قالت صحيفة "
واشنطن بوست" إن سلاح
الطائرات المسيرة بات سلاحا فتاكا في يد
المليشيات المؤيدة لإيران في
العراق
وسوريا.
وأشارت في تقرير ترجمته "عربي21" إلى
أن هذا السلاح القاتل أصبح مفضلا لدى الحركات المسلحة في الشرق الأوسط
والورقة القوية بأيديهم.
ولفتت إلى المحققين درسوا أجزاء من هذه
المعدات، والتي استخدمت واحدة منها في الهجوم على منزل رئيس الوزراء العراقي مصطفى
الكاظمي في 7 تشرين الثاني/نوفمبر الذي نسب سريعا إلى المليشيات المسلحة التي
تدعمها إيران.
وقال خبراء إن القنبلة نفسها ترتبط بتصميم ربط
سابقا بإيران. وتوصل تحقيق ثالث إلى أن طهران لم تصرح بالهجوم، حسب ما توصل إليه المسؤولون العراقيون وبل وعارضته بقوة.
وأضافت الصحيفة: "لكن من قام بالهجوم على
الكاظمي، وفق الخبراء هي جماعة مسلحة خاصة تملك
المسيرات ولديها الجرأة للقيام بهجمات
تترك على أكبر احتمال آثارا كارثية. وفي بعض الأحيان تقوم بالضربات بدون انتظار
موافقة الجهات الراعية لها".
وأشارت الصحيفة إلى أن هجوم الشهر الماضي أكد
ما وصفه مسؤولو الاستخبارات والمحللون بالتهديد المتزايد لاستقرار الشرق الأوسط
وأبعد منه لانتشار الطائرات المسيرة، وبالتحديد تلك الجماعات المسلحة المرتبطة
بإيران.
وقالت إن المليشيات الشيعية حصلت خلال العامين
الماضيين وتحديدا في بداية الصيف على أسطول من المركبات الجوية المسيرة وبقدرة على
هجمات صغيرة ولكنها دقيقة ضد أهداف عسكرية ومدنية.
ويقدر مسؤولو الاستخبارات الغربيون أن المسلحين
في العراق وسوريا حصلوا على "عشرات" المسيرات الجديدة أو
"الدرون"، وتتراوح كفاءتها من النماذج المتقدمة المصنعة إيرانيا وتستطيع
التحليق لمسافات بعيدة إلى الطائرات الرخيصة التي تعمل بالريموت كونترول وتم
تعديلها لكي تحمل قنابل صغيرة ولكنها قوية.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين حاليين وسابقين في
الاستخبارات قولهم إن إيران بدأت بتزويد المليشيات العراقية بنوعين من الطائرات
المسيرة، مباشرة بعد استهداف إدارة دونالد ترامب القيادي العسكري الإيراني الجنرال
قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الذي قتل بعد ضربه بمسيرة عند خروجه
من مطار بغداد مع أحد قادة الحشد الشعبي، أبو مهدي المهندس في كانون الثاني/يناير
2020.
وجاء تسليح المليشيات الشيعية العراقية
بالمسيرات الفتاكة، بعد قرار طهران تزويد الحوثيين في اليمن وحزب الله في لبنان
بها. وقدم فيلق القدس أنظمة تعمل على الكمبيوتر للطائرات وتدريبات على كيفية
استخدامها وتعديل المسيرات التجارية للاستخدام العسكري، وذلك حسب مسؤولين
استخباراتيين غربيين.
وقالت: ويبدو أن طهران بعد تزويدها جماعاتها
المسلحة في الخارج بالمسيرات والتكنولوجيا، فقدت السيطرة على كيفية استخدام
المسيرات، كما يقول بعض المسؤولين والمحللين.
ويقول المسؤولون الحاليون والسابقون الأمريكيون
والعراقيون إن سيطرة إيران على المليشيات تدهورت بعد مقتل سليماني الذي كان يحظى
باحترام وسيطرة عليها في الخارج.
وتزامن لجوء هذه الجماعات لاستخدام المسيرات مع
هبوط في شعبيتها داخل العراق، بالإضافة لتراجع في حظوظها، وهو ما أدى إلى نزاع
مفتوح مع الحكومة العراقية وسخط هادئ على القيود التي فرضها رعاتهم الإيرانيون
عليها.
وقال مايكل نايتس محرر "ميليتيا سبوتلايت"
وهي مدونة ترصد تحركات المليشيات في العراق وسوريا، "عندما تخرج الأمور عن
السيطرة فمن الصعب السيطرة على ما يستخدمونه". ولا تزال الولايات المتحدة
تحتفظ بحوالي 3 آلاف جندي ودبلوماسي في العراق، وكانوا عرضة للهجمات بالمسيرات في
الفترة السابقة، وهو ما يثير مخاوف أزمة عسكرية مع إيران، وبعيدا عن وجود أدلة
تربط الهجمات مباشرة بطهران أم لا.
وكان الهجوم على الكاظمي لو نجح سيترك آثارا
خطيرة، وكان سيؤدي للفوضى ومواجهات بين الجماعات الإثنية والدينية في البلد.
وشنت الفصائل المسلحة منذ كانون الثاني/يناير
على الأقل ست هجمات بالمسيرات ضد أمريكا وتحالفها في العراق. وفي نيسان/إبريل ضربت
مسيرة مقرات التحالف في مدينة إربيل، شمال العراق. وفي 5 تموز/يوليو أسقطت طائرة
قرب السفارة الأمريكية في بغداد، مشابهة للطائرات التي استخدمت في هجوم الشهر
الماضي.
واكتشفت بعد أسابيع مسيرة مشابهة على سطح مبنى
في الجانب الآخر من نهر دجلة من السفارة الأمريكية. وفي كل الحالات كانت القنبلة
المربوطة بها مثل التي استخدمت في الهجوم على منزل الكاظمي.