وصل بيني غانتس، ليلة الأربعاء، إلى الرباط في زيارة هي الأولى لوزير حرب إسرائيلي إلى المغرب، في خطوة جديدة من التطبيع بين الجانبين، رغم الرفض الشعبي المغربي.
وقال غانتس، قبيل إقلاع طائرته من مطار بن غوريون في تل أبيب: "ننطلق بعد دقائق في رحلة تاريخية مهمة إلى المغرب تكتسي صبغة تاريخية، كونها الأولى من نوعها بالنسبة للمنصب الذي أشغله".
وأضاف: "سوف نوقع اتفاقيات تعاون ونواصل تقوية علاقاتنا. من المهم جدا أن تكون هذه الزيارة ناجحة".
وسيجري غانتس، الأربعاء، مباحثات في الرباط مع وزيري الدفاع والخارجية المغربيين.
ويروج الاحتلال الإسرائيلي للزيارة، باعتبارها "تهدف إلى وضع الحجر الأساس لإقامة علاقات أمنية مستقبلية بين إسرائيل والمغرب".
وأضاف: "كان لدينا بعض التعاون، لكننا سوف نعطيه طابعا رسميا الآن. إنه إعلان علني عن الشراكة بيننا".
ظروف الزيارة
وتأتي زيارة غانتس إلى المملكة في سياق متوتر إقليمي متوتر مع إعلان الجزائر، في آب/ أغسطس، قطع علاقاتها مع الرباط بسبب "أعمال عدائية".
وأعرب المغرب عن أسفه للقرار، ورفض "مبرراته الزائفة". كذلك أعلنت جبهة البوليساريو، الجمعة، "تكثيف" عملياتها العسكرية ضد القوات المغربية.
اقرأ أيضا: غانتس في المغرب.. ودعوات شعبية للاحتجاج ضد الزيارة
كذلك، تأتي زيارة غانتس إلى المغرب بعد ثلاثة أشهر على إعلان البلدين الاتفاق على رفع مستوى التمثيل الدبلوماسي بينهما من مكتبي اتصال إلى سفارتين أثناء زيارة وزير خارجية إسرائيل يائير لبيد إلى المملكة.
والشهر الماضي، أيضا أعلنت شركة راتيو بيتروليوم الإسرائيلية توقيع شراكة مع الرباط لاستكشاف حقول غاز بحرية قبالة ساحل الداخلة بالصحراء.
وكان تحقيق نشرته وسائل إعلام دولية في تموز/ يوليو، اتهم المغرب باستعمال برنامج بيغاسوس لاستهداف صحافيين ومعارضين وشخصيات سياسية مغربية وأجنبية، بينها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
غداة ذلك، التقى وزير الحرب الإسرائيلي نظيره الفرنسي، وأكد له أن إسرائيل تأخذ هذه الادعاءات على "محمل الجد".
من جهتها، نفت الرباط بشدة تلك الاتهامات، ورفعت شكاوى قضائية بتهمة "التشهير" ضد ناشريها في فرنسا وألمانيا وإسبانيا.
دعوات للاحتجاج الأربعاء
ودعت "الجبهة المغربية لدعم فلسطين وضد التطبيع"، التي تضم تيارات يسارية وإسلامية، إلى التظاهر الأربعاء؛ احتجاجا على "قدوم مجرم الحرب" غانتس إلى المغرب.
وانتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي دعوات مماثلة تحت وسوم من مثل "لا مرحبا بالقاتل غانتس".
في الإطار ذاته، دعت جمعيتان مغربيتان، الثلاثاء، إلى إنجاح حملة رافضة لزيارة وزير الحرب الإسرائيلي، بيني غانتس.
اقرأ أيضا: صحيفة: المغرب و"إسرائيل" سيوقعان اتفاقا لبناء قاعدة عسكرية
جاء ذلك وفق بيانين منفصلين لكل من جمعية "الجبهة المغربية لدعم فلسطين وضد التطبيع" و"الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة".
وقال بيان الجبهة المغربية، إنها "تطلق حملة إعلامية وميدانية رافضة لزيارة وزير ’الدفاع‘ الصهيوني للمغرب".
ودعت الجبهة الهيئات الداعمة للقضية الفلسطينية ومواطني البلاد، إلى المشاركة في وقفة احتجاجية؛ رفضا لزيارة غانتس، يوم غد الأربعاء، أمام برلمان البلاد في العاصمة الرباط.
من جانبها، قالت "الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة"، إنها تطلق حملة إعلامية وميدانية رافضة لزيارة غانتس إلى البلاد، دون تفاصيل أكثر.
وأطلقت المنظمتان وسما عبر مواقع التواصل الاجتماعي تحت عنوان "لا مرحبا بالقاتل غانتس"، بحسب البيانين.
وكان البلدان أقاما علاقات دبلوماسية إثر توقيع اتفاقات أوسلو بين الاحتلال الإسرائيلي ومنظمة التحرير الفلسطينية العام 1993، قبل أن تقطعها الرباط بسبب قمع الانتفاضة الفلسطينية الثانية التي انطلقت عام 2000.
وفي أواخر العام الماضي، استأنف البلدان علاقاتهما الدبلوماسية في إطار اتفاق اعترفت بموجبه الولايات المتحدة بسيادة المغرب على الصحراء المتنازع عليها مع جبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر.
وكانت المملكة بذلك رابع بلد عربي يطبع علاقاته مع الاحتلال الإسرائيلي في 2020 برعاية أمريكية، بعد الإمارات والبحرين والسودان.
وأكد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين، ونظيره المغربي ناصر بوريطة، خلال لقائهما الاثنين بواشنطن، على أهمية "التعميق المستمر" للعلاقات بين المغرب وإسرائيل.
كما جدد بلينكين دعم الولايات المتحدة للحكم الذاتي، الذي يقترحه المغرب لحل النزاع في الصحراء الغربية، تحت سيادة الرباط.
غانتس في المغرب.. ودعوات شعبية للاحتجاج ضد الزيارة
وزير الحرب الإسرائيلي يزور المغرب لتوقيع اتفاقات أمنية
إسرائيل تلغي تحذير السفر إلى المغرب وتدعو للحيطة