رأى كاتب
إسرائيلي أن "إسرائيل"، هي
"الحليف الوحيد؛ المخلص والمضمون" لواشنطن في منطقة الشرق الأوسط، مؤكدا
أن انسحاب جيش الاحتلال من
الضفة سيمكن حركة "
حماس" من السيطرة على
المناطق.
وأكد الكاتب
ناحوم برنياع في مقاله بصحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، أن "الصور
من أفغانستان قاسية، ومن المحزن رؤية أمريكا في هذا الذل، فصور كابول تذكرنا بصور
الإخلاء من سايغون عام 1975؛ فوضى، هروب المتعاونين (العملاء)".
ونوه إلى أن تلك الصور، أعادته إلى لبنان 2000،
حيث الانسحاب (الإسرائيلي) الذي قدم موعد الانهيار السريع لجيش لبنان
الجنوبي، مسيرات النصر لحزب الله، وأزمة سير سيارات المرسيدس للعائلات التي سعت
للهرب إلى إسرائيل، ومن العناوين الرئيسة الصارخة، "يوم الذل" و"مع البنطال الساحل".
وقال برنياع: "علمتني الصور من أفغانستان،
كم هي أهمية قوة الإرادة في الصراع على الحكم، 20 عاما استثمر الأمريكيون في تطوير
جيش أفغانستان؛ زودوه بسلاح متطور، مسارات تأهيل للضباط والجنود، نظام وانضباط،
ولكن المال الأجنبي ولد فسادا، والفساد ولد اغترابا، ومقتا".
وأضاف: "أمريكا تنطوي على نفسها؛ هذا هو
الميل الذي خلفه الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما للسابق دونالد ترامب وخلفه
الأخير للرئيس الحالي جو
بايدن"، منوها أنه "بعد شمال سوريا وأفغانستان
سيأتي دور العراق، والقوات الأمريكية ستخرج من كل نقاط الاحتكاك في المنطقة، ستخرج
من أجل ألا ترجع".
ولفت إلى أنه "للانطواء الأمريكي توجد
تداعيات على إسرائيل وحكومتها؛ فهي ستحوم فوق اللقاء القريب بين بايدن ونفتالي
بينيت"، معتبرا أن "إسرائيل هي الوحيدة بين البحر المتوسط والخليج التي
يمكن لأمريكا الاعتماد عليها، فهي لن تخون ولن تنهار"، بحسب اعتقاده.
ونوه إلى أن "إدارة بايدن تتعاطى في هذه
اللحظة بشك مع الحلفاء القدامى مثل؛ السعودية، قطر ومصر؛ والأسباب ستفصل لاحقا،
كما لديها انتقاد على إسرائيل، ولكن ليس لديها في المنطقة شريك قوي ومخلص
مثلها"، موضحا أن "مكتب بينيت يأمل أن تعزز أحداث أفغانستان مكانة
إسرائيل في البيت الأبيض، فبينيت وحكومته هما ما تمناه بايدن ورجاله بعد ترامب
ونتنياهو، وإيران ليست شريكا للاتفاق؛ فهي وجهتها للقنبلة، وحكومة إسرائيل هي
شريكهم في الحرب ضد طهران".
وأوضح برنياع، أن من بين المواضيع المطروحة في
لقاء بايدن بينيت خلال الأيام القادمة، دور قطر في المنطقة، مصر، وزعيم الانقلاب
المصري منهك مع حقوق الإنسان، وهو أحد محبوبي إدارة ترامب السابقة، حيث يأمل السيسي
في أن يفتح بينيت له أبواب البيت الأبيض، إضافة للعلاقات مع الأردن والسلطة
الفلسطينية.
ونبه أن "بينيت يمكنه أن يلقي الخطاب الذي
كان سيلقيه على أي حال لو أنه كان لا يزال في المعارضة؛ بأن ما حصل في أفغانستان
يجب أن يوضح للعالم بأنه محظور على إسرائيل أن توافق على إقامة دولة فلسطينية،
ومحظور عليها أن تخلي دونما واحدا في الضفة الغربية".
وتوقع الكاتب، أنه "في اللحظة التي تخرج
فيها إسرائيل، ستنهار السلطة وستختفي قواتها العسكرية، وحماس ستسيطر"، منوها
أن "بايدن الذي تلقى ضربة معنوية غير بسيطة في أفغانستان، ينتظر بشائر طيبة
وليس مزايدات أخلاقية".