استهلت مستشارة الأمين العام للأمم المتحدة الخاصة، ستيفاني ويليامز، عملها في العاصمة الليبية طرابلس بعقد عدد من اللقاءات مع السياسيين، وقد التقت كبار المسؤولين بالدولة، وسط دعم دولي في محاولة لإنجاح مهمتها.
وكانت ويليامز وصفت بعض السياسيين الليبيين بأنهم "ديناصورات سياسية"، في تصريح لصحيفة "الغارديان" البريطانية، مطلع العام الجاري، ما أثار جدلا واسعا لدى الشارع الليبي حينها.
يذكر أن النائب الثاني لرئيس مجلس الدولة الاستشاري في ليبيا، صفوان المسوري، احتج على وصف ويليامز لسياسيين بأنهم "ديناصورات سياسية"، قائلا إنها لا تليق بالعمل السياسي والديبلوماسي.
ولفت في بيان له آنذاك بأن
تصريحات ويليامز لا تتسق مع الدور المفترض بها أن تقدمه.
وأكد المسوري أنه ليس من الحكمة أن تتحول صعوبة
إدارة الحوارات إلى تشبيهات غير مألوفة في السياقات الرسمية المتعارف عليها.
وبعد تعيينها الجديد، شرعت المبعوثة
الأممية السابقة، في إجراء مباحثات مع الأطراف التي وصفتها بالديناصورات بسبب رفضها للانتخابات، ما دعا بعض المراقبين لانتقادها بسبب هذا "التناقض".
والتقت ويليامز أيضا أطرافا سياسية مؤيدة للاستحقاق الانتخابي، ومسؤولين كبار.
وتعد المسؤولة الأممية معنية بتنفيذ مخرجات اتفاق جنيف، من أبرزها إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية لولادة سلطة جديدة بالبلاد عقب سنوات من الصراع.
وفور تسلمها مهامها رسميا الاثنين الماضي، في العاصمة طرابلس، قامت المستشارة الخاصة لأمين عام الأمم المتحدة
برفقة الأمين العام المساعد، منسق البعثة، القائم بأعمال رئيس بعثة الأمم المتحدة
للدعم في ليبيا، رايزيدون زيننغا، بزيارة وصفت بـ"الودية" لرئيس المجلس
الرئاسي، محمد المنفي.
وأكد المنفي عقب لقائه الاثنين، بوليامز، فى أول
لقاءاتها في العاصمة طرابلس حرصه على "توحيد الجهود للوصول لانتخابات حرة
ونزيهة وشفافة، تلبي تطلعات الليبيين نحو الاستقرار".
وعبر المنفي، بحسب منشورات على "فيسبوك"، عن تثمينه
لجهود البعثة الأممية في ليبيا، وتأكيده على دعم توحيد المؤسسة العسكرية،
والمفوضية العليا للانتخابات.
والتقت
المستشارة الأممية الخاصة برئيس المفوضية الوطنية العليا للانتخابات عماد السايح،
لمناقشة التقدم المحرز في التحضير للعملية الانتخابية.
وأكدت وليامز، أهمية إجراء الانتخابات في ليبيا والمقررة في 24 كانون الأول/
ديسمبر الجاري، معتبرة خلال اجتماعها بالسايح، أن الانتخابات هي السبيل الوحيد والأمثل
لتحقيق التداول السلمي للسلطة وتحقيق تطلعات الليبيين نحو دولة ديمقراطية آمنة
ومستقرة.
وشددت المستشارة الخاصة على "دعم الأمم
المتحدة الثابت للعمل الدءوب والجهود التي
تبذلها المفوضية، مشددةً على أن 2.5 مليون ليبي حصلوا على بطاقاتهم الانتخابية،
الأمر الذي يبعث برسالة قوية مفادها أن الشعب الليبي يتوق إلى التغيير
والديمقراطية".
والتقت المستشارة الأممية برئيس وزراء حكومة الوحدة الوطنية، رمضان أبو جناح، إذ أكد الأخير على حرص الحكومة الكامل على
إجراء الاستحقاقات الانتخابية، باعتبارها "الحل الوحيد للأزمة الليبية، مجددا الدعم
الكامل للمفوضية العليا للانتخابات، لإنجاح هذا الاستحقاق الوطني"، كما أنه شدد على "مواصلة
العمل على توحيد المؤسسة العسكرية، وكل المؤسسات الأخرى، من أجل إعادة السلام
والاستقرار للبلاد".
وفي ختام اللقاء، ثمنت وليامز، دور الحكومة لدعمها
للعملية الانتخابية، مشددة على ضرورة أن يعمل الجميع على إنجاح العملية
الانتخابية، مؤكدة أهمية التواصل المشترك بين البعثة والحكومة، وبما يحقق
الأهداف المنشودة.
واستمرت المستشارة ويليامز في عقد اللقاءات السياسية، حيث التقت بوزيرة الخارجية، نجلاء المنقوش، وعبرت عن "استعدادها الكامل لمساندة الليبيين في سعيهم للوحدة وإنهاء المرحلة
الانتقالية من خلال إجراء انتخابات وطنية حرة ونزيهة وذات مصداقية".
بينما ثمّنت المنقوش جهود ويليامز "في إنجاح
العملية السياسية في ليبيا مؤكدة دعم حكومة الوحدة الوطنية للعملية الانتخابية
وعلى إنجاحها رغم الصعوبات".
وأكدت وزيرة الخارجية أن "الليبيين
ينشدون الاستقرار وأن تكون ليبيا دولة ذات سيادة.
من جهتها، شددت ويليامز على ضرورة "عدم
الإنجرار وراء الشائعات التي تؤجج الرأي العام على مواقع التواصل الاجتماعي،
مشيرة إلى ضرورة أن يعمل الجميع على إنجاح العملية الانتخابية".
المستشارة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة بشأن
ليبيا، التقت أيضا، في العاصمة طرابلس، برئيس البرلمان المكلف فوزي النويري.
وقالت ويليامز في تغريدة على "تويتر": "ضمن
لقاءاتي مع الفرقاء الليبيين، التقيت اليوم بالنائب الأول لرئيس مجلس النواب، فوزي
النويري، في طرابلس، وناقشت معه سبل المضي قدماً في العملية الانتخابية. وشددت على
أهمية احترام رغبة الشعب الليبي في انتخاب ممثليه من خلال انتخابات حرة ونزيهة
وذات مصداقية".
وفي السياق ذاته، صرح المتحدث الرسمي باسم مجلس
النواب "عبدالله بليحق"، عقب اللقاء، بأنه تم بحث تطورات الأوضاع في
ليبيا على كافة الأصعدة في مقدمتها السياسية والأمنية.
وأضاف:
"تم خلال اللقاء التأكيد على ضرورة العمل على تهيئة الظروف الملائمة لإجراء
الانتخابات وذلك بالعمل على جميع المسارات السياسي والدستوري والأمني بشكل متواز لدعم
إجراء انتخابات حرة ونزيهة".
وتابع: "اللقاء قد تناول ما يمكن أن تُقدمه
بعثة الأمم المتحدة إلى ليبيا ودورها في تهيئة المناخ لإقامة انتخابات نزيهة ودعم
تحقيق الأمن والاستقرار في البلاد".
واختتمت ويليامز يومها الأول بلقائها رئيس مجلس
القضاء الأعلى القاضي محمد الحافي في مقر المحكمة العليا بالعاصمة طرابلس.
وأوضحت عقب اللقاء أن الطرفين قد اتفقا على "الأهمية
الحاسمة للحفاظ على وحدة القضاء واستقلاليته، بعيدا عن كل النفوذ السياسي
والخلافات"، وقالت: "لن تتهاون الأمم المتحدة مع الترهيب والاعتداء على
القضاة والأجهزة القضائية".
وفي يومها الثاني، أجرت المستشارة الأممية، لقاء
مع رئيس الأركان الفريق أول محمد الحداد التابع لحكومة الوحدة الوطنية.
وأشادت ويليامز باللقاء الذي عقده الفريق الحداد
مع الفريق أول عبد الرزاق الناظوري في سرت في 11 كانون الأول/ ديسمبر الماضي،
معبرة عن رغبتها في أن "يشكل منطلقا للمضي قدما في توحيد المؤسسة العسكرية".
— Stephanie Turco Williams (@SASGonLibya) December 14, 2021
وبعد يوم من لقائها برئيس المجلس الرئاسي، التقت الثلاثاء
بنائب رئيس المجلس الرئاسي، موسى الكوني، حيث أطلعته على مهامها، ودورها في "قيادة جهود الأمم المتحدة في تعزيز تنفيذ مسارات الحوار الثلاثة لعملية برلين".
من جانبه، شدد النائب الثاني لرئيس المجلس الرئاسي، على ضرورة وأهمية إجراء الانتخابات في موعدها
المقرر.
وأضاف: "ذلك انتظار شعب، وحاجة تاريخية
لليبيا لأن تختار رئيسا واحدا يقودها محاور بذاته مع العالم كافة".
وتابع: "قد يبدو ذلك رهانا عسيرا، لكنه
الأجدر بالالتزام وهو ما سيصنع الفرق".
وعقب لقائها بالكوني، التقت ويليامز بالنائب الأول لرئيس
المجلس الرئاسي، عبد الله اللافي، حيث أوضحت له هدف مهمتها في ليبيا المتمثلة في قيادة المسارات الليبية الثلاثة السياسية
والاقتصادية والعسكرية، ودعم العملية الانتخابية.
وزارت مستشارة غوتيريش رئيس المجلس الأعلى
للدولة خالد المشري، مساء الثلاثاء، حيث تبادل الطرفان الآراء حول الطريق إلى الأمام
في ما يخص العملية الانتخابية، مشددة على "ضرورة احترام مطلب الشعب الليبي
القاطع بإجراء انتخابات نزيهة وحرة وذات مصداقية".
وبعيدا عن الأطراف السياسية، التقت ويليامز برئيس مجلس إدارة المؤسسة الوطنية
للنفط مصطفى صنع الله، لمناقشة التطورات في قطاع النفط، وأثنت على إصرار المؤسسة
الوطنية للنفط على الحفاظ على استقلالية ووحدة هذه المؤسسة الحيوية.
وقالت: "نفط ليبيا لكل الليبيين، ومن
الضروري أن تظل المؤسسة الوطنية للنفط مستقلة عن أي تأثير سياسي أو تدخل".
من جهته، أطلع صنع الله المستشارة ويليامز على الأوضاع والتحديات التي يواجهها قطاع النفط الليبي، والتي من أبرزها تراكم الديون وشحّ الموارد المالية التي تحتاجها المؤسسة الوطنية للنفط لتسيير أعمال القطاع، بحسب منشور للمؤسسة على "فيسبوك".
وعلى المستوى الوزاري، فقد التقت المستشارة الأممية بوزير
الداخلية في حكومة الوحدة الوطنية خالد مازن، ليتباحثا في ملفات التخطيط والاستعدادات
لتأمين الانتخابات الليبية.
وقالت ويليامز في تغريدة على "تويتر"، إنهما ناقشا "الوضع
الأمني العام في ليبيا والسبل التي يمكن للأمم المتحدة أن تدعم بها الأجهزة
الأمنية الليبية".
وفي ختام يومها الثاني، التقت ويليامز بوزيرة العدل، حليمة إبراهيم عبد الرحمن، حيث
أثنت على جهودها في مجال المصالحة الوطنية وحقوق الإنسان وإصلاح السجون، مشددتين كلاهما على "أهمية حماية نزاهة واستقلال القضاء".
من جهتها، أشارت الوزيرة إلى إحالتها لقانون تجريم خطاب
الكراهية الي رئاسة مجلس الوزراء، قصد إقراره.
ونوهت
وزيرة العدل إلى الإصلاح داخل مؤسسات الإصلاح والتأهيل وإطلاق سراح عدد من
المحبوسين خارج القانون، مؤكدة أهمية إبعاد القضاء الوطني عن أي تجاذبات
سياسية.
ويأتي تعيين الأمريكية ستيفاني ويليامز، بمنصب
مستشارة خاصة للأمم المتحدة عقب تعثر الأطراف الليبية في تنفيذ بنود اتفاق جنيف
الرامية لإنتاج سلطة جديدة تشريعية وتنفيذية، مع قاعدة دستورية تخرج بالبلاد من
حالة التيه القانوني والدستوري وفوضى السلاح والاقتتال.
ويعرف الليبيون، المستشارة ويليامز، بشكل جيد، حيث اعتادت على مخاطبتهم باللغة العربية، كما سبق لها أن تولت منصب المبعوث الاممي بالنيابة وقادت عمليات المباحاثات لخارطة طريق جديدة، عقب الحرب التي قادها
اللواء المتقاعد خليفة حفتر على طرابلس.
وتوجت وليامز فترة مهامها على رأس بعثة الأمم
المتحدة بليبيا، بإعلان موعد الانتخابات الرئاسية خلال ملتقى الحوار السياسي بتونس
واستكملت الخطوة الثانية بعملية انتخاب المجلس الرئاسي الحالي ورئيس الحكومة في
جينيف السويسرية مطلع هذا العام.
ورحّبت سفارات فرنسا وألمانيا وإيطاليا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية، بمباشرة مستشارة الأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا، ستيفاني ويليامز أعمالها من ليبيا.
وأكّدت السفارات الخمس الكبرى، دعمها الكامل لجهود وليامز في مساعدة الليبيين على إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية سلمية، تمهّد الطريق لمستقبل موحد للبلاد.
وكانت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا أعلنت عن وصول وليامز، إلى طرابلس، لتتولى التنسيق مع البعثة الأممية لقيادة الوساطة والعمل مع الجهات الفاعلة الليبية والإقليمية والدولية لمتابعة تنفيذ المسارات الثلاثة للحوار الليبي-الليبي ودعم إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية.
وقفة احتجاجية بطرابلس الليبية رفضا لتأجيل الانتخابات (شاهد)
ما الدور الذي يلعبه "المنفي وستيفاني" لدعم إجراء الانتخابات؟
تأجيل إعلان القائمة النهائية لمرشحي الرئاسية الليبية