اعتبر الزميل في معهد واشنطن سايمون هندرسون أن الاستثمار السعودي في كرة القدم ينبئ بمنافسة خليجية من نوع خاص مشيرا إلى أن هذه الرياضة كانت موضوعاً بارزاً في الخلاف المستمر منذ سنوات بين قطر والتحالف المنافس.
وفي مقال له على موقع المعهد، قال هندرسون إن بعض الحقوقيين يعتقدون
أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان حذا حذو جيرانه في دول الخليج من خلال شراء
نادٍ أوروبي لتحسين الصورة المتضررة للسعودية بسبب سجلها في حقوق الإنسان.
اقرأ أيضا: "فايننشال تايمز" تهاجم بحدة استحواذ السعودية على نيوكاسل
والخميس الماضي، أعلن الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم في بيان،
أن مجموعة يملكها صندوق الاستثمارات العامة السعودي، أكملت الاستحواذ على نادي
نيوكاسل يونايتد الإنجليزي.
كما أكد الكاتب أن "منظمة العفو الدولية" حذرت من أن عملية
الشراء هي بمثابة "تلميع رياضي" لسجل حقوق الإنسان في السعودية.
وفي ذات السياق، قال سايمون هندرسون إن كرة القدم كانت موضوعا بارزا في الخلاف
المستمر منذ سنوات بين قطر والتحالف المنافس، أي المملكة العربية السعودية والبحرين
والإمارات العربية المتحدة ومصر. وتعود الأصول التاريخية لهذه التوترات إلى عقود،
وربما قرون، ولكن يمكن القول إن أحد العناصر الرئيسية المحرّضة على الخلاف الأخير
كان اختيار الدوحة عام 2010 لاستضافة كأس العالم لكرة القدم 2022.
وأشار هندرسون إلى أنه يُعتقد أن سعر بيع "نادي نيوكاسل"
يزيد عن 400 مليون دولار، وهو أعلى من العرض السعودي الذي تم رفضه في صيف 2020. وتمت
عملية الشراء عن طريق "صندوق الاستثمارات العامة" في المملكة الذي يترأس
اتحاد المالكين الجدد. ولتبديد الجدل بشأن
عملية البيع، زعم "الدوري الإنجليزي الممتاز" إلى حد يصعب تصديقه أن
"صندوق الاستثمارات العامة" ليس جزءاً من الدولة السعودية، على الرغم من
أن ولي العهد محمد بن سلمان هو رئيسه. وعلى أي حال، ستبلغ حصة مُلكية "صندوق الاستثمارات العامة"
80 في المائة، وستكون الحصة الباقية من نصيب مستثمرين بريطانيين.
وأضاف أن الرياض أصبحت تستحوذ على فريق "نيوكاسل" الذي
يتذيل ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز. وفي المقابل، يحتل "مانشستر
سيتي" - المملوك لشقيق الحاكم الإماراتي محمد بن زايد - المركز الثالث في
الترتيب، بفارق نقطة واحدة عن النادي المتصدر. وهناك نادٍ آخر
مرتبط بالإمارات - وهو "أرسنال"، الذي ترعى ملعبه "شركة طيران
الإمارات" - ويأتي ترتيبه في منتصف المجموعة. كما تملك قطر حصة في نخبة كرة
القدم الأوروبية أيضاً، حيث اشترى
الأمير تميم فريق "باريس سان جيرمان" الفرنسي في عام 2011 عبر صندوق
استثماري حكومي.
كما أشار الكاتب إلى أن جماهير "نيوكاسل" لا تهتم كثيرا بسجل
المملكة السيئ في مجال حقوق الإنسان، مما دفع ببعض وسائل الإعلام المحلية إلى وصف
عملية الشراء بـ "تلميع رياضي"، فقط من أجل جذب الاستثمار إلى فريقهم.
واختتم الكاتب مقاله بالقول إن محمد بن سلمان سيولي اهتماماً
وثيقاً بهذا الاستثمار باعتبار أنّ هذه الخطوة تعتبر تعزيزا لصورة البيئة
الاجتماعية المتغيرة داخل المملكة، وهي جزء أساسي من خطة "الرؤية 2030" التي
أطلقها ولي العهد السعودي.
لقاء سعودي إيراني حول العراق في نيويورك