تجددت الاحتجاجات الشعبية في لبنان ضد تدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية، على خلفية استمرار انهيار سعر صرف الليرة في السوق السوداء وتسجيلها مستويات متدنية غير مسبوقة.
وخسرت الليرة اللبنانية نحو 90 بالمئة من قيمتها خلال العشرين شهرا الماضية. والسبت بلغ سعر صرف الدولار 18 ألف ليرة لبنانية تقريبا بعدما كان السعر الرسمي 1,500 ليرة قبل بدء الأزمة.
وتظاهر العشرات في الطريق العام قرب المدينة الرياضية في بيروت، وأطلقوا هتافات منددة بتردي الأوضاع الاقتصادية. وقطع المتظاهرون طريقين سريعين، الأول يربط العاصمة بجنوب البلاد، والآخر يربطها بشمالها.
وفادت الوكالة الوطنية للإعلام بأن محتجين حاولوا اقتحام البوابة الحديدية لمدخل مبنى بلدية مدينة صيدا (جنوب)، إلا أن الجيش منعهم وعمل على إبعادهم عن المكان.
وأضرم محتجون لاحقا النار بإطارات سيارات، وقطعوا طرقا رئيسة في المدينة، تنديدا بتردي الوضع المعيشي والانهيار الإضافي بقيمة العملة اللبنانية (الليرة)، بحسب الوكالة.
وأعلنت قيادة الجيش اللبناني، في بيان الأحد، أن تسعة عسكريين أصيبوا في طرابلس "بعدما أقدم شبان يستقلون دراجات نارية على رمي قنابل صوتية" باتجاههم، خلال احتجاجات شعبية اندلعت ليل السبت.
وقام محتجون برشق عسكريين بالحجارة ما أدى إلى إصابة أحدهم" في منطقة أخرى من مدينة طرابلس، وفقا لبيان الجيش اللبناني.
وشهدت مدينتا بيروت وصيدا مظاهرات ليل السبت احتجاجا على الأوضاع المعيشية واستمرار تدهور الليرة اللبنانية، قبل عودة الهدوء صباح الأحد.
وقالت غرفة العمليات في جهاز الطوارئ والإغاثة وهي منظمة صحية محلية في طرابلس، الأحد، إن "ستة فرق إسعافية استجابت للاحتجاجات التي حصلت في طرابلس" مساء السبت. وأفادت بأنها أسعفت 18 شخصا من مدنيين وعسكريين، ونقل أربعة منهم إلى مستشفيات المدينة.
وقالت وسائل إعلام محلية، إن متظاهرين وناشطين لبنانيين حاولوا اقتحام فروع للبنك المركزي أثناء الاحتجاجات.
تجدر الإشارة إلى أن سعر صرف الدولار في لبنان تم تثبيته عند 1507 ليرات لبنانية منذ 1997، لكن أسوأ أزمة اقتصادية تشهدها البلاد جعلت العملة الوطنية تنهار في السوق الموازية غير الرسمية.
ولفت صرافون السبت لوكالة الأنباء الفرنسية إلى أن الدولار يتم التداول به بسعر بين 17,300 و17,500 ليرة في السوق السوداء، في حين أشار البعض على وسائل التواصل الاجتماعي إلى أن سعر الدولار قد وصل إلى 18 ألف ليرة.
ويشهد لبنان أزمة اقتصادية حذر البنك الدولي الشهر الحالي من أنها تُصنّف من بين أشد وأسوأ الأزمات منذ منتصف القرن التاسع عشر منتقدا التقاعس الرسمي عن تنفيذ أي سياسة إنقاذية وسط شلل سياسي.
وازدادت مؤخرا حدة الأزمة، إذ بات اللبنانيون ينتظرون في طوابير طويلة أمام محطات الوقود التي اعتمدت سياسة التقنين في توزيع البنزين والمازوت. ويتزامن ذلك مع انقطاع في عدد كبير من الأدوية وارتفاع في أسعار المواد الغذائية المستوردة بغالبيتها.
ولم يتمكن رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري منذ تكليفه في تشرين الأول/ أكتوبر، من إتمام مهمته، رغم ضغوط دولية تقودها فرنسا خصوصا.
وفي تشرين الأول/ أكتوبر 2019 عمت مظاهرات كبرى لبنان، حيث نزل مئات الآلاف إلى الشارع مطالبين بـ"إسقاط النظام" وتغيير الطبقة السياسية التي تحكم البلاد منذ الحرب الأهلية (1975- 1990)، وهي الطبقة المتهمة بالفساد وسوء إدارة الدولة الذي أدى إلى تداعيها اقتصاديا.
ومنذ تشرين الأول/ أكتوبر 2020 اختير ابن رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري، سعد الحريري، لتشكيل حكومة جديدة بعد استقالة حكومة حسان دياب، غير أن الأزمة السياسية بين الحريري والتحالف الذي يمثله رئيس الجمهوية ميشال عون منع تشكيل الحكومة.
ويقول مراقبون إنه من غير المرجح أن يحصل خرق في المشهد السياسي الحالي، الذي أدى أيضاً إلى تعليق النقاش مع صندوق النقد الدولي من أجل حصول لبنان على مساعدات مالية.
هذا مركز بيروت بين مدن العالم الأكثر غلاء للعمال الأجانب
لبنان يرفع سعر الخبز المدعم للمرة الخامسة في 6 أشهر
مصرف لبنان يرفض مجددا تمويل الدعم من الاحتياطيات الإلزامية