تحدث رئيس المؤتمر اليهودي العالمي، رونالد لاودر، عن حرب الإعلام، وتدهور كفة الاحتلال الإسرائيلي فيها.
وأكد لاودر إجماع النخب السياسية والعسكرية في تل أبيب، بفشل الاحتلال في تقديم الرواية اليهودية في الإعلام حول القضية الفلسطينية كما يجب.
وتقول وسائل إعلام إسرائيلية؛ إن الحرب انتقلت من ساحة المعركة العسكرية، إلى النضال من أجل كسب الرأي العام، وبدون دعم من العالم الخارجي، وبدون وحدة داخلية بين اليهود أنفسهم.
رونالد لاودر ذكر في مقاله بصحيفة معاريف، ترجمته "عربي21"، أن من وصفهم بـ"أعداء إسرائيل، فتحوا جبهة سياسية
جديدة في هجماتهم ضدها، والمفارقة أن إسرائيل تخسر هذه الحرب التي لا تخوضها داخل
حدودها؛ لأنها سمحت لنفسها بالتخلي عن الركب، وهذا صحيح بالنسبة لليهود في إسرائيل
والشتات، فهي لا تحارب الاتهامات الصادرة ضدها، وتنتشر كل يوم بشكل واضح لا لبس
فيه".
وزعم أن "من يعارضون
وجود إسرائيل استولوا على العديد من وسائل الإعلام الكبرى، واخترق تحيزهم ضد
إسرائيل أنظمة سياسية بعينها، وبتنا نشهد على شاشاتها وصحفها تقارير تمتلئ بخطاب
معادٍ لإسرائيل، حتى باتوا يسمونها بـ"دولة الفصل العنصري"، ويتهمونها
بـ"التطهير العرقي"، و"ارتكاب الجرائم ضد الإنسانية".
يبدو كلام لاودر مبالغا فيه؛ لأن معظم الإعلام الدولي منحاز لإسرائيل، لكن تحذيره هذا قد يحمل صورة
استشرافية متشائمة عما تشهده الولايات المتحدة خاصة، من خلال وسائل الإعلام
والأوساط الأكاديمية، مما تسبب في حدوث شقاق بين يهود أمريكا أنفسهم، حيث يجد
الطلاب والأكاديميون اليهود أنفسهم يعاقبون على التعبير عن دعمهم لإسرائيل، بما في
ذلك من قبل نظرائهم اليهود، مع أن الجامعات تعترف بما تسميه "المشكلة"،
لكن معظمها لا يفعل شيئا خوفا من الإدانة.
أما في مجال الحكومة
والسياسة، فقد بدأ حلفاء إسرائيل، بمن فيهم رئيس مجلس النواب الأمريكي، بالانحناء أمام
الدعوات المعادية، ويوافق العديد من أعضاء الكونغرس على سحب أصواتهم مؤقتا لصالح
تمويل القبة الحديدية؛ لأنهم يعارضون سياسة الحكومة الإسرائيلية الحالية، فضلا عن
رؤية عدد من المظاهرات في الجامعات، وعدد آخر من إدانات المشاهير بسبب الانتهاكات
الإسرائيلية لحقوق الإنسان، بعد أن تجاهلوها لسنوات طويلة.
يشكو الإسرائيليون أنه في
هذه الحرب الإعلامية والدعائية، تقدم هدايا لحماس وحزب الله وإيران، وإشارة قوية
ليهود الشتات بأن الانقسام بينهم أمر قائم، وفي طريقه إلى التعزز مع مرور الوقت،
لذلك ليس من المستغرب أن نشهد كسر الخطوط بين اليهود أنفسهم خارج إسرائيل: متطرفون
أرثوذكسيون مقابل علمانيين، المحافظون ضد التقدميين؛ اليسار ضد اليمين، والعكس
صحيح؛ لأن إسرائيل، لمدة 15 عاما، أهملت يهود الشتات، وهي بهذا الوضع لن تبقى
على قيد الحياة.
كتاب إسرائيليون يتساءلون: إلى متى "سنبقى" بالمنطقة؟
لقاء يجمع وزراء إسرائيليين وسودانيين في أبوظبي
قراءة إسرائيلية لما بعد ميركل: علينا الاستعداد للقادم