تناول الباحث الأمريكي سايمون هندرسون تأثير الهجوم الأخير على ناقلة النفط الإسرائيلية في خليج عُمان، وهو الهجوم الذي وُجهت فيه أصابع الاتهام إلى إيران.
وقال هندرسون، وهو زميل بيكر في معهد واشنطن ومدير برنامج الخليج وسياسة الطاقة في المعهد: "كان من الممكن أن يتسبب مقتل اثنين من أفراد طاقم ناقلة المنتجات النفطية "ميرسر ستريت" في خليج عُمان، إثر اصطدام طائرة إيرانية بدون طيار بهيكل السفينة الأعلى، في حالة من الهلع في الأسواق، إلا أن التذبذب الأخير في أسعار النفط يعود إلى تأثير جائحة كورونا على اقتصاد الصين، وليس إلى الضربة الإيرانية الواضحة على ناقلة النفط الإسرائيلية".
وتساءل هندرسون في مقال نشره معهد واشنطن: "كم من الأخبار السيئة اللازمة لكي يتغيّر سعر النفط؟ وأي نوع من الأخبار؟".
وأشار إلى انخفاض الأسعار في التعاملات المبكرة في آسيا في الثاني من آب/ أغسطس، "لكن هذا الاتجاه لم يكن بسبب القلق من اعتداء ألقيت مسؤوليته على إيران بالقرب من مضيق هرمز الاستراتيجي في نهاية الأسبوع الماضي؛ فقد كان من شأن ذلك أن يدفع إلى ارتفاع الأسعار، إلا أن السبب كان هو تجدّد المخاوف المرتبطة بجائحة كورونا بشأن صحة الاقتصاد الصيني"، بحسب هندرسون.
وقال: "في حين لم تؤد الحادثة إلى اضطراب أسواق الطاقة، إلا أن العالم الدبلوماسي يتخبط في موجات كلامية، ولكن من دون [اتخاذ] أي خطوات عملية بعد".
وأضاف: "الأمر المحرج للعمل الدبلوماسي، هو أن الحادث كان على ما يبدو جزءا من "حرب الظل" المتصاعدة بين إيران وإسرائيل. ففي العام الماضي أو نحو ذلك، وقعت انفجارات غامضة دمرت سفنا إيرانية قبالة السواحل السورية وفي البحر الأحمر، بينما تحاول إسرائيل تقويض حلفاء إيران، وهو جزء من تصميمها على عدم السماح لطهران بتطوير سلاح نووي، وحاليا بدأت إيران في الرد على ذلك".
وأوضح أنه "ربما يكون الأمر الأكثر إثارة للقلق، هو أن الهجوم قد يؤدي إلى إعادة حساب الخيارات العسكرية الأمريكية والبريطانية ضد إيران. فإذا تمكنت طائرة بدون طيار أو سلاح مشابه من ضرب ناقلة نفط، فقد تتمكن أيضا من ضرب حاملة طائرات".
ورأى أن واشنطن ولندن ستجدان "نفسهما مقيّدتين بسبب إحجام حلفائهما الخليجيين العرب عن مواجهة إيران. ففتور إدارة بايدن تجاه استخدام القوة، سبق أن دفع دولا كالسعودية والإمارات إلى العمل مع طهران عبر القنوات الدبلوماسية. وعلى الأرجح، إن التوازن الذي ترسيه تلك الدول بين الخوف من إيران، وعلاقاتها الجديدة مع إسرائيل، والتعامل مع جارتها الأكبر عبر مياه الخليج، سيكون بلا فائدة".
ورأى هندرسون أن إنكار ضلوع إيران في الحادث "سيؤدي إلى تحفيز مثل هذه النتيجة، كما أنه اعتراف بأن طهران بحاجة إلى تصدير النفط على غرار جيرانها. وفي حين ستبقى أنظار سوق النفط شاخصة نحو منطقة الخليج، إلا أن شاغلها الرئيسي هو تأثير جائحة كورونا على الاقتصاد العالمي".
توتر مستمر بخليج عمان.. كيف ترد "إسرائيل" وحلفاؤها على إيران؟
طهران: هناك تهيئة أجواء للاعتداء علينا ومستعدون للرد
وزير الخارجية القطري يزور طهران ويلتقي الرئيس الإيراني