اعتبرت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية أن الرئيس قيس سعيّد أصبح سبب كل شرور وعلل تونس، بسبب الإجراءات الاستثنائية التي أعلنها في 25 تموز/ يوليو.
وأشارت الصحيفة إلى أن الغضب ضد الرئيس سعيّد بدأ بالتنظم من خلال سعي شخصيات تونسية على مدى أسابيع من أجل رص صفوف المعارضة ضد سعيّد، الذي جمد البرلمان وأقال حكومة هشام المشيشي في 25 تموز/ يوليو، ومنح نفسه حق التشريع بمرسوم رئاسي في 22 أيلول/ سبتمبر.
واقترح حراك "مواطنون ضد الانقلاب" خارطة طريق للخروج من الأزمة المؤسسية، تشمل عودة مجلس نواب الشعب لتعيين الحكومة وتشكيل المحكمة الدستورية، وإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية مبكرة بحلول الخريف المقبل، وحوار وطني استراتيجي.
ويقول جوهر بن مبارك، المختص في القانون الدستوري والذي كان مستشارا لرئيس الحكومة السابق إلياس الفخفاخ، في تصريح للصحيفة: "نعتبر أن حكومة نجلاء بودن –التي عينها الرئيس قيس سعيد في 11 أكتوبر دون مصادقة البرلمان– غير شرعية".
ويرى ابن مبارك، الناطق الرسمي باسم مبادرة "مواطنون ضد الانقلاب"، أنه من المهم للمعارضة أن تحمل رؤية واضحة.
واختلفت وجهات النظر في المظاهرة المناهضة لإجراءات سعيّد الأحد، في ظل مطالبة البعض برحيل الرئيس قيس سعيد، وتشديد البعض الآخر على أن الرجل انتخب بشكل قانوني وأن الشيء الوحيد الذي يجب أن يدفعه للذهاب هو انتخابات جديدة، بحسب "لوفيغارو".
ورصدت الصحيفة حالة من الغضب ضد سعيّد، وصفتها بـ"الواضحة"، حيث اعتبرت أن رئيس البلاد أصبح سبب كل شرور أو علل تونس، بما في ذلك تلك التي كانت موجودة قبل وصوله إلى قصر قرطاج.
وبحسب الصحيفة الفرنسية، فإن بعض التونسيين يعتبرون أن الرئيس قيس سعيد فاقم من مشاكل البلاد التي يجد اقتصادها نفسه في حالة سقوط حر والدينار ينهار وتكلفة المعيشة آخذة في الارتفاع. كما أن البعض يتهم سعيد بتقسيم المجتمع التونسي.
وتابعت "لوفيغارو" التوضيح أن المشاركين في مظاهرات هذا الأحد اضطروا لأن يسلكوا طرقا التفافية كبيرة للوصول إلى المسيرة الاحتجاجية، في ظل خشيتهم من أن توقفهم الشرطة، بما في ذلك بعض رجال الأعمال الذين يخشون الانتقام.
وأكدت "لوفيغارو" أن معظم المتظاهرين ضد قيس سعيد لديهم بروفايل مماثل.. فالعديد منهم صوت لقيس سعيد في الانتخابات الرئاسية في تشرين الأول/ أكتوبر 2019 ضد نبيل القروي المتهم بالفساد.
اقرأ أيضا: هل يسقط حراك "مواطنون ضد الانقلاب" إجراءات سعيّد؟
يقول الطبيب عايد: "أنا هنا لأقول إنني أسحب صوتي من الرئيس قيس سعيد".
هذا الأخير صوت لسعيد في الجولة الثانية، متبعا تعليمات حزبه "النهضة" الذي يعد الضحية الأولى للرئيس قيس سعيد، بحسب الصحيفة الفرنسية.
وأشارت "لوفيغارو" إلى أنه لم تظهر أي أعلام حزبية يوم الأحد أو في الاحتجاجات السابقة، لكن تم التلويح باللافتات التي تظهر سيف الدين مخلوف، النائب المعتقل حاليا. والحضور القوي للإسلاميين في المظاهرات يزعج الليبراليين واليساريين.
FT: تونس تعيش لحظة الثورة المضادة بدون أفق للخروج
مجلة: زواج المصلحة بين سعيّد والشرطة قد يزيد الأمر سوء بتونس
"لوفيغارو" تكذب رواية الرئيس التونسي حول "نفق المرسى"