قال الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، مساء الاثنين، إن الحوثيين رفضوا كل مبادرات السلام، مؤكدا أن قواته في جبهات مدينة مأرب (شمال شرق) سوف تسقط مشروعهم.
جاء ذلك في كلمة وجهها لليمنيين، عشية الذكرى السنوية
لعيد الاستقلال من الاستعمار البريطاني، في 30 تشرين الثاني/ نوفمبر 1967م.
وأكد الرئيس اليمني، المقيم في العاصمة السعودية منذ سنوات،
أن "الطريق إلى استعادة الدولة اليمنية تكمن بوحدة اليمنيين، وأنها تطول بتفرقهم"،
مضيفا أن "مليشيات الحوثي الانقلابية اختارت الحرب الكاملة على الوطن، ورفضت
بصلف وتعنت كل مبادرات السلام".
وتابع: "اختارت، أي الحوثي، طريق العمالة والارتهان
لدولة مارقة (في إشارة إلى إيران)، تعتقد أن الحرب والتخريب والعنف طريقها نحو النفوذ
والهيمنة، وجعلت من نفسها أدوات إيرانية، لتعبث في بلدنا، وتهاجم جيراننا، وتقوض مؤسساتنا، وتنهك اقتصادنا، وتنتهك حقوق مواطنينا".
وأشار الرئيس هادي إلى أنه بالرغم من الاستجابة "لكل
مبادرات السلام، وتفاعلنا بكل صدق مع كل جهود للسلام، إلا أننا نجد أنفسنا أمام عدو
لم يعد يرى في السلام إلا وسيلته للحرب ولفرض الأمر الواقع".
وقال: "المجتمع الدولي يقف بلا حيلة أمام هذا الصلف
من قبل الحوثيين"،
مشددا على أن "الطريق أمامنا واضح وكامل الوضوح، وسنواصل نضالنا حتى نستعيد الدولة، وينتهي الانقلاب، وتخضع هذه المليشيات للسلام والإجماع الوطني، وتتوقف عن صلفها السياسي، وتستفيق من أوهام الهيمنة السياسية والتفوق العرقي والسلالي، وتغادر مربع العمالة، مردفا
قوله: "إن زمن السادة والعبيد انتهى، ولن يعود".
اقرأ أيضا: نائب الرئيس اليمني يصل الدوحة بأول زيارة منذ 4 سنوات
وقال: "الشعب اليمني لن يقبل التجربة الإيرانية
مهما كلف الثمن"،
داعيا إلى الوقوف ضد كل من يحاول تغذية الاختلاف، وتحويله إلى خلاف باسم الحزبية أو
المناطقية أو كل الولاءات الضيقة.
وأوضح أن أبناء الوطن الأبطال هم كل من يتصدى للمحتل
الإيراني وأدواته الحوثية، على كل أرض، وتحت كل سماء، من الساحل الغربي وتعز والضالع
(جنوبا) وحتى شبوة (شرقا) ومأرب والجوف والبيضاء (شمال ووسط)، وليس انتهاء بميدي (مدينة ساحلية شمال غرب البلاد)، وكل جبهة
تقاتل هذا العدو الإيراني.
واعتبر هادي أن مأرب، التي تتعرض لهجوم عسكري كبير من
المليشيات الحوثية على مأرب منذ شهور طويلة، وترفض كل الخيارات التي يقترحها العالم
لإيقاف الحرب، هي "بوابة الدفاع عن جزيرة العرب".
وقال إنها لن تسقط، وسوف يسقط مشروعهم الكهنوتي، أي الحوثيين،
أمام صلابة أبطالنا، وتدفن صحاريها أحلام أسيادهم في طهران والضاحية الجنوبية (مقر حزب
الله بلبنان)، وبسواعد جيشنا الوطني ومقاومتنا الباسلة ورجال القبائل الشجعان".
وأكمل قائلا: "إن هذا النصر العظيم قادم"، متهما الحوثيين بـ"شن هجوم اقتصادي شرس؛ للتأثير على العملة الوطنية بكل الأساليب القذرة، وخلقت اقتصادا موازيا يتغذى على قوت
المواطنين، ونهب المعونات، وسياسة التهريب، وتجارة السوق السوداء".
ولفت إلى أن حكومته تواجه ذلك قدر استطاعتها، مؤكدا أن
يتابع الأوضاع الاقتصادية بشكل يومي، وسيفعل كل ما يمكن من أجل مواجهة هذه الحرب، والانتصار
فيها.
وتشهد اليمن انهيارا غير مسبوقا في قيمة العملة الوطنية،
إذ تقترب من حاجز الـ1600 لكل دولار أمريكي، وسط عجز الحكومة اليمنية عن إيقاف هذا
الانهيار، الذي يتزامن مع ارتفاع جنوني في أسعار المواد الأساسية.
وطالب في الوقت ذاته المجتمع الدولي وكافة الأصدقاء
والأشقاء بمساعدة الحكومة اليمنية، والوقوف معها؛ لتخطي المصاعب الاقتصادية، ومواجهة التحديات
الصعبة التي أوجدتها الحرب المفروضة على الشعب اليمني من قبل مليشيات زرعتها إيران،
وتعمل على تقويض استقرار المنطقة، وتهديد الأمن والسلم في هذه المنطقة الحيوية من العالم.
ويدور النزاع في اليمن بين الحكومة المعترف بها دوليا، يساندها منذ العام 2015 تحالف عسكري بقيادة السعودية، وبين الحوثيين المدعومين من إيران، والذين يسيطرون على مناطق واسعة في شمال البلاد وغربها، وكذلك على العاصمة صنعاء منذ
2014.
وأسفر النزاع عن مقتل عشرات آلاف الأشخاص، بينهم الكثير
من المدنيين، وفق منظمات إنسانية عدة.
الحكومة اليمنية ترحب بعقوبات أممية على 3 قيادات حوثية
مقتل زعيم قبلي كبير في معارك مع الحوثيين بمأرب
ما هي دوافع دعوة طارق صالح إلى وحدة الصف ضد "الحوثي"؟