روى
ناشط إيغوري معاناة زوجته المعتقلة في السجون
الصينية منذ خمس سنوات.
وقال
الناشط الأسترالي من أصل إيغوري، الماس نظام الدين، إن معاناة شعبه في إقليم شينغيانغ
باتت تفوق الاحتمال، داعيا إلى مقاطعة البضائع الصينية، باعتبارها إحدى أنجع الوسائل
للتأثير على بكين وتغيير سياستها القمعية تجاه تلك الأقلية المسلمة، التي يبلغ عددها
نحو 12 مليون، وفقا لإحصائيات غير رسمية.
وأضاف
في تصريحات لصحيفة "
الغارديان" البريطانية أن زوجته كانت قد تعرضت للاختطاف
وهي في طريقها إلى مراجعة أحد أطباء الأمراض النسائية والتوليد، وذلك قبل أن يحكم عليها
بالسجن لمدة 7 أعوام؛ بتهمة "الإخلال بالنظام الاجتماعي".
ويؤكد
الزوج المتألم أن شريكة حياته كانت في بداية حملها عندما اعتقلت، وأنه لا يعلم شيئا
عن مصير طفله، مضيفا: "أغلب الظن أنها تعرضت لإجهاض قسري، كما يحدث مع غالبية نسائنا
الحوامل عندما يعتقلن ويوضعن خلف القضبان".
وعن
قصة خروجه من الصين، يقول نظام الدين إنه شارك في الاحتجاجات الشعبية التي شهدها الإقليم
في 2009؛ بسبب سياسات الصين القمعية التي تستهدف عرقيته، والعمل على التغيير الديموغرافي
لموطنهم، عبر جلب مئات آلاف العمال من قومية الهان الصينية، التي تشكل الأغلبية في البلاد.
وفي
العام 2010، وعقب العديد من الأحداث والاشتباكات التي أودت بحياة المئات من الإيغور
والهان على حد سواء، قرر والد نظام الدين دفع مبلغ 40 ألف دولار للحصول على تأشيرة
طالب لابنهما في أستراليا، وذلك خوفا عليه من الاعتقال أو القتل.
ولكنه
قبل ذلك كان على علاقة حب بزوجته الحالية، بوزينافو أبودوريكسيتي، ليقررا الارتباط
قبل رحيله إلى أستراليا، حيث استطاع الحصول على جنسيتها في العام 2014، بعدما تأكدت
السلطات أن هناك خطرا على حياته لو عاد إلى إقليم شينغيانغ.
ورغم
ذلك، عاد نظام الدين إلى وطنه الأم في العام 2017، في زيارة سعى إلى أن تكون محاطة بالسرية،
ليلتقي زوجته هناك، ولكن عقب شهر من ولوجه البلاد جرى اعتقال زوجته، فيما أجبر هو على
الرحيل والعودة إلى أستراليا، حتى لا يتعرض للاعتقال، ولم يخبر أحدا بما حدث لقرينته.
ولم
تنته الأمور عند هذا الحد، فقد جرى اعتقال والد زوجته لاحقا، لينقل إلى أحد معسكرات
السخرة، وبعدها اعتقلت والدته، معلمة الرياضيات المتقاعدة المسنة، بنفس تهمة زوجته
(الإخلال بالنظام الاجتماعي)، لتبقى في المعتقل لمدة 22 شهرا، دون أن تواجه أي محاكمة.
ومنذ
اعتقال زوجته وحتى اللحظة، يقول نظام الدين إنه اعتاد الذهاب إلى كانبيرا، والتجول في
أروقة البرلمان الأسترالي، والالتقاء ببعض أعضائه؛ طلبا لمساعدتهم في إطلاق سراح زوجته، وإحضارها إلى أستراليا.
ويضيف:
"تلقيت اتصالا من زوجتي لمدة ثلاثة دقائق من محبسها، فيما تبدو محاولة من السلطات
الصينية لإخباري أنها لا تزال على قيد الحياة، وكانت خلال تلك المكالمة تبكي بغزارة، وتقول إن ذنبها أنها خالفت القوانين"، مردفا: "كان جليا أنها مجبرة على قول
هكذا كلام".
ويؤكد
نظام الدين أن السبب الرئيسي لاعتقال زوجته هو أنها ذهبت إلى مصر للتخصص في الشريعة
الإسلامية بجامعة الأزهر في القاهرة.
وفي
الوقت الحالي، يأمل نظام الدين، الذي تمكن والده من الفرار إلى الولايات المتحدة للنجاة
بحياته، أن تكون الجهود الدولية أقوى وأكبر لمساعدة زوجته وبقية أبناء شعبه.
وكانت
الأمم المتحدة قد عبرت عن "قلقها الشديد" إزاء نتائج تقرير مجموعة خبراء حول
انتهاكات حقوق أقلية الإيغور في الصين.
وبعد
عدة أشهر من التحقيق، خلصت مجموعة من المحامين وخبراء في حقوق الإنسان اجتمعوا في لندن،
الخميس الماضي، إلى أن الصين ترتكب إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية في طريقة تعاملها
مع أقلية الإيغور المسلمة.
وطالب
نظام الدين بالمقاطعة الكاملة للألعاب الأولمبية الشتوية في الصين، وعدم الاكتفاء
بالمقاطعة الدبلوماسية، وذلك لتعطيل منحها أي شرعية، على حد تصريحاته لصحيفة "الغارديان".