سياسة دولية

بايدن وبوتين يتواجهان عبر الإنترنت وأوكرانيا الملف الرئيس

هذه هي المحادثة الخامسة بين الرئيسين منذ أن تولى بايدن منصبه- الرئاسة الروسية

 عقد الرئيسان الأمريكي جو بايدن والروسي فلاديمير بوتين، الثلاثاء، قمة افتراضية بالغة الحساسية تعتزم واشنطن من خلالها تفادي تصعيد عسكري في أوكرانيا فيما تنوي موسكو تحديد "خطوط حمر" استراتيجية.


وحذر الرئيس الأمريكي جو بايدن نظيره الروسي فلاديمير بوتين بأن روسيا ستتعرض لـ"عقوبات شديدة اقتصادية وغيرها" في حال حصول تصعيد عسكري في أوكرانيا، خلال القمة عبر الفيديو الذي جرت بينهما الثلاثاء، بحسب بيان صادر عن البيت الأبيض.

وذكر البيت الأبيض أن بايدن "أعرب عن مخاوف" الولايات المتحدة وحلفائها حيال حشد تعزيزات روسية على الحدود مع أوكرانيا، مشيرا إلى أن الرئيسين بحثا أيضا الأمن السيبراني و"عملهما المشترك حول مواضيع إقليمية مثل إيران".

 

 

 


من جهته، عرض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الثلاثاء خلال اتصال مرئي مع الرئيس الأميركي جو بايدن، إلغاء القيود المفروضة على عمل البعثات الدبلوماسية بشكل متبادل بين البلدين.

وقال الكرملين في بيان: "عرض الجانب الروسي إلغاء جميع القيود المفروضة على عمل البعثات الدبلوماسية، الأمر الذي يمكن أن يساعد أيضا في تطبيع جوانب أخرى من العلاقات الثنائية".

كما أضاف البيان أن الرئيس الروسي ونظيره الأمريكي أكدا حالة التعاون غير المرضية بين البلدين: "تمت مناقشة القضايا الثنائية. وتم استنتاج أن التعاون لا يزال في حالة غير مرضية. ويتجلى ذلك بشكل خاص في الصعوبات التي تواجهها البعثات الدبلوماسية المقيدة" لكلا البلدين".

وأضاف البيان: "شدد فلاديمير بوتين على أن كل هذا هو نتيجة لخط السلطات الأمريكية، التي بدأت قبل خمس سنوات في ممارسة قيود واسعة النطاق وحظر وطرد جماعي للدبلوماسيين الروس، والتي يتعين علينا الرد عليها بطريقة تشبه المرآة".

وتابع البيان أن بوتين قد أعرب لنظيره بايدن، عن قلقه الشديد إزاء تصرفات كييف الاستفزازية: "أوضح رئيس روسيا، باستخدام أمثلة محددة، الخط التدميري لكييف، الذي يهدف إلى التفكيك الكامل لاتفاقيات مينسك والاتفاقات التي تم التوصل إليها في صيغة نورماندي، وأعرب عن قلقه الشديد بشأن الإجراءات الاستفزازية التي تتخذها كييف ضد دونباس".

 

 

 

 


وانتهت القمة بعيد الساعة 17,00 ت غ، الثلاثاء، واستمرت حوالي ساعتين بحسب وكالات ريا نوفوستي وتاس وانترفاكس.

وبدأت المحادثات بين بايدن وبوتين في الساعة 15,07 ت غ بحسب البيت الأبيض بتبادل مجاملات نقلها التلفزيون الروسي.

وأعرب بايدن عن "سروره" للقاء بوتين، مبديا أمله في أن يجري لقاؤهما المقبل وجها لوجه.

وقال بوتين مبتسما "تحياتي السيد الرئيس"، وظهر في مقطع فيديو قصير بثه الكرملين جالسا خلف طاولة طويلة أمام شاشة يظهر عليها نظيره الأمريكي.

والرئيس الروسي موجود حاليا في مقره في سوتشي على البحر الأسود، فيما شارك بايدن في اللقاء من "غرفة العمليات" في البيت الأبيض.

 

واختيار "غرفة العمليات" المحاطة بتدابير أمنية مشددة والمغلقة على الصحفيين، وهي القاعة التي تشرف منها الإدارة الأمريكية على العمليات العسكرية الحساسة، يشير إلى درجة التوتر الشديد المحيط بالقمة في واشنطن.

وكان بايدن أبدى في حزيران/ يونيو رغبته في إقامة علاقة "مستقرة" و"يمكن توقع" مآلها مع روسيا، خلال قمة حضورية بين الرئيسين في جنيف، ويبدو أن هذا الهدف لا يزال قائما في الوقت الحاضر.

كما تتهم واشنطن وكييف، موسكو بحشد قوات ومدرعات على حدودها مع أوكرانيا تمهيدا لشن هجوم على هذا البلد، في سيناريو يذكر بالعام 2014 حين ضمت روسيا شبه جزيرة القرم واندلع نزاع مسلح بين القوات الأوكرانية وانفصاليين مدعومين من موسكو في شرق أوكرانيا أوقع أكثر من 13 ألف قتيل حتى الآن.

 

بالمقابل، ينفي الكرملين أي نية في غزو أوكرانيا، وتأخذ موسكو على واشنطن تجاهل المخاوف الروسية حيال النشاط المتزايد لدول الحلف الأطلسي في البحر الأسود ورغبة أوكرانيا في الانضمام إلى الحلف ومساعي كييف لتسليح نفسها مستعينة بالغرب.

وأكد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف الاثنين أن "روسيا لم تعتزم مهاجمة أحد لكن لدينا خطوطًا حمراء".

عقوبات إضافية

وينقسم الخبراء، إذ يعتقد كثر أن بوتين يناور بنشر قوات على الحدود الأوكرانية، لكن قلة منهم يستبعدون بالمطلق احتمال وقوع هجوم.

في حال هاجمت روسيا أوكرانيا، حذر مسؤول رفيع المستوى في البيت الأبيض الاثنين بأن الولايات المتحدة مستعدة "للاستجابة" لطلبات محتملة لزيادة وجودها العسكري في أوروبا الشرقية، ولزيادة دعمها للجيش الأوكراني.

كما تلوح واشنطن بفرض عقوبات اقتصادية على روسيا، مؤكدة أنها ستكون أشد من التدابير المتخذة منذ 2014 بحق روسيا والتي لم تحقق نتيجة تذكر.

وقال المتحدث باسم الكرملين، الثلاثاء، ساخرا: "ندرك جيدا أن الجانب الأمريكي يدمن العقوبات".

 

وقال موقع "بلومبيرغ" الأمريكي إن واشنطن ستدفع برلين لوقف مشروع خط أنابيب "نورد ستريم 2" إذا غزت روسيا أوكرانيا.


وكانت مصادر أمريكية قد كشفت أن إدارة بايدن ناقشت استهداف الدائرة المقربة من بوتين بالعقوبات التي قد تشمل أكبر البنوك الروسية، ولكن لم يتم اتخاذ أي قرار بعد.

ويتحتم على بايدن الذي سبق أن وصف بوتين بـ"القاتل"، إبداء حنكة في التعامل مع الأزمة الأوكرانية، بعدما أثار غضب الحلفاء التقليديين للولايات المتحدة جراء الانسحاب الأمريكي الفوضوي من أفغانستان.

وأعلن البيت الأبيض أن بايدن سيتصل بعد القمة بقادة بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا، لمتابعة التنسيق الذي جرى بين القادة الاثنين.

وحرص الرئيس الأمريكي على الاتصال، الاثنين، بالقادة الأوروبيين للتشديد على "تصميمهم" المشترك على الدفاع عن سيادة أوكرانيا.

كما يعتزم بايدن عرض فحوى محادثاته مع بوتين على نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي أبدى استياءه في الأشهر الأخيرة لرفض الغربيين تسريع آلية انضمام أوكرانيا إلى الحلف الأطلسي.

ويُعد انعقاد القمة بحد ذاته انتصاراً لروسيا الحريصة على تأكيد موقعها كقوة جيوسياسية لا يمكن الالتفاف عليها، متصدرة ولو بشكل مؤقت على الأولوية الاستراتيجية الكبرى للرئيس الأمريكي، وهي الخصومة مع الصين.

وكان الكرملين يطالب منذ عدة أسابيع بلقاء ثنائي بين الرئيسين.

ومن المتوقع التطرق خلال القمة إلى الاستقرار الاستراتيجي والسيطرة على الأسلحة النووية والقرصنة المعلوماتية والأمن السيبراني والطاقة النووية الإيرانية. وقال بيسكوف الثلاثاء "من الواضح أنه عندما يعمد رئيسان إلى الحوار، فذلك لأنهما يريدان مناقشة المشكلات ولا يهدفان إلى الوصول إلى طريق مسدود"، محذرا في الوقت نفسه بأنه "لا ينبغي أن نتوقع اختراقات" على الفور.

وهذه هي المحادثة الخامسة بين الرئيسين منذ أن تولى بايدن منصبه، حيث تحدثا عبر الهاتف ثلاث مرات، وفي منتصف يونيو الماضي عقدا لقاء وجاهيا قصيرا في جنيف.