مستوطنون يسممون آبار مياه الشرب بالضفة المحتلة

كشفت صحيفة عبرية، عن قيام مجموعات استيطانية إسرائيلية بتسميم آبار مياه خاصة بالشرب في بعض المناطق الفلسطينية بالضفة الغربية المحتلة.

ونوهت صحيفة "هآرتس" في تقرير للكاتب الإسرائيلي جدعون ليفي، إلى أنه في الوقت الذي تنشغل فيه العائلات الفلسطينية بجني الزيتون في موسم قطافه، تتصاعد اعتداءات المستوطنين بحق الفلسطينيين.

جيف في البئر

وأضافت: "في السنوات الأخيرة، تحول هذا الموسم الجميل إلى كابوس بالنسبة للفلسطينيين، فلا يوجد أي يوم يمر بدون هجمات للمستوطنين، ولا يوجد صباح بدون أشجار مقطوعة ومدمرة أو مجردة من الثمار".

وبحسب إحصائية الأمم المتحدة، فقد دمرت 8 آلاف شجرة زيتون عام 2021، على يد مئات المستوطنين، الذين يقومون أيضا بسرقة أكياس الزيتون ممن جنى محصوله من أبناء الشعب الفلسطيني.

وقالت: "هم يعرفون أنه لن يصيبهم أي ضرر إذا قاموا بالسرقة واقتلاع وحرق شجر الزيتون، فالجيش الإسرائيلي يخاف منهم ويقوم بحمايتهم دائما حتى عندما يشاغبون".

ومن بين أعنف جرائم قطعان المستوطنين بحق الفلسطينيين، كشفت "هآرتس" عن قيام مجموعات استيطانية بتسميم آبار مياه فلسطينية، وأكدت "قيام مستوطنين من "مزرعة جلعاد"، بإلقاء جيف أغنام في بئر مياه تعود ملكيتها للمواطن الفلسطيني المسن إبراهيم صلاح من قرية "فرعتا" (لا تبعد كثيرا عن مستوطنة "أريئيل")، من أجل تسميم البئر".

اقرأ أيضا: هذا ما يفعله المستوطنون في موسم حصاد الزيتون بالضفة

وتابعت الصحيفة: "منظر الجيف التي أخرجها باسل بن إبراهيم أمام ناظرينا من البئر كان صعبا، ورائحتها كانت كريهة"، مضيفة أنه "في هذه السنة، يبدو أن المستوطنين يسرقون ويخربون أكثر من أي وقت مضى".

وأوضحت أن الشاب باسل ابن المسن الفلسطيني صلاح، "تم ضربة بشكل قاس على رأسه وكتفه من قبل مستوطنين في موسم قطف الزيتون، وتم علاجه في مستشفى "مئير" وبقيت لديه إعاقة جسدية".

كمين وسطو

وأفادت "هآرتس"، بأنه "منذ 2002 لم يكن لصلاح أي موسم قطف زيتون هادئ وآمن، فذات مرة جلسوا للأكل في أرضهم، فاحتجت مستوطنة على رائحة اللبنة والسمك، وأمرت الجنود بإبعادهم. ومرة أخرى جلسوا ليستريحوا ويشربوا القهوة، حينها احتج مستوطنون وتدخل الجيش وانتهت استراحة القهوة".

ولفتت إلى أن مزرعة الفلسطيني صلاح تقع بالقرب من "مزرعة جلعاد" الاستيطانية، وهو يحتاج إلى تنسيق مسبق مع جيش الاحتلال من أجل الوصول إلى أرضه وقطف الزيتون.

وبينت أن صلاح عندما نجح في الوصول إلى حقله، اكتشف أن المستوطنين سرقوا محصول 50 شجرة عمرها 70 سنة، موضحة أن المواطن الفلسطيني صاحب الأرض تقدم بأكثر من 27 شكوى "وكلها لم تنفع، ولم يتم إعادة محصول الخمسين شجرة التي سرقها المستوطنون".

ونبهت الصحيفة إلى أن المسن صلاح وزوجته تعرضوا لكمين من قبل المستوطنين، حيث تم الاعتداء عليهم وضربهم خلال عودتهم إلى منزلهم بعد يوم من قطف الزيتون.