اضطر مسؤول في حزب
المحافظين في
بريطانيا للتقدم باعتذار ودفع
تعويضات لزعيم حزب العمال السابق جيرمي
كوربين، على خلفية تغريدة ربطت اسمه بتفجير ليفربول.
وكان عضو المجلس المحلي في يوركشاير عن حزب المحافظين، بول نيكرسون، قد نشر تغريدة تتضمن صورة مركّبة عبر الفوتوشوب أظهرت كوربين وهو يضع إكليلا من زهور الخشخاش الحمراء مكان سيارة الأجرة التي انفجرت فيها القنبلة أمام مستشفى النساء في ليفربول في 14 تشرين الثاني/ نوفمبر، مع تعليق بكلمة "unsurprisingly" (ليس مفاجئا).
وكان الانفجار قد وقع بالتزامن مع "أحد الذكرى"، وهو اليوم الذي يحيي فيه البريطانيون ذكرى الجنود الذين قتلوا في الحرب العالمية الأولى. وتمثل زهرة الخشخاش رمزا لهذا اليوم.
وبعد شكوى من كوربين اتهم فيها نيكرسون بتشويه سمعته، اضطر نيكرسون للتوصل إلى تسوية قانونية، تضمنت تقديم اعتذار لكوربين، مع دفع تعويضات عن الأضرار التي لحقت به، إضافة إلى التكاليف القانونية.
وكان نيكرسون الذي تم تجميد عضويته في مجموعة حزب المحافظين في المجلس البلدي، قد زعم في البداية أن صديقا لديه صلاحية الدخول لحسابه على تويتر هو الذي نشر الصورة، لكنه عاد أخيرا لتحمل "كامل المسؤولية" عن التغريدة؛ التي اعتبرت بمثابة اتهام لكوربين بدعم
الإرهاب.
وقال نيكرسون في بيان: "في 15 تشرين الثاني/ نوفمبر نُشرت تغريدة تشهيرية أتحمل كامل مسؤوليتها؛ على حسابي في تويتر. التغريدة استهدفت جيرمي كوربين وتضمنت صورة مزيفة له يضع إكليلا من زهور الخشخاش في موقع سيارة الأجرة المحترقة".
وأضاف: "الصورة الخاطئة التي تضمنت تعليقا بكلمة ليس مفاجئا، أعطت انطباعا غير صحيح إطلاقا بأن جيرمي كوربين يدعم العنف الإرهابي بما في ذلك التفجيرات الانتحارية، وهو ما أؤكد وبدون تردد أنه ليس كذلك".
وقال: "بدون تحفظ أسحب أي إيحاء أو إشارة إلى أن جيرمي كوربين يدعم العنف الإرهابي.. التغريدة كانت خطأ، وأنا أتراجع عنها.. وبدون تحفظ ومع الاحترام، أعتذر للسيد كوربين عن الأذى والإزعاج الذي تسببت فيه التغريدة".
واعترف بأن التغريدة كانت "ذات طبيعة تشهيرية"، مضيفا: "وافقت على دفع تعويضات عن الأضرار للسيد كوربين، والذي سيتبرع بها للجمعيات الخيرية، وكذلك (دفع) تكاليفه القانونية".
من جهته، علق كوربين بالقول: "الهجوم بالقنبلة على مستشفى النساء في ليفربول في أحد الذكرى كان جريمة مرعبة، وكان من الممكن أن يقتل أو يصيب عددا غير محدود من الضحايا، بما في ذلك نساء ومواليدهن".
وقال: "منشور بول نيكرسون المصنوع بالفوتوشوب (المنشور) عبر تويتر عني؛ لم يقدر جدية التهديد، وتسبب بالأذى لكل أولئك الذين تأثروا بالهجوم، وأحبائهم".
وأضاف كوربين في بيان نشره عبر حسابه على تويتر: "أرحب بقراره (نيكرسون) للاعتذار على المنشور التشهيري، وموافقته على عدم إعادة نشره بعد حذفه، وكذلك دفع تعويضات عن الضرر مع التكاليف القانونية".
وأوضح كوربين أنه سيتبرع بالتعويضات التي سيحصل عليها لصالح الجمعيات الخيرية في ليفربول وفي دائرته الانتخابية بلندن.
وكانت قنبلة قد انفجرت في سيارة أجرة على مدخل المستشفى في 14 تشرين الثاني/ نوفمبر، ما أدى لمقتل الراكب وهو عماد السويليمين الذي تتهمه السلطات بتصنيع القنبلة.
ولم تعرف حتى الآن دوافع الهجوم أو الهدف الحقيقي الذي كان يريد المهاجم استهدافه، لكن يُعتقد أنه كان يسعى للوصول إلى كاتدرائية ليفربول القريبة من المستشفى، والتي كانت تضم حشدا من المحاربين القدامى وعائلاتهم لإحياء يوم الذكرى، لكن السائق أقفل أبواب السيارة ومنعه من النزول ما دفعه لتفجير القنبلة داخل السيارة.