موقع فرنسي يتحدث عن "لغز" استقالة المبعوث الأممي بليبيا

نشر موقع "تي في 5 موند" الفرنسي تقريرا تحدث فيه عن استقالة مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا السلوفاكي يان كوبيتش من منصبه، دون إعطاء سبب رسمي واضح لهذا القرار المفاجئ، الذي اتخذه قبل شهر من الانتخابات الرئاسية الحاسمة التي تنتظرها البلاد.

وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قبل استقالة السيد كوبيتش "مع التأسف". واكتفى المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، خلال مؤتمره الصحفي اليومي بإعلان هذا الخبر دون تفاصيل، موضحا أن الأمين العام للأمم المتحدة يعمل على إيجاد من يخلفه.

وفي ما يتعلق بأسباب هذه الاستقالة، التي تزامنت مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الحساسة المزمع إجراؤها في 24 كانون الأول/ ديسمبر من السنة الجارية، التي من المفترض أن تطوي صفحة عشر سنوات من الحرب في ليبيا، قال دوجاريك إن هذا السؤال يجب أن يطرح على السيد كوبيتش. وأضاف أن كوبيتش لم يغادر بعدُ ليبيا وسوف يستعرض تقريره الشهري حول الوضع في ليبيا، أما عن تاريخ مغادرته الفعلي فلم يحدد بعد.

اقرأ أيضا: استقالة المبعوث الأممي في ليبيا.. وتساؤلات عن الأسباب

وقال الموقع إن وزير خارجية سلوفاكيا الأسبق ومبعوث الأمم المتحدة السابق إلى لبنان، يان كوبيتش استلم مهامه في ليبيا في شهر كانون الثاني/ يناير الماضي.

وحسب العديد من الدبلوماسيين، فإن كوبيتش كان مترددًا بشأن مواصلة مهمته على إثر دراسة استراتيجية للأمم المتحدة قُدمت إلى مجلس الأمن هذا الصيف تطالب بنقله منصب الموفد من جنيف - حيث تم تنصيبه في سنة 2020 - إلى طرابلس في ليبيا.

لغز الاستقالة

ذكر الموقع أن أسباب هذه الاستقالة لا تزال غير واضحة، علما بأن تجديد البعثة السياسية للأمم المتحدة في ليبيا، التي كان من المفترض تمديدها لمدة عام بشكل تلقائي تقريبًا، بات معلقا.
وقد صرح دبلوماسي طلب عدم الكشف عن هويته، لوكالة "فرانس برس" بأن: "يان كوبيتش لم يكن يريد مغادرة سويسرا المريحة إلى ليبيا". وأضاف آخر: "يمكننا فهم ذلك، لقد كان مرشحا لمنصب في مكان مثل جنيف ثم تم نقله فجأة إلى طرابلس".

وأورد الموقع أن روسيا كانت قد هددت مرارا باستخدام حق النقض إذا تم اتخاذ قرار تغيير عند تجديد البعثة. وبعد ثلاثة أسابيع من التقلبات والانعطافات مع المملكة المتحدة، وعند صياغة القرار الخاص بتمديد البعثة ورئيسها، قرر مجلس الأمن تمديدها حتى 31 كانون الثاني/ يناير.

اقرأ أيضا: مسؤول ليبي يكشف لـ"عربي21" سبب استقالة المبعوث الأممي

في تلك الفترة، كانت انقسامات مجلس الأمن من ثقل المجتمع الدولي أمام الفاعلين الليبيين، ومن شأن المغادرة الرسمية لمبعوث الأمم المتحدة أن تتسبب في المزيد من عدم الاستقرار في ليبيا التي تستعد لعقد انتخابات قريبا.

وأشار الموقع إلى أن الدول الأفريقية تكثف مساعيها لتعيين مبعوث من أفريقيا، وكنتيجة لذلك تم تعيين المنسق لبعثة الأمم المتحدة في طرابلس من زيمبابوي، ومع رحيل يان كوبيتش، من المتوقع أن تتضاعف هذه الجهود.

وتجدر الإشارة إلى أن استقالة المبعوث الأممي الخاص بليبيا كانت بعد يوم واحد من إغلاق باب الترشيحات للانتخابات الرئاسة الليبية. ويذكر أن مئات الشخصيات قدمت أوراق ترشيحها، على غرار سيف الإسلام القذافي نجل الرئيس السابق معمر القذافي، والمشير خليفة حفتر، بالإضافة إلى وزير الداخلية السابق فتحي باشاغا ورئيس الحكومة المؤقتة عبد الحميد الدبيبة.