اعتقلت السلطات الإثيوبية بالعاصمة أديس أبابا عشرات الموظفين الأمميين من عرقية التيغراي، ما أثار انتقادات واسعة، ولا سيما من الولايات المتحدة.
وأفادت مصادر مختلفة بأن السلطات اعتقلت 16 موظفا أمميا، لكن "رويترز" نقلت عن رسالة بريدية خاصة بالمنظمة الدولية أن عدد السائقين وحدهم الذين تم اعتقالهم يتجاوز الـ70.
وقالت مفوضية حقوق الإنسان الإثيوبية، الأحد، إنها تلقت العديد من التقارير بشأن القبض على المنتمين لعرق تيغراي في العاصمة.
ويقول مسؤولو إنفاذ القانون الإثيوبيون إن هذه الاعتقالات تندرج في سياق حملة قمع مشروعة لفصيلي "جبهة تحرير شعب تيغراي" و"جيش تحرير أورومو".
ودانت واشنطن الثلاثاء تلك الاعتقالات.
وقال نيد برايس المتحدث باسم الخارجية الأمريكية: "يبدو أن المعلومات تشير إلى اعتقالات على أساس إثني وإذا تأكد ذلك فإننا ندينه بشدة".
وأضاف برايس للصحفيين إن "المضايقات من قبل قوات الأمن والاعتقال على أساس إثني غير مقبولة على الإطلاق".
وقالت مصادر أممية وإنسانية لوكالة "فرانس برس" في وقت سابق، إن الموظفين اعتقلوا في أديس أبابا خلال عمليات استهدفت المتحدرين من تيغراي كجزء من حالة الطوارئ السارية في الدولة التي تشهد حربا.
ودانت منظّمات إنسانية بينها "العفو الدولية" فرض حالة الطوارئ التي تتيح تفتيش كل شخص يشتبه بأنه مناصر "لفصائل إرهابية" واعتقاله من دون مذكّرة توقيف.
اقرأ أيضا: جهود أفريقية وأمريكية لاحتواء أزمة إثيوبيا.. 5 مطالب رئيسية
وقال محامون إن التوقيفات العشوائية في صفوف أبناء تيغراي ازدادت الأسبوع الماضي وطالت الآلاف منهم.
وفي نيويورك، أعلن المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك الثلاثاء، أن 16 موظفا أمميا إثيوبيّا ما زالوا قيد الاعتقال بعدما أوقفتهم السلطات، فيما أطلق سراح ستة آخرين.
وقال دوجاريك في مؤتمر صحفي من مقر الأمم المتحدة في نيويورك: "بالطبع نحن نعمل بمثابرة مع حكومة إثيوبيا لضمان إطلاق سراح زملائهم على الفور".
وفي أيلول/ سبتمبر الماضي أعلنت وزارة الخارجية الإثيوبية طرد سبعة من كبار مسؤولي الأمم المتحدة على خلفية "التدخل" في شؤون البلاد.
وتأتي الاعتقالات بينما عاد مبعوث الولايات المتحدة إلى منطقة القرن الأفريقي جيفري فيلتمان، إلى أديس أبابا الاثنين، بحسب وزارة الخارجية الأمريكية.
وقال المتحدّث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس، للصحفيين: "نعتقد أنّه لا تزال هناك نافذة صغيرة" لإحراز تقدّم عبر جهود الوساطة التي يبذلها الممثل الأعلى للاتّحاد الأفريقي في منطقة القرن الأفريقي أولوسيغون أوباسانجو.
وأضاف أنّ الدبلوماسية الأمريكية تجري مباحثات مع الحكومة الإثيوبية ولكن كذلك "أيضاً مع جبهة تحرير شعب تيغراي" للتوصّل إلى اتّفاق على وقف لإطلاق النار بين الطرفين.
وكان فيلتمان التقى الأسبوع الماضي مسؤولين إثيوبيين كبارا قبل توجهه إلى كينيا للقاء الرئيس أوهورو كينياتا، الذي يشارك في جهود الوساطة الإقليمية.
اقرأ أيضا: مركز روسي: هل ستبقى إثيوبيا على خريطة العالم؟
وسعت الأمم المتحدة أيضا لدعم مبادرة أوباسانجو، لإنهاء النزاع الذي تسبب في مقتل الآلاف من الناس وتهجير مليوني شخص.
وشدد أوباسانجو الاثنين، بحسب نسخة عن تصريحاته اطلعت عليها فرانس برس، على أن "يتفق كل هؤلاء القادة في أديس أبابا وفي الشمال بشكل فردي لأن الخلافات المعارضة لهم سياسية وتتطلب حلا سياسيا عبر الحوار".
وتابع: "هذا يشكل فرصة متاحة يمكننا الاستفادة منها بشكل جماعي".
ودعت دول عدة رعاياها إلى مغادرة إثيوبيا في وقت يشهد فيه النزاع بين المتمردين والقوات الحكومية في شمال البلاد تصعيدًا. وأمرت الحكومة الأمريكية السبت دبلوماسييها غير الأساسيين بمغادرة إثيوبيا.
وكانت الحكومة برئاسة آبي أحمد قد أعلنت الأسبوع الماضي حالة الطوارئ في البلاد لمدة ستة أشهر وسط تزايد المخاوف من تقدّم مقاتلي فصيلي "جبهة تحرير شعب تيغراي" و"جيش تحرير أورومو" باتّجاه العاصمة أديس أبابا.
وهيمنت جبهة تحرير شعب تيغراي على الأجهزة السياسية والأمنية في إثيوبيا لحوالي ثلاثين عاما، بعدما سيطرت على أديس أبابا وأطاحت بالنظام العسكري الماركسي المتمثل في "المجلس العسكري الإداري المؤقت" في 1991.
وأزاح آبي أحمد الذي عين رئيسا للوزراء في 2018، الجبهة من الحكم فتراجعت هذه الأخيرة إلى معقلها تيغراي.
وبعد خلافات استمرت أشهرا، أرسل آبي أحمد الجيش إلى تيغراي في تشرين الثاني/ نوفمبر 2020 لطرد السلطات الإقليمية المنبثقة عن جبهة تحرير شعب تيغراي التي اتّهمها بمهاجمة قواعد للجيش الفيدرالي.
وأعلنت أديس أبابا انتصارها في 28 شباط/ نوفمبر. لكن في حزيران/ يونيو، استعاد مقاتلو الجبهة معظم مناطق تيغراي وواصلوا هجومهم في منطقتي عفر وأمهرة المجاورتين.
أديس أبابا: نخوض حربا وجودية.. ومقاتو التيغراي على أبوابها
طوارئ في إثيوبيا بعد تقدم قوات "تيغراي" صوب العاصمة
قوات تيغراي تدرس "الزحف" نحو أديس أبابا