قالت صحيفة "فايننشال تايمز" إن السعودية تسعى إلى تعزيز قدراتها الدفاعية والعسكرية محليا، وزيادة الاستثمار في التصنيع المحلي للأسلحة.
وأضافت الصحيفة في تقرير للكاتبين سامر الأطروش وأندرو إنغلاند، أن المسؤولين
السعوديين حريصون على الترويج لمصنع للإلكترونيات الدفاعية، باعتباره أحد أحدث استثمارات
صندوق الثروة السيادية في مجال التصنيع العسكري، والذي يأتي على رأس خطط ولي العهد
الأمير محمد بن سلمان لتحديث اقتصاد المملكة.
وتعد شركة الإلكترونيات المتقدمة،
التي ينتج مصنعها في الرياض أجزاء من القنابل والطائرات بدون طيار، "جوهرة التاج"
للصناعة العسكرية الناشئة في المملكة العربية السعودية، كما يقول المسؤولون السعوديون.
واشترت الشركة السعودية للصناعات
العسكرية (سامي)، التي أسسها قبل أربع سنوات صندوق الاستثمارات العامة لتوطين الإنتاج
الدفاعي، شركة الإلكترونيات المتقدمة العام الماضي.
وتخصص السعودية إحدى أكبر ميزانيات
الدفاع في العالم، وأنفقت 57 مليار دولار على حماية البلاد العام الماضي، وفقا لمعهد
ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام.
وتقع شركة الإلكترونيات المُتقدّمة
في صميم خطة المملكة لزيادة الإنتاج المحلي ليستحوذ على 50 بالمئة من إنفاقها الدفاعي
في غضون 10 سنوات. وبلغت نسبة استحواذ الإنتاج المحلي 3 بالمئة فقط من الميزانية
عام 2017، الذي تأسست فيه شركة سامي.
ويتماشى مشروع التصنيع العسكري
مع خطة رؤية الأمير محمد بن سلمان لتنويع الاقتصاد المعتمد على النفط، وهو مشروع طموح،
لكن محللين قالوا إنه سيكون من الخطأ رفضه.
اقرأ أيضا: قناة سعودية: الحوثيون يجربون منظومة صواريخ على طائرة أممية
ويرى فرانسيس توسا، مستشار الشؤون
الدفاعية ومحرر بموقع ديفينس أناليسز، أن السعودية تنفق مبلغا كبيرا على الأسلحة، وقال:
"هذه الميزانية يمكن أن توفر لك صناعة إذا كنت ترغب في ذلك".
وتعكس الخطة أيضا رغبة المملكة
في الاعتماد على الذات، خاصة أنها تخوض حربا في اليمن المجاور، كما أن منشآتها النفطية
والبنية التحتية تتعرض لهجمات بطائرات بدون طيار وصواريخ يطلقها المتمردون المدعومون
من إيران، بحسب الصحيفة.
كما أن مشتريات الأسلحة من الولايات
المتحدة، التي تعد المورد الرئيسي للأسلحة إلى المملكة، كثيرا ما تواجه معارضة في واشنطن.
ويناقش الكونغرس الأمريكي اقتراحين لمنع صواريخ جو - جو للسعودية، بقيمة 650 مليون
دولار.
وقال وليد أبو خالد، الرئيس
التنفيذي لسامي، في لقاء مع فايننشال تايمز، إن أحد أسباب تأسيس الشركة هو تحقيق السيادة،
ونحن نريد هذا الاكتفاء الذاتي. والسبب الآخر هو "الوقت الذي يستغرقه أحيانًا
إصلاح المنتج وصيانته، فانتظار قطع الغيار يمكن أن يستغرق عامين".
وتتطلع الشركة السعودية بالفعل
إلى تجميع طائرات بلاك هوك المروحية، التي تنتجها لوكهيد مارتن الأمريكية، بعمالة محلية.
فضلا عن المركبات المدرعة بالشراكة مع شركة إماراتية.
وتشهد المنطقة تنافسا في الصناعات
الدفاعية، فالإمارات تصنع طائرات بدون طيار وعربات قتالية مدرعة تستخدم في مناطق الصراعات،
كما تصنع إسرائيل، بعضًا من أكثر الأسلحة تقدمًا في العالم. حتى إيران، المنافس الإقليمي
للمملكة لديها صناعة أسلحة محلية متطورة بشكل متزايد.
وتُتهم إيران بأنها وراء هجوم
بطائرة بدون طيار وصواريخ عام 2019، أدى إلى تدمير منشأتين نفطيتين سعوديتين وأوقف
حوالي 5 بالمئة من إنتاج النفط العالمي.
لوموند: السيسي زبون ثمين للسلاح الفرنسي بدعم إماراتي سعودي
موقع أمريكي: السعودية تتراجع عن شراء "أس400" الروسية
مجلة: 5 أسلحة روسية تثير اهتمام السعودية