نشرت صحيفة الغارديان مقالا للمحامي والكاتب كيران بندر، ترجمته "عربي21"، قال فيه إن فريق غرين إدج سايكلنغ، للدراجات الهوائية، والذي يشارك في السباقات العالمية، أصدر صباح الخميس، بيانا أعلن فيه عن راعٍ جديد رئيسي، وكان هناك سطرا في البيان برز على الفور، حيث نُقل عن برينت كوبلاند، المدير العام للفريق، امتداحه لـ "الاحترام المتبادل وتواؤم القيم" بين قريقه المعروف حاليا باسم Team BikeExchange، والراعي الجديد والذي تبين لاحقا أنها السعودية.
ويضيف بندر أنه وفي معظم إعلانات الرعاية، بالكاد يمكن لمثل هذا التصريح أن يثير الدهشة - فقد يكون هناك اضطرار للمبالغة، ولكن هذا هو ثمن الصفقة، كما سماها.
تقول صوفي مكنيل، الباحثة في هيومن رايتس ووتش: "هذا أمر مقلق حقا.. نحن نعلم أن السعوديين يحبون القفز على العلامات التجارية العالمية المرموقة لتلميع صورتهم، لكن هذا هو آخر نوع من الحكومات التي تريد أن تكون مرتبطا به، هذه حكومة متهمة بارتكاب جرائم حرب. أن تكون مرتبطا بمحمد بن سلمان بهذه الطريقة - لمحبي ركوب الدراجات، إنه أمر مخيب للآمال".
لكن تصريحات كوبلاند كانت واضحة يوم الخميس. الراعي الجديد لفريقه هو ذراع للحكومة السعودية، الهيئة الملكية لمحافظة العلا، والعلا مدينة قديمة في شمال غرب البلاد وموطن أحد مواقع التراث العالمي.
وتأسست اللجنة في عام 2017 بموجب مرسوم ملكي ويرأسها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان (المعروف بالمختصر م ب س)، الذي يرأس الحكومة الاستبدادية في السعودية.
واشتهر النظام بإعدام معارضين، بمن فيهم الصحفي جمال خاشقجي الذي اغتيل قبل ثلاث سنوات في القنصلية السعودية في تركيا.
في ظل هذه الخلفية، وافق الفريق الوحيد في أستراليا الذي يشارك في السباقات العالمية، والذي سيحتفل بالذكرى العاشرة لتأسيسه في كانون الثاني/ يناير، على أخذ أموال سعودية. وأي تواؤم في القيم هذا.
تعتبر رياضة ركوب الدراجات الاحترافية من الدرجة الأولى رياضة باهظة الثمن، حيث يحصل راكبو الدراجات على رواتب كبيرة - وبفضل تقويم السباقات العالمية – فإن فواتير السفر ضخمة.
وبدون الأموال التلفزيونية المربحة (التي يستولي عليها منظمو السباقات)، تُترك الفرق لتبحث عن أموال الرعاية.
في عام 2018، قال المدير العام لشركة بايك إكتشينج آنذاك، شاين بانان، لصحيفة الغارديان في استراليا، إن متوسط ميزانية فريق الجولة العالمية يبلغ حوالي 28 مليون دولار سنويا. وقال إنه بالنسبة لبايك إكتشينج فقد جاء 90% من الرعاة المانحين.
لطالما بحثت شركة بايك اكستشينج عن رعاة جدد. منذ إنشائه، كان الفريق مملوكا ومدعوما من قبل رجل الأعمال الأسترالي الثري غاري ريان.
في البحث عن دولارات للرعاية، جرب الفريق الصين أولا، حتى أنه أنشأ فريق تطوير مسجل في الصين. لكن لم يكن هناك تمويل وشيك.
اقرأ أيضا : هل طلب ابن سلمان تدخل جونسون لتمرير "صفقة نيوكاسل"؟
وفي العام الماضي، اعتقد موظفو ريان أنهم حصلوا على راع إسباني - قبل أن تنهار الصفقة في ظروف غريبة. وطوال الوقت، استثمر رجل الأعمال من مدينة ملبورن المزيد من الأموال في الفريق.
من الصعب حساب إجمالي استثمار ريان في غرين إدج، ولكن على مدار العقد الماضي، من المحتمل أن يكون قد تجاوز 50 مليون دولار إلى 60 مليون دولار.
كل ذلك يجعل من الصعب لوم ريان على محاولات تعويض ما أنفقه على بايك اكستشينج ولكن في رياضة ينتشر فيها التبيض الرياضي بشكل متزايد - تشمل فرق الجولة العالمية الأخرى أستانا بريمير تيك (بتمويل من كازاخستان - 23/100 على مؤشر فريدوم هاوس)، وفريق الإمارات (17/100) وفريق البحرين فيكتوريوس (11/100) - فإن صفقة بايك اكتشينج مع السعوديين تشارك نفس الكعكة.
في حين أن هذه ليست ظاهرة فريدة من نوعها لركوب الدراجات، فإن الحوكمة اللامركزية للرياضة توفر القليل من الضوابط والتوازنات.
حتى الآن، تم إحباط عملية استحواذ مرتبطة بالسعودية على نيوكاسل يونايتد، في الدوري الإنجليزي الممتاز.
في حين أن بايك اكتشينج مملوكة للقطاع الخاص، فهو الفريق الوطني الأسترالي بحكم الواقع في اهم منافسة دولية لركوب الدراجات على الطرق.
فلو وقع كولينغوود أو سيدني روسترز تحت رعاية السعوديين، فسيكون هناك - كما نأمل - ضجة. منذ هذا الإعلان يوم الخميس، كان بالكاد هناك أي صوت ضعيف.