قال كاتب إسرائيلي إن "الرسالة الفلسطينية في غزة لم تتغير، ومفادها أنه طالما أنهم لم يحصلوا على ما يريدونه، فلن يكون هناك هدوء في إسرائيل، ولذلك فما نشهده اليوم في غزة ببطء، وبشكل تدريجي، تفقد فيه إسرائيل أوراق الضغط، وقد تلقت في الأسبوع الماضي درساً حول ما قد ينتظرها في غياب حل مع حماس".
وأضاف جاكي خوجي في مقال بصحيفة معاريف، ترجمته "عربي21"، أن "حادث إطلاق النار من مسافة الصفر على جندي حرس الحدود، وإصابته بجروح خطيرة جدا، لم يخف حماس، رغم رد الفعل المصري الأولي بإغلاق معبر رفح، لكن الحركة قدرت أن إسرائيل ستحتوي هذا الحادث، رغم خطورته، وكانت بذلك على حق".
وأوضح خوجي محرر الشؤون الفلسطينية في الإذاعة العسكرية الإسرائيلية، أن "رسالة حماس القديمة الجديدة أنه طالما أن غزة لم تحصل على ما تستحقه، فلن تنعم إسرائيل بالهدوء، وقد أظهرت التجربة أن إسرائيل تعمل، بعكس تصريحاتها، وهو ما يتجلى في ردود فعلها عندما تتفاجأ بحزمة من البالونات الحارقة أو الصواريخ أو المظاهرات الحدودية".
وأشار إلى أن "الكثير من الإسرائيليين فوجئوا بتصعيد حماس لوتيرة الاحتجاجات بعد يومين فقط من تجديد اتفاق المنحة القطرية، لأن الحركة تقول علانية إن هذه المنحة هي الحد الأدنى الضروري لبقاء اقتصاد غزة على قيد الحياة، وحتى عندما تتدفق، تظل غزة تحت خط الصفر، فالحرب الأخيرة زادت من المعاناة الاقتصادية، وزاد النقص في السيولة، وارتفعت البطالة، ورغم أن إسرائيل أعادت تصريح العمل لألف عامل، فإن العدد قليل جدًا".
وأوضح أن "الفلسطينيين يشاهدون انشغال العالم بمشاكل كورونا وإيران وأفغانستان وأزمة المناخ، وتم دفع القضية الفلسطينية إلى نهاية القائمة، في حين تقاتل غزة اليوم من أجل قطعة خبز، لذلك فقد أخرجت حماس الحشود إلى الحدود، لأنه ليس لديهم الكثير من الخيارات، ويدرك الفلسطينيون أن الحرب مكلفة، لكنها تساعدهم على الطفو فوق سطح الماء باستخدام أنبوب التنفس، وإلا فإن غزة ستغرق، وفي الوقت ذاته فقد زاد خيار الحرب في أعين قادة الجيش الإسرائيلي".
اقرأ أيضا: إصابات بـ"الإرباك الليلي" شرق غزة.. وقنابل غاز من الاحتلال
وأكد أن "الضربات الجوية للجيش الإسرائيلي تواجه صعوبة في تحقيق هدفها في قلب غزة، ورغم سنوات من الهجمات المتواصلة على غزة، لكن الفصائل الفلسطينية تواصل إشعال الحدود دون تردد، ومع مرور الوقت تخسر إسرائيل المزيد من أوراق الضغط التي في حوزتها على حماس".
وأضاف أن "أحداث الأسبوع الأخير على حدود غزة علمت الإسرائيليين درسًا أرادوا دائمًا الابتعاد عنه، رغم أننا مطالبون بالوصول لتسوية دائمة مع غزة، والخشية أن يكون ترتيب استسلام سيُجبر عليه الإسرائيليون، بسبب قوة الواقع، لأن تدهور الوضع في غزة، وما يتركه من مآس إنسانية سيجعل الحروب أكثر تواترا، وحماس ستصل لحالة لا خيار فيها، وستتخلى الحكومة عن مستوطني غلاف غزة".
وأشار إلى أن "حاجة إسرائيل الأمنية للدفاع عن نفسها، ستتضاءل أمام الصور القادمة من غزة، ما يتطلب من الحكومة تفكيرًا عميقاً، أكبر بكثير من المنحة القطرية والانتشار التكتيكي للجيش على الحدود. صحيح أنه من الصعب جدًا اتخاذ قرارات معقدة لا تحظى بشعبية بين الإسرائيليين، ولكن إذا لم نتخذها، فقد يكون الثمن الذي ندفعه أثقل بكثير".
يديعوت: حماس جعلتنا أضحوكة وتصعّد قبيل لقاء بايدن-بينيت
الاحتلال يشرع ببناء جدار جديد.. معاريف: التصعيد مع غزة أقرب
خبير: إصابة "القناص" محرجة واستراتيجية احتواء حماس فشلت