أكدت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، أن "اغتيال أجهزة أمن السلطة الفلسطيني للناشط نزار بنات، كان جريمة بشعة كشفت بوضوح عن وجه السلطة الحقيقي باعتبارها كيانا وظيفيا لخدمة الاحتلال لا لخدمة الشعب الفلسطيني".
وقال عضو المكتب السياسي في حركة حماس، صلاح البردويل، في تصريحات خاصة لـ"عربي21": "ما حدث للناشط نزار بنات جريمة بشعة واضحة الأركان كشفت آخر ما تبقى من ورقة التوت عن هذه السلطة العاجزة والتي تعيش حالة من انعدام الثقة وعدم المصداقية مع الشعب، فقد كان رئيسها محمود عباس قد تعهد بالاستقالة إذا خرج اثنان وطالباه بذلك، فما بالك الآن وغالبية الشعب الفلسطيني، ليس فقط لم تعد ترغب فيه وفي سلطته، بل تقاومه كما تقاوم الاحتلال!".
وأضاف: "ما جرى في جريمة اغتيال نزار بنات فاق كل التصورات، وهو أمر لا علاقة له بالخلافات الفصائلية المعتادة، لذلك نرى هذه الحالة من الحزن والغضب الشديد التي تخيم على الشعب الفلسطيني جراء بشاعة الجرائم المرتكبة".
وأشار البردويل إلى أن تداعيات حادثة اغتيال نزار بنات لا تقف فقط عند بعدها الإنساني، وإنما عند مغزاها السياسي، حيث إن من ارتكبوا هذه الجريمة أرادوا حرف الأنظار عما يرتكبه الاحتلال من انتهاكات وجرائم بشعة بحق الشعب الفلسطيني في القدس".
وأضاف: "الآن الاحتلال يحاصر حي البستان في بلدة سلوان بغية هدم منازل أهله من الفلسطينيين مستفيدا مما فعلته فرق الموت التابعة للسلطة بالفلسطينيين.. الآن القدس تحت قنابل الدخان التي تطلقها أجهزة أمن عباس، تتعرض لهجوم عنيف من قوات الاحتلال.. مما جعل الشعب الفلسطيني بين نارين: نار الاحتلال ونار فرق الموت التابعة للسلطة.. وهو ما زاد من صعوبة المعركة".
وعن ما إذا كانت هذه التطورات التي تجري في الضفة الغربية لا سيما بعد اغتيال الناشط الفلسطيني نزار بنات على يد أجهزة أمن السلطة، عائقا جديدا أما محادثات المصالحة التي بدأت القاهرة باستضافتها في الأسابيع القليلة الماضية، قال البردويل: "لا توجد أصلا محادثات مصالحة بيننا وبين فتح والسلطة في القاهرة، وفتح والسلطة لم يقدموا رؤيتهم أصلا للمصريين بهذا الشأن".
وأضاف: "في كل الأحوال بالنسبة لنا في حماس لقد قدمنا كل ما عندنا من أجل المصالحة لمواجهة الاحتلال ولإنقاذ القدس والتمسك بالثوابت، ونحن إنما أردنا الوحدة من أجل القدس، أما أن تتحول محادثات المصالحة إلى غطاء لتصفية ثوابتنا فلن نضحي بالغاية من أجل الوسيلة.. ولا يمكن أن نقبل ذلك على أنفسنا.. أي شيء يمس بالقدس والمقدسات والثوابت محرم علينا، وإذا كانت المصالحة مدخلا للتخلي عن الثوابت فلا حاجة لنا بها".
إقرأ أيضا: مقتل الناشط نزار بنات بعد اعتقاله من أمن السلطة وضربه
وحول ما إذا كانت المواجهات التي تشهدها الضفة الغربية ردا على اغتيال نزار بنات تمثل بداية ثورة شعبية لإسقاط السلطة، قال البردويل: "عمليا بعد هذا الحادث وحتى قبله، سادت سياسة تكميم الأفواه والمعاقبة على مجرد الاعتقاد السياسي والبوح بما في النفس في مواقع التواصل الاجتماعي، وهذا دل على أن السلطة خائفة من انفجار الشعب.. أعتقد أن الضغط النفسي لدى الجماهير الفلسطينية يزداد الآن.. وما منعهم في فترات سابقة من الاحتجاج، هو خشيتهم من أن هناك عدوا متربصا بالمسجد الأقصى، لكنهم الآن يشعرون بخذلان وخيانة من هذه الأجهزة الأمنية، وبالتالي.. انتفضوا".
وأضاف: "بعد اغتيال نزار بنات.. هناك أصنام كثيرة تهدم، وكثير من الغبار بدأ ينقشع.. وبعض المغترين بالسلطة باعتبارها كيانية فلسطينية.. الآن تبين لهم أنها مجرد كيان وظيفي لا يخدم إلا الاحتلال.. صحيح أن ما يجري من احتجاجات الآن لم يبلغ مستوى الثورة، لكنه بالتأكيد يحمل رسائل سياسية للداخل والخارج"، على حد تعبيره.
وتوفي المعارض والناشط نزار بنات (44 عاما)، الخميس الماضي، بعد ساعات من اعتقاله من طرف عناصر أمنية اتهمتها عائلته باغتياله.
وأثارت وفاة الناشط الفلسطيني انتقادات دولية ومطالب بتحقيق شفاف، وأطلقت فعاليات احتجاجية، شهد بعضها مواجهات بين محتجين وعناصر أمنية، مع اتهامات للأجهزة الأمنية بقمع محتجين.
وبنات، ناشط ومعارض "مستقل"، من بلدة دورا بمحافظة الخليل، وعُرف بانتقاداته اللاذعة للسلطة الفلسطينية، واعتقل من قبل الأجهزة الأمنية عدة مرات.
وشكّل بنات قائمة "الحرية والكرامة" لخوض انتخابات المجلس التشريعي، التي كانت مقررة يوم 22 أيار (مايو) الماضي، قبل صدور مرسوم رئاسي (في 30 نيسان/ إبريل الماضي) بإلغائها.
وأثار بنات جدلا في الشارع الفلسطيني، إثر مطالبته الاتحاد الأوروبي بوقف الدعم المالي عن السلطة، عقب قرار إلغاء الانتخابات.
وآنذاك، قال بنات في مقطع مصور على "فيسبوك"، إن مسلحين "بمرافقة الأجهزة الأمنية"، أطلقوا (يوم 2 أيار / مايو الماضي) النار بكثافة على منزله "وروّعوا ساكنيه".
إقرأ أيضا: صحفيون فلسطينيون يناشدون الأمم المتحدة بتوفير الحماية لهم
مخاوف من دوام تصفية السلطة للمعارضين.. ودعوات لإسقاطها
أسماك غزة شاهد على جرائم الاحتلال في فلسطين
تقرير يرجح صمود وقف إطلاق النار بين المقاومة والاحتلال