سياسة عربية

قيادي بالتغيير لـ"عربي21": البرهان ونائبه وراء اقتحام "سونا"

عادل خلف الله: البرهان وحميدتي مسؤولان عن محاولة الانقلاب- تويتر

تحدثت "عربي21" مع القيادي بالحرية والتغيير عادل خلف الله، وحاورته حول اقتحام وكالة الأنباء السودانية "سونا"، والاتهامات التي وجهها المقتحمون للحكومة، ورد الأخيرة والقوى عليها.

"عمل تحضيري للانقلاب"


وأشار خلف الله إلى أن "محاولة اقتحام سونا ومنع المؤتمر الصحفي الذي أعلنت عنه قوى الحرية والتغيير، هو امتداد للعمل التحضيري للانقلاب الذي يُخطط له داخل مجلس السيادة، ممثلا برئيس المجلس عبد الفتاح البرهان، ونائبه محمد حمدان دقلو "حميدتي"، وحلفائهم من النظام البائد وبعض فصائل العمل المسلح".

ولفت إلى أن هذا الاقتحام جاء "بعد عجز المشاركين فيه وداعميهم عن تنفيذ الانقلاب بصورته التقليدية، وبعد أن فشلت محاولة الانقلاب بخلق أزمة دستورية من خلال صناعة إطار سياسي واجتماعي باسم قوى الحرية والتغيير مكون من منشقين عنها، وكان الهدف هو خلق الفوضى".


وأضاف: "بالتالي المحاولة الانقلابية هي امتداد لمحاولات خنق البلاد اقتصاديا وأمنيا، والتي بدأت منذ أكثر من شهر، عبر التعدي من قبل الجماعة ذاتها على الشركات العاملة في البترول بحقول غرب كردفان وقطع الطرق المؤدية إلى تلك الحقول، ومن ثم تمددت حتى وصلت إلى غلق الخط الناقل وتعطيل ميناء بورتسودان والطريق الرابط بين الميناء والمدن السودانية، بما فيها العاصمة".

 

اقرأ أيضا: تفريق متظاهرين يطالبون برحيل حمدوك.. وقوى تدعمه (شاهد)


"اتهامات كاذبة"


وحول ما يتعلق باتهامات المقتحمون لوكالة الأنباء السودانية والتلفزيون السوداني بالتحيز ضدهم، أيضا اتهامهم للحكومة بأنها حكومة عسكر، قال خلف الله: "أولا قام التلفزيون السوداني ووكالة الأنباء سونا بنقل نشاطهم الذي تم في قاعة الصداقة على الهواء مباشرة".

وتابع: "كذلك تم بث ما سموها بمواكب 16 تشرين أول/ أكتوبر، والاعتصام أمام القصر على الهواء مباشرة من الساعة 9 صباحا حتى الرابعة عصرا، على الرغم من ادعاءات المتحمسين لهذا العمل الانقلابي، بأن وزارة الأعلام والتلفزيون القومي غير محايدين، وأنه لا يتم بث نشاطهم الذي نسميه نحن نشاطا انقلابيا".

ووصف هذه الاتهامات بأنها "كذبة من أكاذيبهم التي درجوا عليها"، قاصدا المقتحمين.

وعن شعار من اقتحموا الوكالة الذي كان يحمل كلمات تصف الحكومة بأنها عسكرية، رد خلف الله بالقول: "هذا الأمر مضحك، فهم حلفاء وجزء من المكون العسكري داخل مجلس السيادة والفصائل المسلحة، أبرزها حركة الدكتور جبريل، وحركة مناوي، واستطاع هذا التحالف بعد فشل مخططاته أن ينقل تحالفه مع فلول النظام السابق من مخف إلى معلن".


لافتا إلى أن "قوى الحرية والتغيير مع الشعب السوداني، وأكدت في مليونيات غير مسبوقة انطلقت في وقت واحد بعفوية وإرادة طوعية، منها مليونيات21 تشرين أول/ أكتوبر، التي انطلقت في وقت واحد في أكثر من 50 مدينة، أبرزها في دارفور وجنوب كردفان ووسط السودان وشرقه، والتي كشفت عزلة قوى الانقلاب في السودان وفي المناطق التي يتحدثون بأسمائها".

 

اقرأ أيضا: قوى "الحرية والتغيير" تحذر من "انقلاب زاحف" في السودان

 

وحول تأثير ما سماه تحالف المقتحمين مع بعض العسكر داخل مجلس السيادة على المباحثات بين الشقين المدني والعسكري، قال القيادي بالحرية والتغيير: "انطلقت عدة مبادرات منذ تفاقم الأزمة، وبعد أن أعلنّا عن تخليد ذكرى 21 تشرين أول/ أكتوبر، طلبنا من المتحركين بهذه المبادرات، ومنهم رئيس الوزراء الذي شكل لجنة سباعية، بتأجيل كل ذلك إلى ما بعد 21 تشرين أول/ أكتوبر؛ حتى يعزز شعبنا موقفه، ويرد على الانقلابيين، وبأساليبه السلمية المعروفة".


وأضاف: "وعلى هذا الأساس في المؤتمر الذي حرصنا على انعقاده في سونا بالأمس، أكدنا على ما يلي: أولا، القضية الأساسية والمشكلة الأساسية هي بيننا وبين رئيس مجلس السيادة البرهان ونائبه حميدتي وليس كل العسكر".

وأردف: "ثانيا، أكدنا على اتهامنا للبرهان ونائبه بأن ما يقومان به عمل انقلابي في حدود مسؤوليتهما، باعتبار أن الشعب السوداني ردد في شعاراته بأن الجيش هو للسودان كله وليس للبرهان".


وأعاد خلف الله التأكيد على اتهام البرهان ونائبه بأنهما "رعيا المجموعة التي نفذت اقتحام وكالة سونا للأنباء، ووفروا لها الدعم المادي لها، وهي انطلقت من ما يسمونه اعتصام القسط، بل حتى فيهم من هم معروفون بأنهم كانوا بمؤسسات النظام السابق الأمنية".

وأكد على أن "المجموعة المقتحمة لوكالة الأنباء هم أدوات لتنفيذ الانقلاب، باعتبار أنهم ينفذون المخطط الذي وضعه البرهان وحميدتي، اللذان تحدثا عن التفويض، وهذه المجموعة "الأدوات" رددت شعار التفويض، وحتى حينما اعتصموا أمام القصر يوم 16 تشرين أول/ أكتوبر رددوا شعار "لن نرجع إلا البيان يطلع"، بمعنى أنهم يريدون من رئيس مجلس السيادة أن يقوض الفترة الانتقالية عبر الانقلاب عليها، وحينما فشل مخطط التفويض تحدثوا عن حل الحكومة، والآن كلهم يرددون كالببغاء مطلب حل الحكومة".

 

اقرأ أيضا: محتجون ضد "قوى التغيير" يقتحمون مقر وكالة "سونا" (شاهد)


"لا اتصالات مع البرهان"

وحول ما إذا تواصلت قوى الحرية والتغيير مع البرهان، قال خلف الله: "التقينا برئيس مجلس الوزراء، وشرح لنا خطته، وتبادلنا معه بعض الأفكار، وأكدنا له أننا مع الحوار، لكن بشرطين، الأول أن تكون اللجنة التي شكلها حمدوك باتجاهين، بمعنى نلتقي كحرية وتغيير برئيس مجلس السيادة ونائبه حتى نحسم القضايا الخلافية بيننا، وفي مقدمة ذلك دعوة البرهان للمؤسسات التي قام بتعطيلها لأكثر من شهر من ضمنها مجلس السيادة للانعقاد، فنحن نعتبر أنه لا قيمة لكل ما يصدر من قبل البرهان، في حال تجميد مؤسسة مجلس السيادة، فهو رئيس المجلس وليس هو وحده المجلس".


وتابع: "الشرط الثاني، أكدنا على ضرورة إعلان البرهان التزامه بالتناوب السلمي على رئاسة مجلس السيادة، بعد ذلك ينفتح الطريق لحل كل ما ترتب على هذه الأزمة، في مقدمتها المشاكل الأمنية ومنها إغلاق الميناء وخطوط نقل البترول ومشتقاته والطرق الرئيسية في البلاد، والتي هي في الأساس نتجت عن تعطيل رئيس مجلس السيادة البرهان مجلس الأمن والدفاع الذي يرأسه".


وحول ما إذا كان هناك تنسيق بين قوى الحرية والتغيير وبين بقية المكون العسكري في مجلس السيادة، قال خلف الله: "لا يوجد تنسيق، فنحن حتى الآن نناقش المشاكل والقضايا وما أسبابها".

وأكد على أنهم "سيلتقون ببقية المكون العسكري بعد لقائهم بالبرهان وحميدتي، ثم سيلتقون بمجلس السيادة مجتمعا، بشقيه المدني والعسكري".


"الحريات الصحفية"


ولفت إلى أن "اقتحام وكالة الأنباء السودانية يشكل تهديد للحريات بالبلاد بشكل عام، وليس الصحفية فقط، بما فيها حرية التعبير بكل وسائلها الصحفية والإعلامية والمواقف والمسيرات، باعتبار أن المقتحمين بعد أن تصدت لهم مجموعة من شباب الحرية والتغيير والمشاركين بالمؤتمر قاموا بمحاصرة وزارة الثقافة والإعلام، وعلقوا على جدارها لافتة كُتب عليها منبر الاعتصام".

وأكد على أن الحكومة "سنتأخذ كل الإجراءات والتدابير لحماية الصحفيين، سواء ما تقوم به الشرطة من حماية لهم، أو باستخدام سلطاتها بإشراف النيابة العامة، وهو ما حدث بقضية أمس".

 

اقرأ أيضا: مسؤول سوداني: البرهان وحمدوك اتفقا على حل الحكومة و"السيادة"

وكانت الشرطة السودانية قامت، الأحد، بتفريق مئات المتظاهرين المحتشدين بشارع النيل، وجسر "الملك نمر" الرابط بين الخرطوم ومدينة الخرطوم بحري، بقنابل الغاز المسيل للدموع.

وفي وقت سابق الأحد، أغلق معتصمون الشارع والجسر الكائنين في محيط القصر الرئاسي بالعاصمة الخرطوم؛ للمطالبة بحل الحكومة الانتقالية برئاسة عبد الله حمدوك.

ووثق ناشطون إطلاق قوات الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين وإزالة الحواجز الأسمنتية، تفاديا لإعاقة حركة المرور.

وشهدت الشوارع الرئيسية والفرعية في محيط القصر الرئاسي عمليات كر وفر بين قوات الشرطة والمتظاهرين، عقب عملية التفريق.

وقالت وسائل إعلام سودانية إن الهدوء عاد عصر الأحد إلى كافة المناطق التي شهدت احتجاجات صباحية.

وحذرت "قوى إعلان الحرية والتغيير" في السودان من ما وصفته بـ"انقلاب زاحف"، وذلك في مؤتمر صحفي بعد محاولة متظاهرين داعمين للجيش تعطيله.

وقال عضو المجلس القيادي لقوى إعلان الحرية والتغيير، ياسر عرمان: "نجدد الثقة بالحكومة ورئيس الحكومة عبد الله حمدوك".

وشدد على أن "الأزمة الحالية مصنوعة على شكل انقلاب زاحف، في الوقت الذي يغلق فيه محتجون منذ نحو شهر مرفأ بورتسودان الرئيسي في شرق البلاد، وينفذ مئات المحتجين الآخرين اعتصاما منذ أسبوع قرب القصر الرئاسي؛ للمطالبة بتشكيل "حكومة عسكرية"".

وردا على أنصار الجيش، احتشد عشرات الآلاف من الداعين لنقل كامل السلطات إلى المدنيين، الخميس الماضي.