بعد انتهاء الانتخابات البرلمانية العراقية وإعلان النتائج الأولية، تدور تساؤلات كثيرة حول شكل خارطة التحالفات السياسية في البلد، والتي على أساسها ستُكلف الكتلة الأكبر بتشكيل الحكومة المقبلة.
وهنّأ البيت الأبيض، الثلاثاء،
على إجراء الانتخابات، حيث قال المتحدث جين ساكي: "نهنئ الحكومة العراقية على
إنجازها لوعدها بإجراء الانتخابات المبكرة. بمجرد المصادقة على النتائج النهائية نأمل
أن يشكل أعضاء مجلس النواب الجديد حكومة تجسّد إرادة الشعب العراقي".
قطبان شيعيان
من جهته، قال السياسي العراقي،
أثيل النجيفي في حديث لـ"عربي21" إن "المشكلة الأولى والعقبة الأهم
هي كيف ستُرسم التحالفات الشيعية –الشيعية، لأن بقية الأطراف ستبحث عن الطرف الشيعي
الأقوى للتحالف معه".
وأوضح النجيفي أنه "ليس
هناك لدى السنة والأكراد شيء محدد فهم ينتظرون، طرفا شيعيا قويا يمكن التباحث معه، وحاليا
هناك طرفان يتصارعان لتشكيل الكتلة الأكبر هما التيار الصدري، و"المجلس التنسيقي
الشيعي" المكون من دولة القانون والفتح والقريبين منهم".
اقرأ أيضا: الطريق إلى الحكومة.. دستور العراق يحدد 90 يوما لتشكيلها
وأعرب محافظ نينوى السابق عن
اعتقاده بأن "السنة والأكراد لا يريدون الخوض في موضوع الكتلة الأكبر، وإنما يريدون
النتيجة التي تصل إليها الأطراف الشيعية، فهناك قطبان للشيعة ومهما كانت النتيجة، فإن
السنة سيتحالفون معهم".
وكانت نتائج أبرز القوى حتى
وقت كتابة التقرير بالشكل التالي: "التيار الصدري 71، تقدم على 38، دولة القانون
36، الفتح 20، العزم 15، الوطني الكردستاني 33 مقعدا، والاتحاد الوطني الكردستاني
18 مقعدا، امتداد 9، الجيل الجديد 9، العقد الوطني 5، المستقلون 17".
ملامح تحالفات
وعلى الوتيرة ذاتها، رأى المحلل
السياسي، أثير الشرع، في حديث لـ"عربي21" أن "النتائج التي أعلنت لم
تكن نهائية، والآن بدأت النتائج تنقلب رأسا على عقب، حيث انخفضت مقاعد الصدريين إلى
70 مقعدا بعد إجراءات العد والفرز اليدوي، والفتح أصبح 21، دولة القانون 41".
ورأى الشرع أن "مسألة التحالفات
لا يزال الحديث عنها مبكرا، فهناك تصريح للمفوضية أن النتائج المقبلة خلال الأيام المقبلة
ستنقلب رأسا على عقب، وعلى أساس ذلك من الممكن تشكيل تحالفات جديدة".
ولفت إلى أن "من سيشكل
الحكومة المقبلة ليس الكتلة الصدرية، وإنما تحالف سني شيعي كردي، وهذا واضح من خلال
التصريحات الجديدة، وهناك توازنات سياسية جديدة ستتشكل، ولا سيما بعدما ينتهي العد والفرز
اليدوي الذي تقوم به المفوضية".
وأوضح الشرع أن "ملامح
التحالفات ظاهرة الآن وإن كانت غير واضحة، لكن ربما يكون تحالف من ائتلاف دولة القانون
والفتح والاتحاد الوطني الكردستاني، وكتلة عزم السنية، وربما دخول تحالف الجيل الجديد
الكردي، لكن الكل ينتظر الأرقام النهائية لنتائج الانتخابات".
اقرأ أيضا: بعد وضع الانتخابات بالعراق أوزارها.. تساؤل حول الكتلة الأكبر
وفي المقابل، هناك ملامح تحالف
قد يتشكل من التيار الصدري وتحالف تقدم والحزب الديمقراطي الكردستاني، لكن مع تغيير
النتائج لا يمكن التمسك بالتصريحات السابقة، لكن أعتقد أن الحكومة المقبلة ستتشكل بمعزل
عن التيار الصدري، بحسب الشرع.
لكن الشرع أعرب عن اعتقاده أن
"التحالف الذي ستتشكل منه الحكومة المقبلة هو ائتلاف دولة القانون والفتح والحزبين
الكرديين والتحالفين السنيين تقدم وعزم، فيما سيكون البقية في المعارضة وأبرزهم كتلة
امتداد الجديدة"، مؤكدا أن "ترتيب خارطة التحالفات السياسية رهن نتائج الانتخابات
النهائية".
أغلبية سياسية
أما أستاذ السياسة الخارجية
في جامعة "جيهان" بمدينة أربيل، الدكتور مهند الجنابي، فقال لـ"عربي21"
إنه "حتى الآن هناك قطب ائتلاف دولة القانون ومن يدور في فلكه، وهؤلاء قد يصلون
في أحسن حالاتهم إلى 100 مقعد، وهم يفضلون خيار الحكومة التوافقية وليس حكومة أغلبية
سياسية".
وأضاف الجنابي أن "المتغير
المهم في هذه الانتخابات، هو أن المستقلين حتى الآن حصلوا على 37 مقعدا، لكن الكثير
منهم مقربون من القوى السياسية التقليدية، سواء ائتلاف دولة القانون، بل الكثير منهم
قريبون من تحالف الفتح".
وأشار إلى أن "نتائج الانتخابات
الحالية أفرزت محورين، أحدهما يدعو لحكومة أغلبية سياسية، وهي التيار الصدري والحزب
الديمقراطي الكردستاني وتحالف تقدم، وهؤلاء يصل عددهم لأكثر من 169 نائبا بالتالي هم
يشكلون الكتلة الأكبر".
وتابع: "المحور الآخر يدعو
لتشكيل حكومة توافقات سياسية، وهذه قد يكون دولة القانون محورها الأساس ومن يدور في
فلكه وهؤلاء لا يستطيعون تشكيل الأغلبية في البرلمان وإنما يصل عددهم من 90 إلى
100 مقعد".
اقرأ أيضا: "حلفاء إيران" يرفضون نتائج انتخابات العراق..سيناريوهات محتملة
وبيّن الجنابي أن "مسألة
تشكيل الحكومة مرتبطة بالتيار الصدري حصريا، هل يقبل على تشكيل حكومة أغلبية سياسية
أم توافقات سياسية، وأعتقد أن الذهاب لتشكيل حكومة أغلبية سياسية أفضل من التوافقية، التي
اعتمدت سابقا ولم تأت بشيء للبلد طيلة السنوات الماضية".
ونوه إلى أن "الإطار السياسي
الشيعي يحاول إبقاء منصب رئيس الحكومة ضمنها، لكن الصدر يتمرد على هذا الإطار، وأن
المعادلة اليوم تغيرت فالقوى الكردية والسنية ستميل إلى التيار الصدري، والأمر يعتمد
على مسارات التفاهمات السياسية".
وعقب إعلان فوز التيار الصدري
بنتائج الانتخابات البرلمانية الأولية، أعلن زعيم التيار مقتدى الصدر، الاثنين، أنه
لا مكان للفساد والفاسدين بعد اليوم، مشددا على ضرورة حصر السلاح بيد الدولة.
وقال الصدر في كلمة تلفزيونية،
إن "هذا اليوم يوم انتصار الإصلاح ولا مكان للفساد والفاسدين بعد اليوم".
وأضاف أن "كل السفارات مرحب بها ما لم تتدخل بالشأن العراقي أو تشكيل الحكومة"،
داعيا إلى "حصر السلاح بيد الدولة".
الانتخابات العراقية.. تحول في الخارطة السياسية وخسائر صادمة
عزوف عن التصويت بانتخابات العراق.. وأنصار الصدر يحتفلون
لماذا تختلف الانتخابات العراقية المقبلة عن الماضية؟