سياسة عربية

أمير قطر يحذّر من "القبليّة" في افتتاح مجلس الشورى (شاهد)

أمير قطر: "مرت قطر في تاريخها الحديث بتجارب وتحديات صعبة ولن نسمح بتهديدها مستقبلا"- قنا

افتتح أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، الثلاثاء، الجلسة الأولى لمجلس الشورى الجديد (المجلس الـ50).

 

وبحضور كبار مسؤولي الدولة، ألقى أمير قطر خطاب افتتاح أعمال أول مجلس شورى منتخب في قطر.

 

ونوه أمير قطر إلى العمل الذي تقوم به الدولة من أجل رفع مستوى الأهداف في عدة مجالات، أبرزها الأمن الغذائي، والطاقة التخزينية بشكل عام.


كما أنه تحدث عن التنويع الاقتصادي، والتعديلات التشريعية التي أجراها بهدف تعزيز المنافسة، وتشجيع الاستثمار الصناعي.


وقال إن "قطر تحتل مكانة مرموقة ومراتب متقدمة في بعض المكونات الهامة ضمن مؤشرات التنافسية العالمية مثل نسبة البطالة المنخفضة، ومعدل التضخم السنوي، وفي تمويل التطور التقني، والأمن السبراني، والتنمية المستدامة، وغيرهـا".

 

وأضاف: "نحن ماضون في جهودنا لتحقيق أهداف رؤية قطر الوطنية 2030، وإعداد الاستراتيجية الوطنية الثالثة لمدة خمس سنوات. وبهذه المناسبة فإنني أؤكد على تحديد الأولويات في ضوء الاحتياجات الملحة للدولة، وأدعو جميع الجهات المعنية لإعداد استراتيجياتها القطاعية بالاستفادة من المرحلة السابقة بإخفاقاتها ونجاحاتها".

 

للاطلاع حول جدل قانون الانتخاب (هنا)

 

قانون الانتخاب

 

تطرق أمير قطر إلى قانون الانتخاب الذي أثار جدلا واسعا، باستبعاده فئة من المواطنين ممن حصلوا على جنسية البلاد بعد العام 1930.

 

وقال إن "التشريعات، بما فيها التشريعات الدستورية الطابع، هي نتاج مرحلتها التاريخيـة، وهي تتطـور بتطـور الحيـاة. ومن منطلق حرصنا على تعزيز المواطنة القطرية المتساوية، وترجمتها عملياً بوصفها علاقة مباشرة بين المواطن والدولة تقوم على الحقوق والواجبات، فقد أصدرت تعليماتي لمجلس الوزراء للعمل على إعداد التعديلات القانونية اللازمة التي تضمن تحقيق هذه الغاية وعرضها على مجلسكم الموقر الذي بانتخابه وتشكيله يكتمل الإطار القانوني اللازم للنظر فـي إقـرار هـذه التعديـلات".

إلا أن أمير قطر انتقد مظاهر "التعصب القبلي" التي ظهرت في الانتخابات.

 

وقال: "المواطنة ليست مسألة قانونية فحسب، بل مسألة حضارية قبل ذلك، ومسألة ولاء وانتماء، ومسألة واجبات وليست حقوق فقط. وهذا لا يتطلب عملاً تشريعياً فحسب، بل أيضاً اجتماعياً وتربوياً مكثفاً، ولا سيما في مكافحة تغليب العصبيات على الصالح العام أو على الولاء للوطن والوحدة الوطنية".

وأضاف: "وهو الجانب السلبي في القبلية الذي تفاجأنا جميعاً مؤخراً حين ذكرتنا بوجوده بعض تجلياته السلبية". وعلى الرغم من أن مجتمعنا الواعي تجاوزها بسرعـة، فإنه لا يمكننـا تجاهـل الـداء لمجـرد اختفـاء أعراضـه.

وزاد أمير قطر بأن "القبيلة والعائلة الممتدة والأسرة جميعها من مكونات مجتمعنا التي نعتز بها، ومن أركان التعاضد والتكافل فيه، ولها جوانب إيجابية لا حصر لها، أما القبلية والعصبيات البغيضة على أنواعها، فيمكن أن يعبث بها، وأن تسخر للهدم وإفساد الوحدة الوطنية، وأن تستخدم غطاءً لعدم القيام بالواجبات وتعويضاً عن عدم الكفاءة. وهـو ما لم نقبل به، ولن نسمح به في المستقبل أيضاً".

وقال: "مرت قطر في تاريخها الحديث بتجارب وتحديات صعبة. وكانت وحدتنا الوطنية مصدر قوتنا بعد التوفيق من الله سبحانه وتعالى. ولن نسمح بتهديدها مستقبلاً. ومن هنا فإنه علينا دائماً عند التفكير ومراجعة التجارب التي نخوضها أن نرفع تماسكنا كقطريين فوق أي اعتبـار وتجنـب كل ما من شأنه أن يشكـل تهديـداً له".

 

وكانت الانتخابات القطرية عقدت مطلع تشرين أول/ أكتوبر الجاري، فاز فيها 30 مرشحا موزعين على 30 دائرة انتخابية في قطر، فيما عين أمير البلاد تميم بن حمد 15 عضوا بينهم نساء، ليصبح إجمالي أعضاء مجلس الشورى 45.