نشرت صحيفة "بوبليكو" الإسبانية تقريرا تحدثت فيه عن صعوبة تحقيق مبادرة إسبانيا وإيطاليا لحل الصراع بين الإسرائيليين والفلسطينيين إحراز أي تقدم في حل هذه الأزمة التاريخية.
وقالت الصحيفة في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن الصراع بين "إسرائيل" والفلسطينيين عالق منذ العديد من العقود، ولا يبدو أن هناك ما يشير إلى أنه سينتهي في المستقبل القريب حيث لا مصلحة للسلطات الإسرائيلية في ذلك خاصة وأنها راضية عن التوسع الاستعماري المستمر في الأراضي المحتلة. ويُعتبر انتصار جو بايدن وصعود رئيس الوزراء الجديد، نفتالي بينيت، بمثابة تغييرين مهمّين في المعادلة. في المقابل، من المشكوك فيه للغاية أن هذه التغييرات، خاصة الثانية، ستكون لها تداعيات كبيرة من شأنها أن تساعد على حل الأزمة الأبدية.
في هذا السياق، أعلنت وزيرة الخارجية الإسبانية، أرانتشا غونزاليس لايا، ونظيرها الإيطالي لويجي دي ماجيو، يوم الجمعة الماضي، عن مبادرة حيث سيقومون في الأسابيع المقبلة برحلة إلى الشرق الأوسط للترويج لاستئناف المفاوضات بين "إسرائيل" وفلسطين، طرفي الصراع. وتجدر الإشارة إلى أن الإعلان عن هذه المبادرة لم يكن له أي تأثير على "إسرائيل" على الإطلاق. ولا يعود ذلك إلى أن الإسرائيليين لا يريدون التفاوض، بل ببساطة لأنهم لا يريدون مغادرة الأراضي المحتلة، سواء الفلسطينية أو السورية. في حال أُجبرت "إسرائيل" على الحوار، فسيتفاوضُون على كل ما هو ضروري. في المقابل، لا يمكن توقع أي شيء من تلك المفاوضات.
مبادرة تأتي بنتائج عكسية
يمكن للمبادرة الإسبانية الإيطالية أن تأتي بنتائج عكسية وسلبية على وضع السلام، نظرا لأنها ستجعل الإسرائيليين يبذلون المزيد من القوة ويشكلون جبهة موحدة لجميع القوى السياسية في الكنيست تقريبا ضد هذه المبادرة. ومن المؤكد أنه ينبغي على أوروبا أن تلعب دورا مركزيا في حل الصراع، لكنها لم تفعل ذلك حتى الآن وليس هناك ما يضمن أنها ستفعل ذلك في المستقبل.
وعلى الرغم من أن المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يعدّان من أبرز القادة الفعالين، إلا أن كلا الزعيمين تجاهلا الأزمة لسنوات، بالتالي ليس هناك ما يشير إلى أنهما سيغيران موقفهما فجأة.
اقرأ أيضا: وزراء في حكومة "بينت- لابيد" يدعمون استئناف مفاوضات التسوية
في الحقيقة، تعدّ المبادرة الإسبانية الإيطالية محكومة بالفشل دون دعم نشط من ميركل وماكرون ودون فرض سلام من الخارج. كنتيجة لذلك، سيساعد ذلك "إسرائيل" على كسب المزيد من الوقت ضد بايدن، الذي يقلق الإسرائيليين حقا نظرا لأنه لا يمكن توقع أي شيء من الأوروبيين، كما ثبت منذ عقود.
التفاوض ليس هو المشكلة
يعتمد النهج الإسرائيلي على تأخير أيّة مبادرة، بما في ذلك المبادرة الإسبانية الإيطالية، طالما كان ذلك ضروريا. في حال أُجبرت "إسرائيل" على التفاوض، فسيفعلون ذلك، لكنها ستكون مثل المفاوضات السابقة، ولن تُثمر عن أي شيء ملموس.
الضغط على إسرائيل
من الواضح أنه ينبغي على "إسرائيل" أن تهتم بحل النزاع في أسرع وقت ممكن نظرا لأنها ستكون بهذه الطريقة قادرة على ترسيخ نفسها كدولة مستقرة في المنطقة. مع ذلك، لا يبدي الإسرائيليون أي نوع من الاستعداد للامتثال للقوانين الدولية ومغادرة الأراضي المحتلة. ويعد هذا الأمر من ضمن الأولويات الإسرائيلية ولن يغيره سوى الضغط المشترك القوي من الولايات المتحدة وأوروبا.
مع ذلك، لا يبدو أن للولايات المتحدة وأوروبا أيّة نية للضغط على "إسرائيل". عموما، يعلم الإسرائيليون ذلك ويشاركون في المفاوضات إذا اضطرّوا لذلك دون التوقف عن تغيير وجه الأراضي المحتلة بشكل شامل، في انتظار فرصة لطرد الفلسطينيين كما فعلوا سنة 1948. ليس سرا أن جو بايدن، الوحيد القادر على تغيير المعادلة، يتعرض لضغوط شديدة من اللوبي اليهودي الذي له نفوذ كبير في مجلسي الشيوخ والكونغرس بالإضافة إلى وسائل الإعلام الأمريكية. كنتيجة لذلك، سيتعين على بايدن بلا شك مواجهة اللوبي في حال ضغط على "إسرائيل"، وبالطبع سيكون الطرف الخاسر في المعادلة.
اقرأ أيضا: خبير: الملفان الفلسطيني والإيراني مصدر خلاف أمريكي إسرائيلي
أوروبا دون ملف تعريفيّ
في بيان جمعته وكالة الأنباء الإسبانية إفي، أكد لويجي دي ماجيو، أن نية البعثة إلى "إسرائيل" وفلسطين لا تعتبر سوى "رفع مكانة الاتحاد الأوروبي". مع ذلك، لا يمكن أن تكون مكانة الاتحاد الأوروبي أسوأ مما وصلت إليه في الشرق الأوسط بسبب السياسات غير الموجودة لميركل وماكرون. علاوة على ذلك، لن تخفّف أوروبا من سمعتها السيئة في المنطقة بغض النظر عمّا سينجم عن هذه المبادرة.
وأشارت الصحيفة إلى أنه لا ينبغي أن نتوقع أشياء عظيمة جراء تغيير الحكومة الذي حدث في "إسرائيل" في شهر حزيران/ يونيو الجاري، حيث توجد داخل الائتلاف الحاكم أحزاب، مثل حزب بينيت، تعارض تماما مغادرة الأراضي المحتلة تحت أي ظرف من الظروف.
وأفادت الصحيفة أن الكنيست يضم أغلبية كبيرة من النواب الذين لا يريدون حتى سماع محتوى هذه المبادرة، مما سيجعل من المستحيل على البرلمان أن يوافق على الانسحاب من الأراضي المحتلة. لذلك، يمكن لمبادرة الحوار الإسباني-الإيطالي ببساطة أن تقدم، في أحسن الأحوال، حوارا سيبوء بالفشل.
MEE: إسرائيل تنهار وأنصار نتنياهو يسعرون نيران الكراهية
NYT: اليهود الأرثوذكس المتطرفون بإسرائيل قد يخسرون سلطتهم
تقارير أمنية إسرائيلية تتحدث عن انحياز مصري تجاه حماس