طرح اللقاء المفاجئ الذي عقده السيسي مع رئيس الحكومة الليبية عبد الحميد الدبيبة وإشادته بحكومته، الكثير من الأسئلة حول تداعيات الخطوة ورسائلها خاصة لكل من رئيس البرلمان عقيلة صالح واللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر.
والتقى السيسي في القصر الرئاسي بالدبيبة قبيل انطلاق
اجتماعات اللجنة المشتركة بين البلدين، مؤكدا دعمه للحكومة والانتخابات والاستقرار
في ليبيا ورفضه أي تدخلات خارجية يمكنها إفشال التسوية السياسية، ومشيدا بدور حكومة
الدبيبة في حل كثير من المشكلات.
كما شهدت زيارة الدبيبة وحضوره اجتماعات اللجنة المشتركة
مع نظيره المصري توقيع 13 اتفاقية ومذكرة تفاهم اقتصادية تصل قيمتها إلى 33 مليون دولار،
وسط تأكيدات من رئيسي الحكومة على أهمية التنسيق والتواصل والتعاون مستقبلا بمشاركة
مصر في الإعمار وتدريب الكوادر الليبية في مجال الاتصالات وغيرها.
وشهدت زيارة الدبيبة حفاوة مصرية كبيرة واستقبالا رسميا من نظيره المصري ثم لقاء مع السيسي وتوقيع حزمة من الاتفاقات، وهو ما طرح تساؤلات:
هل يحمل الأمر رسالة لكل من حفتر وعقيلة صالح اللذين التقى بهما السيسي منذ يومين؟ وهل
هو رفض ورد ضمني على استمرار النظام المصري في دعم العسكر؟
شكوك
من جهته، قال وزير التخطيط الليبي السابق، عيسى التويجر
إن "الشعب الليبي يتطلع إلى علاقات إيجابية مع مصر تسمح له بإقامة دولته المدنية
المستقرة التي تراعي المصالح المتبادلة، لكن ما حدث منذ سنوات واستمرار وجود حفتر وعقيلة
صالح في المشهد وزيارتهما التي سبقت زيارة الحكومة تثير بعض الشكوك".
وأضاف في تصريحات لـ"عربي21": "اللقاء
طغى عليه الحديث عن الاتفاقيات والمشروعات التي تبدو وكأنها ثمن تدفعه ليبيا دون ضمانات
لدعم بناء دولة مدنية ديمقراطية مع استمرار تهديد عودة حكم الفرد والأسرة، خاصة أن
حديث رئيس الوزراء المصري كله كان ينصب على الأموال والمصالح"، وفق تقديره.
اقرأ أيضا: السيسي: مستعدون لدعم انتخابات ليبيا ونرفض التدخلات الأجنبية
في حين أكدت عضو البرلمان الليبي، أسماء الخوجة أن
"لقاء السيسي بالدبيبة قبيل اجتماعات اللجنة المشتركة له دلالة بأن مصر داعمة
لحكومة الوحدة الوطنية وأنها ترفض سحب الثقة منها، لذا كان هناك لقاء مع رئيس البرلمان،
عقيلة صالح وكذلك المشير حفتر".
وأوضحت لـ"عربي21" أنه "بخصوص حزمة الاتفاقات
الموقعة اليوم نرى أنها تصب في تحقيق البناء والتنمية والسلام وهي خطوة مهمة جدا ويتبقى
فقط التنفيذ والمسارعة في ذلك، خاصة أن لقاء السيسي وتصريحاته تؤكد أن مصر تدعم السلام
والتسوية السياسية وفقط وأن القاهرة رافضة لأي تصعيدات عسكرية أو حروب، والرسائل لأطراف
الصراع كفى حروبا أو صدامات مع حكومة مدعومة دوليا ومحليا"، كما رأت.
دعم وإقناع
المدون والناشط الليبي، فرج فركاش قال من جانبه إن
"السيسي وحكومته أكدا أن الانتخابات يجب أن تكون عامل استقرار وليس عامل تأزيم ولذلك
نرى التركيز في خطاب القيادات المصرية على ضرورة توفير "المناخ المطلوب"
لإجراء هذه الانتخابات وأهمها التوافق على القواعد الانتخابية بين الأطراف الفاعلة
لضمان القبول بنتائجها وهي ربما نفس الرسالة التي وجهها السيسي لكل من حفتر وعقيلة
صالح".
وتابع: "التبادل التجاري وتنشيط عجلة الاقتصاد وعقد
اتفاقيات تخدم صالح الشعبين هو أمر طبيعي بحكم الحوار وأحد وسائل دعم الاستقرار في
البلدين، وللدولة المصرية وقادتها دور هام في إقناع الأطراف خاصة حفتر بضرورة توحيد
المؤسسة العسكرية ونتمنى أن تستخدم مصر نفوذها بشكل أكبر في هذا الصدد وأن تتحول الأقول
إلى أفعال"، كما صرح لـ"عربي21".
هل تنجح القاهرة في عقد لقاء بين الدبيبة وحفتر وعقيلة صالح؟
هل يفرض السيسي جباية جديدة لتمويل صندوق "تحيا مصر"؟
كيف يؤثر التقارب المصري التركي على استقرار ليبيا؟