية أجراها في برنامج مسجل اسمه برلمان شعب.
لقد كان عاما مليئا بمواقع التواصل الاجتماعي وتأثيرها الكبير على أرض الواقع.. في هذا العام وعلى الرغم من امتلاء مواقع التواصل الاجتماعي بأخبار وصور وفيديوهات زيجات وأفراح أبرز البلوجرز والانفلونسرز، كانت مواقع التواصل الاجتماعي على موعد مع ثورة الكترونية وحرب حقيقية ضد العدون الاسرائيلي على الشيخ جراح ثم الحرب على قطاع غزة؛ ما فعله نشطاء التواصل الاجتماعي و"الانفلونسرز" الفلسطينيين تحديدا رجالا ونساء على إنستجرام وتويتر أحدث فارقا في المعادلة على الأرض، وأعطى رسالة أمل بأن هذا العالم لم يكن فقط مليئا بالأحداث السيئة.
لم تعد الإجابة تونس في هذا العام، فقد كان عاما مليئا بقيس سعيد وخطاباته الجوفاء وانقلابه العبثي وقراراته الديكتاتورية
للأسف لم تعد الإجابة تونس في هذا العام، فقد كان عاما مليئا بقيس سعيد وخطاباته الجوفاء وانقلابه العبثي وقراراته الديكتاتورية، لقد كان عاما مليئا بالقطيعة بين المغرب والجزائر لأسباب ظاهرها التطبيع وباطنها الوقيعة بين الجارين العربيين والشعبين الشقيقين.
لقد كان عاما مليئا بالسيسي وابن زايد وابن سلمان، بوعود بايدن التي لم يتحقق منها شيء، بتسريحات شعر بوريس جونسون وخطابات ماكرون العنصرية، برحيل أنجيلا ميركل عن السلطة في ألمانيا، باستمرار الحرب في اليمن، بعودة سيف الإسلام القذافي وترشح حفتر للرئاسة في ليبيا.
نعم لم يكن هذا العام هو الأفضل، ولكنه ترك لنا محطات ربما تكون أفضل من سابقاتها، كان عام المصالحة الخليجية بعد قطيعة لسنوات، كان عام كأس العرب بكل مشاهده الإيجابية بين الجماهير العربية، كان عام فلسطين وعودتها لقيمتها ومكانتها كبوصلة الهوى والتفكير العربي لأجيال وأجيال.
لقد كان عاما مليئا بأننا لم نهزم بعد ولو حاولوا إقناعك بذلك.
twitter.com/osgaweesh
شارك
المزيد من هذا الكاتب
