في خطوة تصعيدية، أحكمت قوات النظام حصار حي "درعا البلد"، مانعة بذلك الغذاء والدواء عن أكثر من 11 ألف عائلة تقطن الحي وحي "طريق السد" و"مخيم درعا".
وفي التفاصيل، أغلقت قوات النظام الطريق المعروف باسم طريق غرز، الذي كان يصل حي درعا البلد، بحي درعا المحطة، وهو الطريق الذي كانت تدخل عبره جميع المواد الغذائية والسلع الأساسية للمنطقة.
وكانت قوات النظام، وبأوامر روسية قد أغلقت قبل 12 يوماً، معظم الطرق المؤدية إلى حي درعا البلد باستثناء طريق غرز، وبإغلاق الطريق الأخير يكون الحي قد بات تحت الحصار الكامل.
يأتي ذلك، بعد رفض اللجان المركزية وأهالي الحي، تسليم السلاح الخفيف للنظام والسماح لقوات الأخير، بتفتيش المنازل، بسبب تعارض ذلك مع بنود "اتفاق التسوية" الذي سمح لفصائل المعارضة سابقاً، بالاحتفاظ بسلاحها الخفيف، وتسليم السلاح الثقيل فقط.
وقال رئيس "المجلس السوري للتغيير" وعضو "اللجنة الدستورية" المصغرة عن المعارضة حسن حريري، من درعا، في حديث لـ"عربي21"، إن النظام اعتاد على أسلوب الحصار لمعاقبة الأهالي على خروجهم ضده، وفي حالة درعا البلد، فقد جاء الحصار بسبب رفض الأهالي الانتخابات الهزلية التي أجراها النظام.
وأضاف، أن الغريب إلى حد ما، هو أن الحصار جاء بأوامر روسية، ما يعني انقلابا واضحا على التفاهمات التي أشرفت عليها روسيا في صيف العام 2018.
وكشف حريري، في هذا السياق عن مشاريع لكسر الحصار، من دون أن يفصح عنها، وقال: "ستتضح خلال الأيام القادمة، وعقدنا في المجلس السوري للتغيير اجتماعات عدة بحضور ممثلين عن كل قوى الثورة والمعارضة، وشخصيات من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، وتم وضع خطة عمل، لتشكيل مجموعة عمل لفضح ممارسات النظام".
كذلك أشار إلى التحضيرات لعقد لقاء بين أهالي درعا البلد، و"الاتحاد الأوروبي" والمبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، غير يبدرسون.
بدوره، أكد الباحث السوري، مطيع البطين، من درعا، أن درعا البلد شكل مؤخرا حالة إحراج كبيرة للنظام السوري، وذلك بعد تجدد المظاهرات التي أعادت روح الثورة من جديد، بشكلها الحضاري.
وقال لـ"عربي21"، إن عدم اكتمال التفاهمات الروسية-الإيرانية، في الجنوب السوري أدى كذلك إلى الحصار، بحيث تريد روسيا إبعاد المليشيات الإيرانية عن الحدود من الاحتلال الإسرائيلي، في حين تريد إيران مقابل ذلك نزع السلاح الخفيف من الجنوب السوري عموماً.
وبحسب البطين، فإن النظام يريد من حصار حي درعا البلد، استهداف الشخصيات المؤثرة التي بات صوتها مسموعا على الصعيد الدولي، إلى جانب تفريغ المنطقة من الخبرات والطاقات، وزيادة التهجير، بعد أن شكل الحي ملاذاً لكل أحرار الجنوب السوري.
وقال "المجلس الإسلامي السوري" في بيان تسلمت "عربي21" نسخة منه الاثنين: "لا تزال درعا منذ أشعلت شرارة الثورة قبل عشر سنين أيقونة الثورة الماضية نحو تحقيق أهداف الشعب السوري في تطلعه لحياة حرة كريمة، ولا تزال العصابة الحاكمة في سوريا ترتكب الجرائم بحق درعا".
ودعا البيان أبناء درعا البلد إلى مزيد من الثبات والصمود لإزاحة الظلم، وقال: "لقد استطاعت درعا بوقفاتها على مرأى العالم كله أن تعرّي وتسقط وتكشف زيف ما سمي انتخابات رئاسية، ولذلك فهي اليوم تعاقب بالتضييق والحصار".
وحمل "المجلس"، المجتمع الدولي وفي مقدمته الولايات المتحدة الأمريكية وزر تخاذله عن فك الحصار عن الأطفال والنساء والأبرياء في درعا البلد، وقال: "هذه الجريمة تسهم باستمرار في تنفيذ مخطط التغيير الديموغرافي لسوريا من خلال تفريغ درعا البلد من أهلها وتهجيرهم كما هو الحال اليوم في معظم مدن حوران وقراها".
فكوا الحصار عن درعا
وفي السياق، فإنه ما زال وسم "فكوا الحصار عن درعا" متصدرا مواقع التواصل الاجتماعي السورية، بعد أيام من إطلاق الحملة الإلكترونية، الهادفة إلى فك الحصار عن الحي.
اغتيال أبرز رجال حزب الله اللبناني بريف درعا بسوريا
مقتل عسكري سوري أثناء تفكيكه قنبلة بسيارة مسؤول للبعث بدرعا
قتيل وإصابات بقصف للنظام على ريف إدلب