ما زال الوضع الأمني في الضفة الغربية يثير قلق أجهزة أمن
الاحتلال رغم القبضة الأمنية المحكمة عليها، والتنسيق الأمني الفعال مع السلطة الفلسطينية،
لكنها رغم ذلك عبرت عن قلقها الشديد مما اعتبرته مظاهر غير مألوفة تشهدها مدن الضفة
الغربية منذ سنوات.
تتحدث المحافل الأمنية الإسرائيلية بصورة مركزة عما شهدته
مدينة جنين في شمال الضفة الغربية قبل أيام، وتحديدا خلال جنازة القيادي في حماس، وصفي
قبها، الذي توفي متأثرا بإصابته بوباء كورونا، حيث ظهر ملثمون، ومعهم أسلحة مرفوعة
في الهواء، وحشود من رجال حماس الذين امتلأت بهم شوارع مدينة جنين.
أوهاد حمو، مراسل الشؤون الفلسطينية في "القناة 12"
العبرية، زعم أننا "أمام حادثة غير عادية في جنين، أغضبت رئيس السلطة الفلسطينية
محمود عباس وأذهلت جهاز الأمن الإسرائيلي، في آن واحد معاً، لأن مسلحي كتائب القسام،
الجناح العسكري لحماس، ظهروا دون أي خوف من السلطة الفلسطينية".
وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21": "لسنا في
قطاع غزة المعتاد على رؤية هذه المشاهد، لكننا في قلب مدينة جنين، وليس مخيم اللاجئين
فقط، ونحن غير بعيدين عن مقر المقاطعة التابعة لرئاسة السلطة الفلسطينية، ومدينة العفولة، ما يجعل من جنين أكبر مشكلة لأبي مازن في ما يتعلق بالحكم والسيطرة".
وتزعم الأوساط الأمنية الإسرائيلية أنه بعد هذا الحدث الدراماتيكي،
قرر أبو مازن على الفور إيقاف جميع كبار قادة قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية
في منطقة جنين، وهي خطوة أراد من خلالها بعث رسالة لهم مفادها أنكم "فشلتم مرة
بعدم السيطرة على الفوضى، واليوم تفشلون أمام الخصم الأكبر للسلطة الفلسطينية، وهي
حماس".
في خضم هذه الأحداث، التقى رئيس جهاز الأمن العام الجديد
رونين بار مع أبي مازن في رام الله، وتناول اللقاء عدة قضايا رئيسية، وعلى وجه الخصوص
تعزيز وتعميق التنسيق الأمني بين الشاباك وقوات الأمن الفلسطينية، مع العلم أن هذا
أول لقاء يعقده رونين بار بعد شهر من توليه منصبه قائدا للشاباك.
ويتداول الإسرائيليون أجندة لقاء بار-عباس، زاعمين أنها تركزت
في عرقلة محاولة حماس تعميق نفوذها بالضفة الغربية، خشية تقويض سيطرة إسرائيل عليها،
مع العلم أن وزير الحرب بيني غانتس التقى أبا مازن قبل شهرين بموافقة رئيس الوزراء
نفتالي بينيت، حيث ناقشا عددًا من البنى التحتية والمشاريع الاقتصادية التي ستساعد
بشكل كبير على استقرار الضفة الغربية، انطلاقا من فرضية أنه إذا لم يكن لدى الفلسطينيين
مصدر رزق دائم، فسوف تبدأ الاضطرابات الأمنية.
وقال غانتس في حينه: "نعمل مع السلطة الفلسطينية
في واقع معقد، علاقاتنا جيدة معها، وسنعمل معاً جاهدين ضد المتطرفين، ونقوي المعتدلين،
قدر الإمكان، وأي شخص يعتقد أن هذه الصيغة سهلة الإدارة فهو مخطئ، إنه وضع معقد، حتى إن بينيت يعتقد أنه يجب تعزيز قوة أبي مازن"، بعبارة أخرى هناك توجه واضح لسياسة
الحكومة مفادها تقوية "المعتدلين" بين الفلسطينيين، وإضعاف "المتطرفين"،
أي تعزيز السلطة في مواجهة حماس لتثبيت الوضع في فلسطين.
وتنضم اجتماعات عباس مع بار وغانتس في رام الله إلى اجتماع
رئيس الشاباك في القاهرة مع وزير المخابرات المصري عباس كامل، الذي ناقش التعاون مع
مصر لمحاربة التنظيمات المسلحة في سيناء وحماس، لمناقشة تعميق التعاون في الجانب الأمني،
وآلية تحويل الأموال إلى غزة، والتحضير لزيارة وزير المخابرات المصري لإسرائيل في الأيام
المقبلة.
مستوطنون يقتحمون الأقصى وحملة اعتقالات في الضفة
سدود الأردن تجف تحت وطأة شح الأمطار.. ناقوس خطر يدق
بعد 104 أعوام.. كيف استغل الاحتلال وعد بلفور لتنفيذ جرائمه؟