قاطع غالبية السكان الكاناك الأصليين استفتاء
الاستقلال هذا الأسبوع في كاناكي، أو ما تسميها
فرنسا "
كاليدونيا الجديدة"، بخلاف غالبية
المستوطنين البيض الذين شاركوا فيه. وكانت النتيجة، كما هو متوقع، هزيمة كبرى لإحراز الاستقلال.
يبدو أن
المستعمرات الاستيطانية الأوروبية حول العالم تظل تحت سيطرة المستوطنين البيض، ليس فقط في المستعمرات الاستيطانية البيضاء الأكبر في الأمريكتين وأوقيانوسيا، ولكن أيضاً في المستعمرات الأصغر، سواء في جنوب المحيط الهادئ، أو في جنوب إفريقيا، وفلسطين، وهاواي.
تقع كاناكي أو "كاليدونيا الجديدة"، وهي مجموعة صغيرة من الجزر الميلانيزية التي زارها الكابتن كوك عام 1774، شمال نيوزيلندا وشرق أستراليا. ومع ذلك، لم يكن البريطانيون هم من استولوا عليها، بل الفرنسيون هم الذين زاروا الجزر لأول مرة في عام 1794، وتبعهم المبشرون الكاثوليك الفرنسيون في منتصف أربعينيات القرن التاسع عشر. وقد أعلنت فرنسا أن "كاليدونيا الجديدة" غدت مستعمرة فرنسية في عام 1853. تعرض سكان كاناكي الأصليون، الذين رحبوا بكوك ثم بالفرنسيين لاحقاً، للغزو والقتل على أيدي الفرنسيين الذين وصفوهم بـ"المتوحشين". كما سرق الفرنسيون أراضي الكاناك وأدخلوا الماشية إلى الجزر التي دمرت أراضي الكاناك الزراعية، كما استعبدوا العديد من الكاناك للعمل عندهم دون أجر، وقاموا ببناء مناجم لاستخراج المعادن (لا سيما النيكل) من الجزر وسرقتها.
يبدو أن المستعمرات الاستيطانية الأوروبية حول العالم تظل تحت سيطرة المستوطنين البيض، ليس فقط في المستعمرات الاستيطانية البيضاء الأكبر في الأمريكتين وأوقيانوسيا، ولكن أيضاً في المستعمرات الأصغر، سواء في جنوب المحيط الهادئ، أو في جنوب إفريقيا، وفلسطين، وهاواي
استهدفت عدة هجمات قامت بها المقاومة الكاناكية المغتصبين الفرنسيين بين عامي 1853 و1878. وبناء عليها تم نفي بعض زعماء الكاناك إلى جزيرة تاهيتي، وكان الفرنسيون قد شبّهوهم في ستينيات القرن التاسع عشر بزعيم المقاومة الجزائرية الأمير عبد القادر، بينما تم تجنيد آخرين للعمل مع الفرنسيين من قبائل معينة ضد القبائل الأخرى. وفي عام 1867، تم
قطع رؤوس عشرات الكاناك بواسطة المقصلة الفرنسية عقاباً لهم على مهاجمة رجال الدرك الفرنسيين.
في عام 1876، وضع الفرنسيون الكاناك في محميات وصادروا مساحات شاسعة من أراضيهم. وقد تسببت الأمراض التي جلبها المستوطنون في إبادة السكان الكاناك، الذين بلغ عددهم حوالي 42000 شخص في عام 1887، وهذا العدد مثّل بالفعل انخفاضا سكانيا كبيرا منذ وصول الفرنسيين، على الرغم من عدم توفر تقديرات للسكان في أربعينيات القرن التاسع عشر. ففي عام 1901، بلغ عدد الكاناك 28000 نسمة، حيث كان قد انخفض بمقدار الثلث. توقعت السلطات الفرنسية فناء شعب الكاناك برمته في غضون عشر سنوات. ولم تبدأ أعدادهم في الازدياد مرة أخرى حتى الثلاثينيات من القرن العشرين، ولم تصل إلى مستويات 1887 حتى عام 1963.
بعد قيام النظام الفرنسي بذبح عشرات الآلاف من الفرنسيين الذين دافعوا عن كومونة باريس في عام 1871، نفى النظام 4500 فرنسيا من الناجين من مذبحة الكومونة إلى كاليدونيا الجديدة، التي أُعلنت مستعمرة جنائية للمساجين في عام 1863. وإضافة إلى ما مجموعه عشرين ألف مجرم تم نقلهم إلى كاليدونيا الجديدة بين عامي 1871 و1896، تم
نفي ألفي جزائري إلى هناك أيضاً لمشاركتهم في انتفاضة محمد المقراني عام 1871، والتي قمعها الفرنسيون بشراسة إبادية. وفي عام 1896، تم اتخاذ القرار بجعل كاليدونيا الجديدة مستعمرة استيطانية، وبموجبه تم فتح الجزر للاستيطان الفرنسي للمدنيين.
في عام 1878، شن الكاناك انتفاضة كبيرة ضد المستوطنين الفرنسيين والاستعمار الفرنسي بشكل عام. وقد قتلوا أثناءها 200 مستوطن، بينما قتل الفرنسيون 1200 من الكاناك، وقاموا بترحيل ألف آخرين إلى جزيرة باينز وجزيرة بيليب، وكذلك إلى تاهيتي. تم قطع رؤوس زعيم الكاناك أطاي وآخرين، وأرسل الفرنسيون رؤوسهم إلى الجمعية الأنثروبولوجية الفرنسية في إناء من الكحول، ومن ثم تم
عرض رأس أطاي في متحف التاريخ الطبيعي الفرنسي للفرجة. وعلى أثر ذلك، تم وضع جميع الكاناك في محميات وتوزيع أراضيهم على الكومونيين. وقد وصف الفرنسيون الانتفاضة والمقاومة ضد الاستعمار بأنها حرب "الوحشية على الحضارة".
تم قطع رؤوس زعيم الكاناك أطاي وآخرين، وأرسل الفرنسيون رؤوسهم إلى الجمعية الأنثروبولوجية الفرنسية في إناء من الكحول، ومن ثم تم عرض رأس أطاي في متحف التاريخ الطبيعي الفرنسي للفرجة
وفي عام 1894، صادر الفرنسيون المزيد من أراضي الكاناك تحت مبررات غالباً ما يستخدمها الإسرائيليون لمصادرة الأراضي الفلسطينية، وهي أن "السكان الأصليين ليسوا ملاك الأرض، وعندما تصادر الحكومة الفرنسية الأرض، فإنها تقوم باستعادة أراضيها، لا أكثر". وقد تم إجبار الكاناك على العمل عند المستعمرين البيض. وفي بداية الحرب العالمية الأولى، أدخل الفرنسيون الكاناك قسراً في جيشهم، وهددوا قادتهم بإحراق قراهم إذا لم يقدموا "متطوعين". ومن بين 1134 ميلانيزياً قاتلوا في الحرب من أجل فرنسا، مات 374 (ضعف عدد المستوطنين البيض)، أكثر من نصفهم بسبب الأمراض. وبحلول عام 1917، بدأ المستوطنون في سرقة آخر أراضي الكاناك المتبقية في المرتفعات، التي انسحب إليها الكاناك، لرعي ماشيتهم. أحرق الدرك منازل المقاومين الكاناك، مما أدى إلى اندلاع ثورة جديدة قتل خلالها الكاناك 11 أوروبياً، ورد الفرنسيون بقتل مائتين من الكاناك وتم سحق الانتفاضة.
في فترة ما بعد الحرب العالمية الأولى، عاد وضع كاليدونيا الجديدة إلى نظام الفصل العنصري الذي أقامه الفرنسيون في أواخر القرن التاسع عشر. وقد ظل العمل الإجباري والقوانين العنصرية لضبط حركة الكاناك سارية المفعول. وابتداءً من عام 1928، مُنع السكان الأصليون من مغادرة مناطقهم القبلية إلا بإذن، وفي عام 1934، تم دفع مكافأة قدرها عشرة فرنكات لمن يبلغ عن كاناكي وُجد في "وضع غير نظامي"، وهو نظام لا يختلف عن القوانين الإسرائيلية التي حكمت حياة الفلسطينيين داخل الخط الأخضر منذ 1948 وحتى 1966.
كان لمكتب شؤون السكان الأصليين سلطة تأديب المواطنين الذين يقاومون أنظمة العمل الإجباري، وتم حرمان قبائل بأكملها من التزود بالمؤن الأساسية إذا فشل أعضاؤها في الامتثال لطلب العمال. تضمنت العديد من القوانين التي تقيد حركة السكان الأصليين وتقيد سلوكهم عقوبات تشمل السجن والغرامات، وشمل ذلك انتهاك حظر التجول بعد الساعة التاسعة مساءً (الساري فقط على السكان الأصليين) أو رفض دفع ضريبة الدخل التي أعفي المستعمرون البيض منها.
أصبحت اللغة الفرنسية، التي كانت لغة التدريس في المدارس التبشيرية، إلزامية في عام 1923 في المدارس الحكومية. وبنهاية الحرب العالمية الأولى، كانت غالبية شعب الكاناك أصلاً تتحدث بلغة مضطهديهم الاستعمارية. أما في مجال العمل، فقد ظل الكاناك كعمال محصورين في مهنة الزراعة، حيث استورد الفرنسيون العمال من فيتنام وإندونيسيا وجزر المحيط الهادي، الذين منحوا مكانة عرقية أعلى من الكاناك، للعمل في المناجم. في عام 1941، كان 85 في المائة من عمال المناجم جاويين أو فيتناميين.
وكما هو الحال في المستعمرات الفرنسية في أفريقيا التي تم تجنيد سكانها للقتال في حروب فرنسا، فقد تمت دعوة الكاناك خلال الحرب العالمية الثانية مرة أخرى لخدمة فرنسا. وقد خدم المستوطنون البيض مع الكاناك والتاهيتيين في "كتيبة المحيط الهادئ المختلطة" في أوروبا وشمال أفريقيا، وفي معركة تحرير فرنسا نفسها عام 1944.
بعد الحرب، أدخل الدستور الفرنسي لعام 1946 بعض المرونة على الحكم الاستعماري، لكنه رفض منح حق الاقتراع لشعب الكاناك حتى عام 1957. أصابت هذه الإجراءات المستعمرين البيض بالرعب، ودعوا لمزيد من الاستيطان الأبيض لزيادة أعدادهم، وبدأوا في نشر عنصرية شديدة في حملة ضد هجرة العمالة الآسيوية. استجاب الفرنسيون لدعوتهم، حيث يستمر تدفق المستوطنين الفرنسيين على كاليدونيا الجديدة حتى اليوم، لا سيما لأنهم، بوصفهم موظفين في القطاع الحكومي المدني، يجنون رواتب ضعف ما يجنونه في فرنسا.
وبحلول أواخر سبعينيات القرن الماضي، تبنت أحزاب الكاناك السياسية دعوات الاستقلال، التي كانت شائعة بالفعل منذ أواخر الستينيات، وتوحدت الأحزاب في عام 1984 في ائتلاف "جبهة الكاناك الوطنية الاشتراكية للتحرير". لم يقم النظام الفرنسي بمعارضة دعوت الأحزاب للاستقلال فحسب، بل عارضها أيضاً المستوطنون الفرنسيون القدامى المعروفون باسم "كالدوش"، والمستعمرون الفرنسيون الأحدث الذين يُطلق عليهم اسم "ميترو" والمُمَثّلون في "التجمع من أجل كاليدونيا الجديدة داخل الجمهورية".
وشأنهم في ذلك شأن الفلسطينيين الذين ثاروا على إسرائيل ومستوطنيها اليهود في الضفة الغربية وقطاع غزة في كانون الأول/ ديسمبر 1987 وعلى مدى السنوات الست التالية، ثار الكاناكيون في انتفاضة جديدة للحصول على استقلال كاناكي استمرت من عام 1984 وحتى عام 1988، وقد أطلقت عليها فرنسا تعبيراً ملطّفاً وهو "الأحداث"، حيث بلغت ذروتها في مقتل أربعة من رجال الدرك في عام 1988 وجاء "الرد" الفرنسي بقتل 19 فرداً من الكاناك. وعلى أثر عمليات القتل والعنف، وقعت الأحزاب المؤيدة والمناهضة للاستقلال على "اتفاقيات ماتينيون" في عام 1988 التي أيدت استراتيجية التغيير السياسي "السلمي".
قام المعارض الكاناكي دجوبلي ويا، الذي ينتمي إلى الجبهة الموحدة لتحرير الكاناك، بقتل زعيم جبهة الكاناك جان ماري تجيباو ونائبه في عام 1989، لتوقيعهما على الاتفاقات التي اعتبرها خيانية. على النقيض من ذلك في حالة فلسطين، فإن قادة السلطة الفلسطينية هم الذين يواصلون مهاجمة وقتل الفلسطينيين الذين يعارضون استسلامهم في "اتفاقيات أوسلو"، والتي هي أسوأ بكثير بالنسبة إلى السكان الأصليين الفلسطينيين من اتفاقات ماتينيون بالنسبة إلى شعب الكاناك.
بدأ الفرنسيون بعد توقيع الاتفاقية في إضفاء اللا مركزية على السلطة من أجل نقل بعض السلطة الاستعمارية إلى سلطة الكاناك المحلية، وهي عملية أطلقوا عليها اسم "إعادة التوازن". وفي عام 1998، تم التوقيع على "اتفاق نوميا" لزيادة وتيرة الحكم الذاتي و"دمج" الكاناك أكثر في وطنهم المستعمَر، لفترة انتقالية مدتها عقدين، وفي نهايتها، اتفق أن يتم إجراء ثلاثة استفتاءات لتحديد ما إذا كانت كاليدونيا الجديدة ستنال الاستقلال أو تظل مستعمرة فرنسية (وهو أمر لن يسمح به الإسرائيليون أبداً في إسرائيل والأراضي المحتلة). لكن على الرغم من الدعم المالي الهائل الذي قدمته الحكومة الفرنسية، إلا أن فقر الكاناك في المقاطعتين (في الشمال وجزر لويالتي)، حيث يشكلون الأغلبية، لا يزال أعلى بأربع مرات (في الشمال) وست (في الجزر) مما هو عليه في المقاطعة الجنوبية حيث يسود المستوطنون البيض.
كانت نسب سكان كاليدونيا الجديدة في بداية القرن الحادي والعشرين هي 44 في المائة من الكاناك، و34 في المائة من المستعمرين الأوروبيين، و12 في المائة من المهاجرين البولينيزيين. وفي عام 2009، تم استنباط فئات جديدة على التعداد السكاني مما نتج عنه نسب سكانية جديدة: 40 في المائة من الكاناك، و29 في المائة من الأوروبيين، و8 في المائة من "العرق المختلط"، و5 في المائة من "الكاليدونيين"، إضافة إلى جالية آسيوية أصغر (معظم أفرادها من نسل العمال الإندونيسيين والفيتناميين الذين جلبهم الفرنسيون قبل قرن). أما العاصمة نوميا، التي يطلق عليها اسم مدينة "اليخوت والعشوائيات"، حيث يعيش ثلاثة أرباع سكان كاليدونيا الجديدة البالغ عددهم 285 ألف نسمة، فهي مدينة استعمارية نمطية، تشتمل على أحياء بيضاء مزدهرة وعشوائيات فقيرة من الأكواخ التي يسكنها الكاناك.
أدى استفتاء عام 2018، الذي تعرض لانتقادات شديدة بسبب انحيازه البنيوي ضد الاستقلال، إلى تصويت 56 في المائة بـ"لا" على الاستقلال و44 في المائة بـ"نعم"، مع مشاركة 81 في المائة من الناخبين. لقد عكَسَ التصويت إلى حد كبير أصول الناخبين، الكاناك أو المستوطنين الفرنسيين. وفي الاستفتاء الثاني عام 2020، اختار 47 في المائة الاستقلال، حيث ارتفعت نسبتهم 3 في المائة، بينما صوت ضده 53 في المائة، بانخفاض قدره 3 في المائة، مع مشاركة 79 في المائة من الناخبين. طالبت أحزاب الكاناك بتأجيل الاستفتاء لهذا العام بسبب الزيادة الكبيرة في الإصابات بموجة كوفيد الأخيرة، لكن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون رفض التأجيل، مما أدى إلى مقاطعة الاستفتاء من قبل غالبية الكاناك. وقد كانت نتائج التصويت هذا الأسبوع، والتي شارك فيها 42 في المائة فقط من الناخبين، 96 في المائة ضد الاستقلال. احتفل ماكرون بالنتيجة غير الديمقراطية، معلناً أن "فرنسا أجمل لأن كاليدونيا الجديدة اختارت البقاء فيها".
كما هو الحال مع الفلسطينيين المستعمَرين، الذين يتمتع غالبيتهم بحقوق أقل بكثير من تلك التي حصل عليها الكاناك في نصف القرن الماضي، والذين لا يزالون خاضعين للسلطة العنصرية لمستعمريهم اليهود، يظل الكاناك المستعمَرين خاضعين لسلطة للمستوطنين الفرنسيين البيض العنصرية وسلطة وطنهم الأم
أعلن ماكرون أن فرنسا "فخورة" بهذه العملية، التي أبقت فعلياً المستعمرة الاستيطانية الفرنسية تحت سيطرة فرنسا، وأبقت على هيمنة المستوطنين البيض اقتصادياً وسياسياً على السكان الكاناك الأصليين.
وكما أن فلسطين هي المستعمرة الاستيطانية الأوروبية الوحيدة التي بقيت على حالها في العالم العربي بعد نهاية الاستعمار الاستيطاني الإيطالي في ليبيا في الأربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي، ونهاية الاستعمار الاستيطاني الفرنسي في المغرب وتونس في الخمسينيات من القرن الماضي، وتحرير الجزائر في عام 1962 (غادر عدد كبير من المستوطنين الفرنسيين الجزائر بعد تحريرها إلى مستعمرة كاليدونيا الجديدة)، ظلت كاناكي البلد الرئيس الوحيد الخاضع للاستعمار الاستيطاني الفرنسي بعد استقلال معظم جيرانها من جزر المحيط الهادي.
وكما هو الحال مع الفلسطينيين المستعمَرين، الذين يتمتع غالبيتهم بحقوق أقل بكثير من تلك التي حصل عليها الكاناك في نصف القرن الماضي، والذين لا يزالون خاضعين للسلطة العنصرية لمستعمريهم اليهود، يظل الكاناك المستعمَرين خاضعين لسلطة للمستوطنين الفرنسيين البيض العنصرية وسلطة وطنهم الأم. لا عجب إذن أن ماكرون متحمس وفخور بما أنجزه، شأنه في ذلك شأن قادة إسرائيل.