تتعدد الفحوصات الخاصة
بفيروس كورونا، بين اختبارات سريعة تظهر نتيجتها بعد وقت قليل يصل إلى 20 دقيقة،
وبين فحوصات تتطلب فترة أطول تصل إلى يومين.
وترى ريما خنكرلي،
اختصاصية الأمراض الجرثومية والمعدية، أن الكثيرين يتمسكون بإجراء اختبار
"التفاعل الجيني المتسلسل" (بي سي آر)، في حين أن هناك اختبارات أخرى
أقل تكلفة وموثوقا بها.
بينما يقول اختصاصي علوم
ودراسة الفيروسات في المستشفى الجامعي في ليون بفرنسا، مكي يحي عبد المؤمن، إن
اختبار "بي سي آر" هو الأكثر دقة وتطورا، وأصبح سريعا، حيث قد تخرج
نتيجته في ساعة واحدة فقط.
هناك اختبارات مباشرة
للبحث عن فيروس "سارس-كوف-2"، المعروف بكورونا المستجد، وأخرى غير
مباشرة.
في الاختبارات
المباشرة على عينة الأنف أو الفم، أو حتى في البول أو البراز في بعض الحالات، يتم
النظر إلى الفيروس نفسه، سواء تفاعله مع خلايا معينة، أو النظر في بروتيناته، أو
الحمض الأميني الخاص به. أما الاختبار غير المباشر، فيتم النظر للأجسام المضادة
لمصاب بالفيروس، وتفاعلها مع العينة المراد الكشف عنها.
يوضح الدكتور عبد
المؤمن التقنية الأولى المباشرة، بأنه يتم فيها "وضع العينة في علبة بها
خلايا حيوانية أو إنسانية تكون دون عدوى، ثم نراقب تطور العينة عن طريق
المجهر".
ويقول إنه "إذا
كانت العينة بها فيروس سيتطور شكل الخلايا لأشكال أخرى، ومن ثم نعلم أن هناك
فيروساً"، مشيرا إلى أن هذه التقنية مجهدة، وتأخذ وقتا طويلا، من ثلاثة أو
أربعة أيام أو أكثر.
أما الطريقة الثانية
المباشرة أيضا، فهي "وضع العينة على قطعة من الزجاج، ونضع عليها الأجسام
المضادة لفيروس معين؛ للبحث عن مكوناته 'البروتينات'، مثلا الغلاف 'س أو و أو م أو
ن'، لأن الفيروس عندما يخرج من الخلية يترك فيروسات أخرى تتكون وتتكاثر وبروتينات
أخرى".
أما الطريقة الثالثة
المباشرة، التي يصفها عبد المؤمن بأنها الأفضل والأكثر تطورا، فهي "بي سي آر" وهو "التفاعل التسلسلي للأحماض الأمينية، الذي يتم من خلال الحصول
على مسحة عن طريق اللعاب أو الأنف".
ويقول: "في
الطريقتين الأوليين، كان يتم البحث عن الفيروس عن طريق تفاعل الخلايا الحيوانية أو
الإنسانية مع الفيروس أو البروتينات، لكن في "بي سي آر" نبحث عن الحمض
الأميني الخاص بفيروس كورونا المستجد إن كان موجودا أم لا".
ويوضح: "نأخذ
العينة، ثم ندخل عليها مواد من أدوارها تدمير كل الخلايا لإخراج الأحماض الأمينية،
وهي تقنية تستخدم للكشف عن كثير من الفيروسات مثل الالتهاب الكبدي".
والأحماض الأمينية في
الإنسان هي عبارة عن عمودين متساويين متوازيين، "نفتحهما وندخل بينهما خميرة
عكسية فيها تكرار، ثم نرى إن كان هناك وجود للفيروس، فيحدث مزج للألوان"،
مشيرا إلى أن هذه التقنية تحدث في أقل من ساعتين فقط، وأقل من ساعة لدى
البعض"، مضيفا أنها "فعالة وهي الأفضل".
وتزيد اختصاصية
الأمراض الجرثومية والمعدية، ريما خنكرلي، من التوضيح، قائلة إن اختبار "بي سي آر" أو التفاعل الجيني المتسلسل، يلتقط المواد الجينية الخاصة بالفيروس، حيث إنه إذا ظهر الحمض الأميني "دي أن أيه" للفيروس في العينة، فإن الشخص حينها
يكون مصابا".
أما اختبار الأجسام
المضادة السريع "Antigen
tests"، فتصفه خنكرلي بأنه مثل فحص الإنفلونزا، "يتم الحصول
على مسحة من الأنف أو الحلق، ثم نضع عليها سائلاً لتحفيز بروتين الفيروس، فيتم تكسير
الأشواك الملحقة به، ثم ندمج هذه العينة مع مصل من دم شخص مصاب، وصنع أجسام مضادة".
وتقول: "إذا
هاجمت الأجسام المضادة أشواك الفيروس أو بروتينه، فهذا يعني أن هذا الشخص
مصاب"، مضيفة أن "هذا الاختبار جاهز وسهل الاستخدام، ويمكن إجراؤه في
البيت، والحصول على النتيجة خلال 20 دقيقة أو ساعة على الأكثر".
وتضيف: "يجرى هذا
الاختبار للمسافرين، أو إذا كنا نشك في إصابة شخص ما، وهو بالنسبة إلينا موثوق فيه، ويتم الأخذ بنتيجته، ونأمر بعزل من تكون نتيجته إيجابية، كما أنه أصبح موثوقا على
نطاق واسع أرخص بكثير وآمن، ويمكننا عمله على أشخاص كثيرين جدا، ولا نجري فحص "بي
سي آر" إلا إذا كان الشخص ظهرت عليه أعراض الإصابة بفيروس كورونا".
وتشير إلى أن اختبار
"بي سي آر "يأخذ وقتا أطول؛ "لأن عملية وضع الحمض الأميني في تسلسل
معين ووضعه في ماكينة للكشف عليه تستغرق ست ساعات، ولا بد أن يكون هناك عدد معين من
العينات حتى تعمل الماكينة".
وأضافت: "قد تتطلب
عينة الشخص المراد فحصه الانتظار لحين الانتهاء من عينات من سبقوه، لأن الماكينة تأخذ حوالي ست ساعات للكشف عن الحمض الأميني، ولهذا يكون الانتظار ليوم أو
يومين، لكن إذا كانت العملية سلسة والعينات ليست كثيرة، فالنتيجة قد تكون متاحة في
نفس اليوم الذي تم فيه أخذ المسحة".
شركة "فايزر" تنصح بجرعات مخفضة من لقاحها للأطفال
دراسة: الممتنعون عن أخذ اللقاحات أكثر عرضة للوفاة بأضعاف
الصحة العالمية تدعو لوقف الجرعات المعززة لإنقاذ الدول الفقيرة