ناقشت شخصيات سياسية عربية في ندوة، بالعاصمة الأردنية عمان، "الاستراتيجية العربية الجديدة للتعامل مع الصراع العربي الإسرائيلي"، حيث اعتبرت قيادات فلسطينية أن الحل الاستراتيجي الأمثل لمواجهة الاحتلال يتمثل في المقاومة والمواجهة بعد فشل استراتيجيات السلام والتطبيع".
جاء ذلك خلال افتتاح أعمال ندوة عقدها مركز دراسات الشرق الأوسط تحت عنوان "نحو استراتيجية عربية جديدة للتعامل مع الصراع العربي الإسرائيلي" يوم السبت بمشاركة شخصيات سياسية وباحثين أردنيين وعرب، حيث قدم المشاركون أربعا وعشرين ورقة.
وشارك في الجلسة الافتتاحية كل من رئيس الوزراء الأردني السابق أحمد عبيدات، والأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية عمرو موسى وزير الخارجية المصري الأسبق، وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح عباس زكي، وعضو المكتب السياسي لحركة حماس محمد نزال، والقيادي في الحركة الإسلامية في الأردن حمزة منصور.
اقرأ أيضا: مناهضو التطبيع في المغرب يحتجون دعما للحقوق الفلسطينية
وقال عضو المكتب السياسي لحركة حماس محمد نزال، إن "الاستراتيجية الحقيقية لمواجهة المشروع الصهيوني هي استراتيجية المواجهة والمقاومة بعد أن أثبتت التجارب العملية الأخرى بما فيها خيار التسوية فشلها الذريع"، على حد تعبيره.
وأضاف: "أبرز مرتكزات استراتيجية المواجهة هي المقاومة بأشكالها كافة سياسية وإعلامية وشعبية وعسكرية".
كما أكد نزال أن معركة "سيف القدس الأخيرة شكلت تحولا هاما في مسار الصراع مع الاحتلال وأثبتت أن هزيمة الاحتلال ممكنة رغم أن الاحتلال راهن على إخماد جذوة المقاومة في نفوس الشعب الفلسطيني".
وأشار عضو حركة حماس إلى ضرورة التوافق على الحد الأدنى من القواسم المشتركة والمحاولات قائلا: "لم ولن توقف لتحقيق هذا الهدف. المقاومة هي الأساس الذي من الممكن أن تتوحد عليه الفصائل والقوى الفلسطينية كما جرى في معركة سيف القدس".
كما أشاد بالموقف الأردني في دعمه ونصرته للشعب الفلسطيني.
وحول تصنيف بريطانيا لحركة حماس كمنظمة إرهابية اعتبر نزال في حديث لـ"عربي21" أن "هذا القرار امتداد للخطيئة البريطانية التاريخية المتمثلة بوعد بلفور، ويعاقب هذا القرار البريطاني ليس حركة حماس فقط إنما من يؤيدها ويناصرها".
تطبيع عربي مجاني
من جهته، هاجم رئيس الوزراء الأردني الأسبق أحمد عبيدات في كلمته ما اعتبره "التطبيع المجاني بين الكيان الصهيوني وعدد من أنظمة الحكم العربية"، قائلا: "فتح هذا التطبيع أسواقا وآفاقا أوسع أمام منتجات العدو وبضاعته السياسية المسمومة".
وأضاف: "لابد لأي استراتيجية فاعلة لمواجهة المشروع الصهيوني المستمر في فلسطين أياً كان عنوانها، من أن تهدف أولا وبالضرورة إلى إيجاد حالة وطنية استثنائية، تضع القوى الفلسطينية الأساسية في الأرض المحتلة أمام مسؤولياتها التاريخية والأخلاقية، وتفرض عليها مراجعة سياساتها وبرامجها ومواقفها من منظور المصلحة العليا لفلسطين الوطن دون أي اعتبار آخر".
حق تقرير المصير
بدوره، قال الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية عمرو موسى إن "أي استراتيجية ترسم مستقبل منطقة الشرق الأوسط لن يتاح لها أي نجاح ما لم تشمل حلا للقضية الفلسطينية".
وأكد موسى على ضرورة التوجه نحو عملية تفاوضية في إطار زمني محدد، وتحت إشراف مجلس الأمن ومتابعته، بالإضافة إلى أجهزة الأمم المتحدة الأخرى ذات الصلة مشددا على شرعية حق الشعب الفلسطيني وثبوته في تقرير المصير، واستعادة أراضيه المحتلة وإقامة الدولة المستقلة القادرة على ممارسة السيادة والتزامات الدولة، على خطوط يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
رضا الإدارة الأمريكية
وتساءل القيادي في الحركة الإسلامية في الأردن حمزة منصور: "هل هناك استراتيجية عربية للتعامل مع الصراع العربي- الإسرائيلي نسعى إلى تحديثها؟" مؤكدا أن كل هذه الجهود لا يمكن اعتبارها استراتيجيّة، فالاستراتيحيّة يسبقها تحديد الأهداف بدقة، وحشد الطاقات البشرية والمادية وتكاملها وديمومتها، على حد تعبيره.
وتابع: "اليوم تتسابق الأنظمة على التطبيع مع الكيان الصهيوني، وفيها من لا يجاور فلسطين المحتلة، ولم ينخرط يوما في الصراع، حيث باتت الهرولة لنيل حظوة لدى البيت الأبيض، ظانين أن الحفاظ على عروشهم مرهون برضا الإدارة الأمريكيّة وعبر بوابة تل أبيب. وهذا ينفي وجود استراتيجيّة عربية للصراع مع العدو".
اقرأ أيضا: صحيفة: المغرب و"إسرائيل" سيوقعان اتفاقا لبناء قاعدة عسكرية
كما دعا منصور إلى "إعانة الشعب الفلسطيني على التمسك بأرضه في مواجهة الضغوط التي تستهدف انتزاعها منه وتخفيف المعاناة الناتجة عن السياسة الصهيونية التي تثقل كاهل الفلسطينيين جراء الضرائب الباهظة وهدم البيوت وتخريب الاقتصاد".
وقدم المشاركون قراءات وخلاصات استراتيجية فيما آلت إليه المواجهات وإدارة الصراع مع الاحتلال بكل أدواتها وأطرافها خلال العقد الأخير، وتحديد الفرص والأدوات والاستراتيجيات الممكنة، والقادرة على تحقيق أهداف المشروع العربي والوطني الفلسطيني بالتحرر من الاحتلال الإسرائيلي.
ابن زايد يذكر سبب تطبيعه مع الاحتلال الإسرائيلي (شاهد)
موقع يكشف عن تحول الإمارات إلى سوق لـ"خمور المستوطنات"
ما المكاسب التي يتوقعها حفتر من التطبيع مع الاحتلال؟