تحدثت كاتبة إسرائيلية بارزة، عن قمع السلطة الفلسطينية في رام الله للمتظاهرين المنددين باغتيال الناشط الفلسطيني البارز نزار بنات، الخميس الماضي، وتوقفت عند الأسباب التي جعلت السلطة في رام الله لا تعبأ كثيرا بكسرها ودهسها للحريات.
وأكدت الكاتبة المختصة بالشؤون العربية عميرة هاس، في تقرير لها بصحيفة "هآرتس" العبرية، أن "رجال الأجهزة الأمنية الفلسطينية أو أعضاء من فتح أو كليهما معا"، شاركوا بـ"ملابس مدنية" في قمع الفلسطينيين المحتجين ضد السلطة وأجهزتها الأمنية، الذين هتفوا "الشعب يريد إسقاط النظام".
ونبهت إلى أن "هذه هي طريقة العمل المعروفة في فترة المظاهرات ضد الرئيس المصري الراحل حسني مبارك؛ رجال أمن تحت ستار بلطجية تم إرسالهم لقمع الاحتجاج، في حين قال كبار رجالات فتح: المهاجمون أرسلوا كي يظهروا أن أجهزة أمن السلطة ليست وحدها".
ورأت هاس، أن "القمع على مراحل للمظاهرات، يدل على أن رؤساء الأجهزة الأمنية نسقوا ووزعوا العمل فيما بينهم، في حين أن الفلسطينيين دائما يشتكون من غياب التخطيط أو من تخطيط معيب في المهمات المدنية للسلطة وفي نشاطاتها ضد الاحتلال، ولكن هنا مؤسسات السلطة بالتحديد (الأجهزة الأمنية) أظهرت قدرات لحساب كل جزئية مسبقا؛ فرقوا بالعنف المظاهرة، هاجموا الصحافيين، اختطفوا هواتف متظاهرين وانقضوا على الفضاء العام في ميدان المنارة من خلال خلق مظاهرة دعم بديلة للرئيس محمود عباس".
وأضاف: "من خلال كل ذلك، أرسلت فتح رسالة قاطعة؛ فتح والأجهزة الأمنية هم نفس الشيء"، متسائلة: "هل العنف يدل على الذعر؟".
اقرأ أيضا: "الأمن الوقائي".. الجهاز الذي اعتقل وقتل نزار بنات (ملف)
ونوهت إلى أن "الاتحاد الأوروبي عبر عن صدمته من موت بنات في المعتقل، وسارع للتوضيح أنه لا يمول أجهزة السلطة الأمنية، باستثناء الشرطة"، مضيفة أن "نشطاء فلسطينيين آخرين طلبوا مؤخرا من الدول المانحة وقف دعمها المالي للسلطة، فهل هذا ما يقلق فتح والسلطة، لذلك فقد سمحوا لأنفسهم باتخاذ تكتيك ردع وتخويف، الذي فقط أثبت بصورة أشد الأقوال الانتقادية للنظام الديكتاتوري المقطوع عن الشعب؟ أو ربما العكس، بأنهم سمحوا لأنفسهم بذلك لأنهم شعروا بالثقة بأن الدعم العالمي لهم مضمون؛ وأنهم، بواسطة العلاقات الخاصة التي بنوها مع سلطة الاحتلال الاسرائيلي، يحافظون على استقرار إقليمي، ويحافظون على الاحتجاج ضد الاحتلال بوضعه المنضبط، المتفرق وغير المخطط، في حين ، تواصل إسرائيل السيطرة على معظم الضفة الغربية وتحطم التواصل الفلسطيني في القدس".
ولفتت إلى أن "الدول الغربية التي لا تتجرأ على القيام بخطوات ضد إسرائيل بسبب خرقها للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، وتقدر هذا الاستقرار والسلطة التي تضمنه".
وتساءلت: "هل تكتيك القمع العنيف تم اختياره بسبب الخوف من أن يتسع الاحتجاج؟"، مضيفة بلغة الاستهزاء: "في الكون الموازي الذي خلقه المتحدثون باسم فتح بتصريحاتهم، هذه هي الصورة؛ وقعت حادثة وقتل بنات، ونحن نشارك العائلة حزنها..، وجاء في بيان لفتح، أنها ستضرب بيد من حديد من يفكر بالمس بأجهزتنا الأمنية".
وأشارت الكاتبة إلى أن المسيرة سارت في الشارع برام الله، وسار متظاهرون نحو المقاطعة، و "في هذه الاثناء لم يشاهد رجال شرطة، وهذا كان أمر غريب، وفجأة ظهر الزعران، وبدأوا بإلقاء أجسام غير معروفة على المتظاهرين، وهتف الزعران هتافات غير واضحة، أشخاص آخرون بملابس مدنية (عناصر من الأجهزة الأمنية) ركضوا من شوارع جانبية نحو المتظاهرين وهم يصرخون ويرشقونهم بالحجارة".
وأكدت أن من "بدأ برشق الحجارة هم الزعران على المتظاهرين، ومجموعة من رجال الشرطة المتجهمين ظهرت في نهاية الشارع، هم لم يتحركوا، ولكنهم أطلقوا قنابل صوت وغاز مسيل للدموع وسمعت انفجارات، الغاز بدأ يزعج.، وبين حين وآخر هاجم زعران يحملون الهراوات أشخاص، وقاموا بجر شخص نحو رجال الشرطة وهم يضربونه على ظهره، ويبدوا أن الزعران هاجموا بعض المارة واخذوا هواتفهم التي صوروا فيها".
وأفادت هاس التي على ما يبدو أنها كانت حاضرة في المكان، أن انتقادات وجهت نحو الزعران من قبيل: "لماذا تتصرفون هكذا؟، هل تخشون من نشر صوركم؟"، مؤكدة أن "السلطة الفلسطينية سمحت لنفسها في هذه الأثناء، باستخدام القمع العنيف، وهي على ثقة بأن الاتحاد الأوربي والولايات المتحدة لا يمكنهم التنازل عن خدماتها، في ظل التنسيق الأمني والمدني مع إسرائيل".
دعوة إسرائيلية للتنسيق مع السلطة لمواجهة صعود حماس
خبير إسرائيلي: التنسيق الأمني مع السلطة متواصل رغم حادثة جنين