نشرت
مجلة "فورين بوليسي" تقريرا للصحفي نوسموت غباداموسي، قال فيه إن قادة من أكثر من
اثني عشر دولة أفريقية حضروا قمة الشراكة بين تركيا وأفريقيا في إسطنبول الأسبوع
الماضي، مما يعكس النفوذ المتزايد للبلاد في القارة.
وكتب
الصحفي أنه كان من بين الحاضرين الرئيس السنغالي ماكي سال، الرئيس القادم للاتحاد
الأفريقي، رئيس المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا حاليا، الرئيس الغاني نانا
أكوفو - أدو، ورئيس زيمبابوي إيمرسون منانغاغوا.
وأضاف
أنه يمكن أن يُنظر إلى وجود هذا العدد الكبير من الحاضرين رفيعي المستوى على أنه
تحد للسياسة الخارجية الأمريكية إذا انتهى
الأمر بتركيا إلى ممارسة نفوذ أكبر في أفريقيا - كما تفعل الصين.
وقال
غباداموسي إن شروط المشاركة قد تكون جزءا من المشكلة، فقد تم استبعاد منانغاغوا
والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، على سبيل المثال، من قمة الديمقراطية التي عقدها
الرئيس الأمريكي جو بايدن في وقت سابق من هذا الشهر. منذ توليه منصبه، كان بايدن
يتصالح مع عالم ينتقل من عصر الهيمنة الأمريكية خاصة عبر أفريقيا، والتي كانت تحتل
مرتبة منخفضة في أجندة واشنطن منذ عقود.
اقرأ أيضا: هكذا ترك خريجون أفارقة من تركيا بصماتهم بالقارة السمراء
وأشار
إلى أن أردوغان سعى إلى سد الفجوة، فوسعت تركيا بشكل مطرد من بصمتها الأفريقية منذ
تدخلها عام 2019 في الحرب الأهلية الليبية. تشمل استثماراتها في القارة مسجدا في
غانا، ومسبحا أولمبيا في السنغال، وقاعدة عسكرية في الصومال لتدريب 10000 جندي
محلي.
ولفت
الصحفي إلى أن أردوغان يتطلع الآن إلى إقامة علاقات أوثق مع نيجيريا، وسيلتقي فريق
دفاعي تركي مع مسؤولين نيجيريين في العاصمة النيجيرية أبوجا في كانون الثاني/
يناير، وذكر بيان صادر عن المساعد الإعلامي للرئيس النيجيري محمد بخاري أن
التكنولوجيا التركية "ستسرع بالتأكيد العملية والجهود المبذولة لتخليص البلاد
من جيوب الإرهابيين".
وفي
نفس الوقت، تسلم كل من المغرب وتونس أول شحنة لطائرات تركية بدون طيار في أيلول/
سبتمبر، في إطار عقود تشمل تدريبات عسكرية. لعدة أشهر، تكهن المجتمع الدولي بشأن
صفقة أسلحة تركية مماثلة مع إثيوبيا.
وأشار
غباداموسي إلى أن أردوغان لطالما صور نفسه كصديق لأفريقيا، في تشرين الأول/
أكتوبر، قام بجولة دبلوماسية لمدة أربعة أيام عبر أنغولا ونيجيريا وتوغو، مضيفا أن
اهتماماته واضحة، حيث بلغت قيمة المشاريع الممنوحة لشركات المقاولات التركية في أفريقيا 71.1 مليار دولار في عام 2021، ومنذ وصول أردوغان إلى السلطة على الصعيد
الوطني قبل ما يقرب من عقدين من الزمن، ارتفعت تجارة تركيا مع أفريقيا إلى 25.3
مليار دولار في عام 2020، مقارنة بـ 5.4 مليارات دولار فقط. في 2003.
وذكر
الصحفي أنه في القمة، ناشد أردوغان المظالم العميقة بشأن كيفية تعامل المؤسسات
الدولية مع القادة الأفارقة، حيث قال أردوغان إنه "يعيش 1.3 مليار شخص في
القارة الأفريقية وهي غير ممثلة في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، هذا ظلم هائل
وصارخ." كما أعلن أن تركيا ستشارك 15 مليون جرعة لقاح كورونا مع الدول الأفريقية في الأشهر القليلة المقبلة.
وأكد
أنه من بعض النواحي، تعكس استراتيجية تركيا في أفريقيا صدى الصين، بما في ذلك
الخطاب المألوف حول الجدارة السياسية والشراكات المتبادلة على النقيض من النهج
الأمريكي والأوروبي، الذي يميل إلى التركيز على الانتهاكات الديمقراطية، تبنى
القادة الصينيون تجربة الإمبريالية الغربية مع أفريقيا، وبالمثل، أكدت تركيا على
الإحسان في علاقاتها مع الدول الأفريقية.
وختم
غباداموسي بأن السفير التركي لدى جنوب أفريقيا، إليف كوم أوغلو أولغن، صرح لمجلة "Affrican Bussniss" في
آذار/ مارس أن "الأفارقة يرون أن
تركيا دولة لا تأتي إلى القارة بأي عبء استعماري.. نحن هنا في القارة مع
استراتيجية مربحة للجانبين".
NYT: المسيّرات الأجنبية تقلب ميزان الحرب الأهلية في إثيوبيا
كيف تحاول الصين إنقاذ أفريقيا من الاستعمار الأوروبي الجديد؟
صحيفة إسبانية: تقارب تركيا والإمارات يعيد تشكيل الشرق الأوسط